تبون يطالب فرنسا بـ"احترام كامل" للجزائر

time reading iconدقائق القراءة - 5
الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون خلال مقابلة مع وسائل الإعلام المحلية، 10 أكتوبر 2021 - www.entv.dz
الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون خلال مقابلة مع وسائل الإعلام المحلية، 10 أكتوبر 2021 - www.entv.dz
دبي -الشرق

قال الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون إن اعتذار فرنسا للجزائر "دين عليها"، وأكد أن عودة السفير الجزائري إليها "مشروطة باحترام كامل للدولة الجزائرية"، وشدد على أن تصرفات باريس "العدوانية" هي سبب غلق مجال الجزائر الجوي أمام طائراتها العسكرية.

وأضاف تبون خلال مقابلة مع ممثلي الصحافة الوطنية بثها التلفزيون الرسمي، أن "الجزائر قوية بجيشها وشعبها الأبي الذي لا يرضخ إلا لله"، مطالباً الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بنسيان أن "الجزائر كانت مستعمرة في يوم من الأيام، وعدم تزييف التاريخ". وتابع: "ما دامت فرنسا تُبيت لنا العداء، فمرحباً بها ونحن مستعدون".

وكانت الجزائر قد استدعت في 2 أكتوبر سفيرها لدى باريس، رداً على تصريحات للرئيس الفرنسي نقلتها صحيفة "لوموند"، اعتبر فيها أن الجزائر بُنيت بعد استقلالها عام 1962 على "ريع للذاكرة" كرسه "النظام السياسي العسكري"، وشكّك في وجود أمة جزائرية قبل الاستعمار الفرنسي.

وفي 5 أكتوبر، أعرب إيمانويل ماكرون عن أمله في الوصول إلى "تهدئة"، وقال: "أكنّ احتراماً كبيراً للشعب الجزائري وأقيم علاقات ودية فعلاً مع الرئيس تبون".

واعتبر الرئيس الجزائري أن قرار باريس تقليص "كوتة" الجزائر من التأشيرات إليها ينبغي أن يحترم اتفاقيات "إيفيان" ومعاهدة 68، وقال: "رفضنا استقبال متورطين في الإرهاب وجرائم أخرى طردتهم فرنسا".

وطالب الرئيس الجزائري فرنسا بتسليم فرحات مهني لكونه "رئيس منظمة إرهابية"، قائلاً إن باريس لم ترد على طلب جزائري بتسليمه.

الخلاف مع المغرب

وفي ما يتعلق بالخلاف مع المغرب، ذكر تبون أن "سوابق المغرب العدائية مع الجزائر قديمة ومتكررة". وأكد الرئيس الجزائري أن بلاده ستتخذ "قراراً نهائياً" بشأن أنبوب توريد الغاز عبر الأراضي المغربية نهاية الشهر الجاري.

وأشاد تبون بنظيره التونسي الرئيس قيس سعيد، قائلاً إنه "إنسان مثقف وديمقراطي، ومن يهدد تونس أمنياً سيجدنا أمامه".

وأضاف: "لن نتدخل في شؤون تونس"، منبهاً أن راشد الغنوشي، رئيس حركة النهضة، "لم يطلب اللجوء إلينا، وإنما كان يستعد لزيارة الجزائر".

وتحدث تبون عن تعاون مع قوات "أفريكوم" (القيادة الأميركية في إفريقيا)، مشدداً على أنه سيستمر "ما داموا ليسوا في مهمة استعمارية أو تسلطية"، وتابع: "نرحب بالتعاون العسكري مع الأميركيين شريطة عدم المساس بالسيادة وإرسال جنودنا للخارج".

وأردف: "الجيش الجزائري ليس لفيفاً أجنبياً يمكن التضحية به مقابل المال، هو جيش شعبي ويجب الحصول على موافقة البرلمان لإرساله للخارج".

"الجزائر لن تستدين"

وحول الأوضاع الاقتصادية، قال الرئيس الجزائري إن "تغيير العملة ليس حلاً مثالياً، ويجب إنهاء مشاكل الاقتصاد الموازي بالحوار"، مؤكداً أن الجزائر لن تلجأ للاستدانة مهما كان؛ لأنها -حسب وصفه- "انتحار سياسي للبلاد".

وأشار تبون إلى أن إيرادات الجزائر تكفي للاستيراد حتى نهاية عام 2022 من دون المساس باحتياطي الصرف.

ورأى الرئيس الجزائري أن "المضاربين هم العدو الأساسي للاقتصاد، لكنهم لن يكونوا أقوى من الدولة"، وواصل حديثه: "إذا كانت 30 سنة سجناً لا تكفي لردع المضاربين فسيتم تسليط عقوبة الإعدام"، لافتاً إلى أنه تم اكتشاف مطاحن تستفيد من القمح المدعوم من الحكومة ثم تعيد بيعه في السوق السوداء.

التطعيم ليس إجبارياً

وفي شأن آخر، استبعد الرئيس الجزائري أن يصبح اللقاح المضاد لفيروس كورونا إجبارياً، مشيراً إلى أنه شخصياً تلقى اللقاح على غرار العديد من الجزائريين، مُذكراً بأن التطعيم عملية طبية "تسعى لها كل دول العالم".

وحذّر تبون من إمكانية ظهور موجة جديدة من وباء كورونا في البلاد، منبهاً إلى أنه "إذا استمررنا على هذا المنوال، فقد يصيبنا متحور آخر"، وأكد في الوقت نفسه أن الجزائر لديها العدد الكافي من اللقاحات، فضلاً عن كونها أصبحت تُنتجه محلياً.

واعتبر الرئيس الجزائري أنّ الشائعات هي سبب خوف المواطنين وعزوفهم عن التطعيم، موضحاً أن تعداد السكان المستهدفين باللقاح يتراوح بين 25 و30 مليوناً، في حين تم تلقيح 11 مليوناً فقط حتى الآن، معترفاً بأنها تبقى "نسبة بعيدة" عن الهدف المرجو لتحقيق المناعة الجماعية".