حذّرت حركة طالبان إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، من أنها ستتجاوز "خطاً أحمر" وربما تواجه "رد فعل"؛ في حال أبقت على قواتها في أفغانستان بعد الموعد النهائي المحدد في 31 أغسطس الجاري، فيما أعلنت استعادة السيطرة على ثلاث مناطق في شمال البلاد.
وقال المتحدث باسم الحركة طالبان، سهيل شاهين، في مقابلة أجرتها معه شبكة "سكاي" البريطانية، الاثنين، بالعاصمة القطرية الدوحة: "إذا قاموا بتمديد المدة المعلنة، فهذا يعني أنهم يمددون الاحتلال، وهو أمر لا داع له، وسيخلق حالة من عدم الثقة بيننا، وفي حال كانوا عازمين على استمرار الاحتلال، فإن ذلك سيؤدي لرد فعل من قبلنا".
وتابع: "في حال طلبت الولايات المتحدة أو المملكة المتحدة مزيداً من الوقت لمواصلة عمليات الإجلاء، فالجواب سيكون بالرفض، أو ستكون هناك عواقب".
إبقاء القوات
ومن المقرر أن يطلب رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون من بايدن، هذا الأسبوع، الإبقاء على القوات إلى ما بعد هذا الشهر، وذلك بسبب التحدي المتمثل في نقل آلاف الرعايا الأجانب والأفغان، بحسب صحيفة "واشنطن بوست".
وينتظر الآلاف من الأفغان والرعايا الأجانب منذ أيام في مطار كابول، في ظروف وصفتها الصحيفة بـ"الفوضوية والبائسة"، على أمل الصعود على متن طائرة متجهة للخارج.
لكن شاهين نفى أن تكون الفوضى في محيط مطار كابول بسبب خوف الأفغان من حركة طالبان، وأصر على أن العديد من الأشخاص الذين يسعون إلى الفرار من البلاد هم مهاجرون لأسباب اقتصادية وليسوا خائفين على حياتهم.
ومضى قائلاً: "الأمر لا يتعلق بقلق أو خوف، ولكن هؤلاء يرغبون في العيش في الدول الغربية، وهذا نوع من الهجرة الاقتصادية، لأن أفغانستان دولة فقيرة، ونحو 70% من سكانها تحت خط الفقر، ولذلك فإن الجميع يريد الانتقال إلى الدول الغربية ليعيشوا حياة مزدهرة هناك".
ووصف المتحدث باسم الحركة التقارير التي تفيد بإغلاق مدارس البنات في عدة مقاطعات، بـ"الأخبار الكاذبة"، قائلاً: "يمكنني أن أؤكد لكم أن هناك العديد من التقارير التي يتم بثها من قبل خصومنا والتي تزعم معلومات ليس لها أساس من الصحة".
في غضون ذلك، أرسلت طالبان مئات المقاتلين إلى وادي بنجشير، الذي يقع على بُعد 140كيلومتراً شمال شرق كابول، الذي لطالما كان معقلاً مناهضاً للحركة، وذلك بسبب بدء تشكيل حركة مقاومة ضدها هناك.
استعادة 3 مناطق
في وقت لاحق، أعلن المتحدث باسم حركة طالبان، ذبيح الله مجاهد، أن قوات الحركة استعادت السيطرة على ثلاث مناطق في شمال أفغانستان كانت قد سقطت في أيدي فصائل مسلحة محلية الأسبوع الماضي.
وكانت فصائل مسلحة محلية سيطرت على "بنو"، و"ده صالح"، و"بل حصار" في إقليم باغلان في أول بوادر على وجود مقاومة مسلحة لحركة طالبان منذ سيطرتها على العاصمة كابول في 15 أغسطس.
وقال مجاهد على حسابه على تويتر، إن قوات طالبان طهرت هذه المناطق بحلول الاثنين، وإنها متمركزة في بدخشان وطخار وأندراب بالقرب من وادي بانجشير، حسبما نقلت وكالة "رويترز".
وأضاف أن ممر سالانج على الطريق الرئيسي الذي يمتد من جنوب أفغانستان إلى شمالها مفتوح، وأن القوات المعادية محاصرة في وادي بانجشير. وأشار إلى عدم وقوع اشتباكات في الوقت الحالي، مضيفاً: الحركة "تحاول تسوية المشكلات سلمياً".
وكانت قوات موالية لأحمد مسعود، نجل أحمد شاه مسعود القائد المناوئ للاتحاد السوفيتي السابق، قد تمركزت في وادي بانجشير بمنطقة جبلية إلى الشمال الغربي من كابول شهدت مقاومة لطالبان قبل 2001.
ودعا مسعود الذي تضم قواته فلول الجيش النظامي ووحدات من القوات الخاصة إلى إجراء مفاوضات لتشكيل حكومة شاملة لأفغانستان لكنه تعهد بالمقاومة إذا حاولت قوات طالبان دخول الوادي.