هل تأثر التعاون الأمني المغربي الإسباني بالأزمة الأخيرة؟

time reading iconدقائق القراءة - 4
شرطة مكافحة الشغب الإسبانية تسيّر دوريات على طول السياج الفاصل بين المغرب وجيب مليلية الخاضع للسيطرة الإسبانية وسط أزمة مهاجرين -24 مارس 2014 - REUTERS
شرطة مكافحة الشغب الإسبانية تسيّر دوريات على طول السياج الفاصل بين المغرب وجيب مليلية الخاضع للسيطرة الإسبانية وسط أزمة مهاجرين -24 مارس 2014 - REUTERS
دبي- الشرق

نقل صحيفة "إل كونفيدنثيال" الإلكترونية الإسبانية عن مصادر أمنية إسبانية قولها إن التعاون بين إسبانيا والمغرب بشأن "تبادل المعلومات عن المتطرفين والإرهابيين" لم يشهد أي تراجع أو تأثر، حتى في فترة توتر العلاقات بين البلدين شهري مايو ويونيو الماضيين، في إحدى أسوأ الأزمات السياسية بين البلدين.

وأفادت المصادر بأن مدريد والرباط أجرتا عمليتين أمنيتين مشتركتين مؤخراً ضد متشددين خلال أسبوع واحد. 

وأشارت الصحيفة إلى أن العملية الأمنية الأولى تمت في بلدة داروكا بساراجوسا خلال توقيف أحد المتشددين، وجرى تنفيذها من قبل وكالة الاستخبارات الإسبانية في سرقسطة، شمالي إسبانيا، بالتعاون مع "المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني" (المغربية).

وقبلها بأيام، أوقفت المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني (المغربية) متشدداً في مدينة طنجة، شمالي المغرب، كان يخطط لعملية إرهابية ضد مواقع سياحية، بحسب الصحيفة، وتم توقيفه بناء على معلومات قدّمتها الاستخبارات الإسبانية والمديرية العامة المغربية لمراقبة الأراضي (DGST). وبدأت التحقيقات منذ شهور، بحسب الشرطة الإسبانية. 

أعلى درجات التعاون

صحيفة "إل كونفيدنثيال"، ذكرت أن البلدين أبقيا على أعلى درجات التعاون بينهما، رغم الأزمة السياسية غير المسبوقة التي بدأت باستقبال إسبانيا زعيم جبهة "بوليساريو" إبراهيم غالي، ثم دخول مئات اللاجئين المغاربة والأفارقة إلى مدينة سبتة، الخاضعة لسيطرة إسبانيا. 

الصحيفة قالت إنها تواصلت مع عناصر في الأمن الإسباني وسألتهم إذا كان التعاون الأمني مع نظرائهم المغاربة شهد بعض التأثر خلال الأزمة، ولكنهم نفوا ذلك وقالوا إنهم لم يشهدوا أي تردد من الجانب المغربي في التعاون وتبادل المعلومات، كما نفوا حصولهم على تعليمات بشأن طريقة تعاون مختلفة مع نظرائهم المغاربة خلال فترة الأزمة. 

الأولوية للأمن

وذكر المسؤولون الإسبان في حديثهم للصحيفة أن العمليتين الأخيرتين اللتين جرى خلالهما توقيف متشددين، لا علاقة لهما بإعلان ملك المغرب محمد السادس فتح صفحة جديدة مع إسبانيا. 

وقال مسؤول إسباني: "الأولوية للأمن، لا يمكن لأي بلد في العالم أن يتراجع عن تحييد خطر الإرهاب، بسبب مشكلة دبلوماسية". 

وأشارت الصحيفة إلى أن التعاون الأمني بين إسبانيا والمغرب يختلف عن التعاون الأمني الأوروبي، ففي الاتحاد الأوروبي يتم تبادل المعلومات بشكل متواصل ودوري، خلافاً للتعاون مع المغرب الذي يتم فيه التواصل بين الأحهزة الأمنية للبلدين، عندما تكون هناك ضرورة لذلك.

وقال مصدر للصحيفة إن التعاون في مجال التأهيل والتكوين، هو الذي تأثر خلال فترة الأزمة، مشيراً إلى أن المغرب يقوم عادة بدعوة أمنيين إسبان من أجل التأهيل والتدريب، ولكن خلال هذه الفترة تراجعت الدعوات بشكل كبير؛ فيما رجح مسؤول آخر أن الأمر يتعلق أساساً بفيروس كورونا والإجراءات المتبعة لوقف تفشي الوباء.

اقرأ أيضاً: