"الناتو": تعبئة بوتين للجيش خطوة "خطيرة ومتهورة"

time reading iconدقائق القراءة - 5
الأمين العام لحلف شمال الأطلسي "الناتو" ينس ستولتنبرج خلال مقابلته مع "رويترز" - 21 سبتمبر 2022 - REUTERS
الأمين العام لحلف شمال الأطلسي "الناتو" ينس ستولتنبرج خلال مقابلته مع "رويترز" - 21 سبتمبر 2022 - REUTERS
نيويورك-رويترز

اعتبر الأمين العام لحلف شمال الأطلسي "الناتو" ينس ستولتنبرج، الأربعاء، أن إرسال روسيا لمزيد من القوات "سيصعد الصراع في أوكرانيا"، واصفاً إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين التعبئة الجزئية للجيش وإمكانية استخدام أسلحة نووية بـ"الخطوة الخطيرة والمتهورة".

وقال ستولتنبرج لوكالة "رويترز"، إن "أول تعبئة روسية للجيش منذ الحرب العالمية الثانية لم تكن مفاجأة لكنها ستصعد الصراع الذي بدأ مع الغزو الروسي في 24 فبراير".

واعتبر أن تحركات بوتين تشير إلى أن "الحرب لا تسير وفق خططه"، وكان من الواضح أن الرئيس الروسي "أساء الحسابات بشكل كبير".

وأشار ستولتنبرج إلى أن "الحرب لم تبدأ في هذه السنة بل بدأت في 2014، ومنذ ذلك الحين نفذ الحلفاء في الناتو أكبر تعزيز لقدراتنا لأول منذ الحرب الباردة"، لافتاً إلى "نشر تشكيلات ومجموعات ومعدات هجومية في دول شرق أوروبا".

وأوضح أن دول "الناتو" وحلفائها منخرطون في حوار مع رواد الصناعات الدفاعية لزيادة إنتاج الأسلحة والذخيرة، مشيراً إلى أن "القوات الروسية تفتقر للعتاد والقيادة المناسبة والسيطرة".

وبيّن رغبة الحلف لتجنب وقوع "أي نزاع يجعلنا نضطر لاستخدام الأسلحة النووية"، مشدداً على أن الناتو "لا يريد أن يهدد روسيا بأي شكل من الأشكال.. فهو حلف دفاعي ويريد الحفاظ على السلام وهو ما نقوم به خلال الـ70 عاماً".

وأكد أن الحلف "لن يشارك في نفس النوع من الخطاب النووي الخطير المتهور مثل الرئيس بوتين"، مشيراً إلى "وجوب" عدم خوض "حرب نووية أبداً"، ومؤكداً أن "لا تغير حتى الآن في استعداد روسيا النووي".

المفاوضات الروسية الأوكرانية

وتابع ستولتنبرج: "على الرغم من أن القوات الروسية كانت غير مجهزة وتفتقر إلى القيادة والسيطرة، لذلك من الصعب رؤية نهاية للحرب على المدى القصير طالما أن روسيا لا تقبل أوكرانيا كدولة مستقلة وذات سيادة".

وأعرب عن أمله بأن تنتهي هذه الحرب الروسية الأوكرانية على "طاولة المفاوضات"، لكن "نعرف أيضاً أن أوكرانيا التي استخف بقدراتها بوتين، تحتاج إلى تعزيز موقعها العسكري على أرض المعركة، فطاولة المفاوضات تعتمد على ذلك".

وذكر أن "الطريقة الوحيدة لإنهاء الحرب هي إثبات أن بوتين لن ينتصر في ساحة المعركة، وعند ذلك سيعرف أن عليه التفاوض مع أوكرانيا والاتفاق على نص معقول".

تابع: "لا يوجد حالياً مفاوضات جارية إذ أن روسيا تريد السيطرة على أوكرانيا"، وأضاف: "في حال أوقف بوتين الحرب فسيكون هناك سلام في المنطقة ولكن العكس غير صحيح إذ أن وقف كييف للحرب يعني أنه لن تكون هناك دولة أوكرانية".

وذكر أن الحلف "ما زال يرسل المزيد من الأسلحة المتطورة إلى أوكرانيا، من عربات مصفحة وقذائف وصواريخ موجهة، بالإضافة إلى أنظمة الدفاع الجوي"، لافتاً إلى أن " الحديث يدور حالياً عن تزويد كييف بمدافع بعيدة المدى من نوع هاوتزر".

ورداً على سؤال بشأن الخلافات الدائرة بين أعضاء الحلف، قال ستولتنبرج إن "هناك خلافات داخل الناتو فنحن نمثل 30 دولة وقريباً ستكون 32 مع فنلندا والسويد فعبر التاريخ كانت لدينا خلافات"، مشيراً إلى أن نجاح الحلف يأتي من خلال "الاجماع بشأن الالتزامات الأساسية بشأن حماية الدول الأعضاء وهو ما نعمل عليه حالياً".

إعلان بوتين

وأعلن الرئيس الروسي في وقت سابق الأربعاء، استدعاء مئات آلاف الروس للقتال في أوكرانيا محذراً الغرب من أن موسكو "ستستخدم كل الوسائل" المتاحة لها للدفاع عن نفسها.

وأكد بوتين أن "الأمر ليس خدعة" متهماً الدول الغربية بمحاولة "تدمير" روسيا واللجوء إلى "الابتزاز النووي" حيالها، ملمحاً بذلك إلى أنه مستعد لاستخدام السلاح النووي.

وأمام هجوم مضاد وخاطف للقوات الأوكرانية، اختار بوتين التعويل على تصعيد النزاع مع إجراء يفتح الباب أمام إرسال مزيد من الجنود الروس إلى أوكرانيا.

ويشكل تنظيم استفتاءات في مناطق خاضعة للسيطرة الروسية في أوكرانيا والإعلان عن تعبئة جزئية في روسيا منعطفاً في الغزو الروسي الذي بدأ في 24 فبراير.

ويكتسي إجراء الاستفتاءات لضم هذه الأراضي إلى روسيا أهمية مضاعفة كون العقيدة العسكرية الروسية تنص على إمكانية اللجوء إلى ضربات نووية في حال مهاجمة أراض تعتبرها موسكو روسية.

وأتى خطاب بوتين بعدما تكبد الجيش الروسي خسائر في إطار الهجومات المضادة التي تشنها القوات الأوكرانية في منطقتي خيرسون بجنوب البلاد وخاركوف في شمالها الشرقي حيث اضطرت موسكو إلى تنفيذ عمليات انسحاب.

وعلى الأرض، تتواصل المعارك وعمليات القصف. واتهمت السلطات الأوكرانية روسيا بقصف موقع محطة زابوريجيا النووية الأكبر في أوروبا مجدداً.

وعشية خطاب بوتين، أعلنت سلطات المناطق الانفصالية الموالية لروسيا في أوكرانيا عن إجراء "استفتاءات" لضمها إلى روسيا بين 23 سبتمبر و27 منه.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات