
ألغى معرض تجاري صيني مدعوم من الدولة فجأة، منتدى تنظّمه أوكرانيا ويروّج لفرص الاستثمار على أراضيها، في خطوة قد تعزّز قلقاً من أن بكين تدعم ضمناً روسيا في غزوها لأوكرانيا، كما أفادت "بلومبرغ".
ونقلت الوكالة عن دبلوماسي أوكراني قوله إن تنظيم المنتدى كان مقرراً الاثنين الماضي، خلال "معرض الصين الدولي للتجارة في الخدمات"، الذي استمرّ من 31 أغسطس إلى 5 سبتمبر.
وأضاف أن السفارة الأوكرانية في بكين لم تكن راضية عن هذا الأمر، إذ حرم كييف من فرصة الترويج لفرص الاستثمار بالنسبة للشركات الصينية. ورفض الإفصاح عن أسباب هذه الخطوة، مكتفياً بالقول إنها وجّهت إشارة سيئة.
وكان الرئيس الصيني شي جين بينج وصف المعرض الأسبوع الماضي، بأنه "منصة حاسمة للصين من أجل توسيع الانفتاح"، كما أفادت وكالة أنباء الصين الجديدة الرسمية (شينخوا)، مشدداً بذلك على المكانة البارزة لهذا الحدث.
وقالت ناطقة باسم وزارة الخارجية الصينية إنها لم تكن على علم بالوضع، خلال مؤتمر صحافي في بكين الأربعاء.
صداقة "بلا حدود"
وقُوضت جهود الصين في تقديم نفسها بوصفها طرفاً محايداً في الغزو الروسي لأوكرانيا، نتيجة الدعم الدبلوماسي المتكرّر الذي أظهرته لموسكو.
وأعلن شي جين بينج صداقة "بلا حدود" مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، قبل أسابيع من الحرب، ولم يتحدث علناً مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي منذ بدء الغزو، بحسب "بلومبرغ".
وتشارك بكين الآن في مناورات عسكرية ضخمة تُنفذ في روسيا، فيما يحضر رئيس البرلمان الصيني لي تشانشو، المنتدى الاقتصادي الشرقي السابع في فلاديفوستوك الأربعاء.
وأعلنت وزارة الخارجية الروسية أن شي وبوتين سيجتمعان في 15 و16 سبتمبر في سمرقند بأوزبكستان، على هامش قمة "منظمة شنجهاي للتعاون"، علماً أنهما التقيا للمرة الأخيرة في بكين في مطلع فبراير، عشية دورة الألعاب الأولمبية الشتوية، وقبل أيام من بدء الغزو الروسي لأوكرانيا، بحسب "فرانس برس".
وقال السفير الروسي في بكين أندري دينيسوف: "نخطّط لعقد اجتماع جدي وكامل بين الزعيمين ونعمل على أجندة مفصّلة مع شركائنا الصينيين. لديهما الكثير للحديث بشأن القضايا الثنائية والمشكلات الدولية".
صادرات صينية لروسيا
وحرصت بكين على عدم إغضاب واشنطن، متجنّبة تمكين موسكو من الالتفاف على العقوبات الغربية المفروضة عليها، أو إمدادها بمعدات عسكرية.
لكن الصادرات الصينية، بما في ذلك السيارات وأجهزة التلفزة والهواتف الذكية، ساعدت روسيا على ملء فراغ بعد انسحاب علامات تجارية أجنبية من أراضيها.
وفي الربع الثاني من العام الجاري، استحوذت الصين على 81% من واردات السيارات الجديدة في روسيا، فيما أن "شاومي" الصينية هي شركة تصنيع الهواتف الذكية الأكثر مبيعاً في روسيا، بحسب "بلومبرغ".
في المقابل، أفاد مرصد Observatory of Economic Complexity، الرائد في العالم بشأن بيانات التجارة الدولية، بأن صادرات الصين إلى أوكرانيا انخفضت بنسبة 75% خلال الأشهر الـ12 الماضية، بدءاً من يوليو، فيما تراجعت الواردات أيضاً خلال تلك الفترة بنسبة 93%.
وكانت الصين أبرز شريك تجاري لأوكرانيا في عامَي 2019 و2020، بحسب شركة المحاماة الأوكرانية Crane IP.
اقرأ أيضاً: