نيويورك تايمز: بايدن يسعى لبداية جديدة مع العراق ويتجنب الصدام مع إيران

time reading iconدقائق القراءة - 6
الرئيس الأميركي جو بايدن في مقر وزارة الخارجية وفي الخلفية الوزير أنطوني بلينكن - AFP
الرئيس الأميركي جو بايدن في مقر وزارة الخارجية وفي الخلفية الوزير أنطوني بلينكن - AFP
دبي -الشرقبالشراكة مع "نيويورك تايمز"

قالت صحيفة "نيويورك تايمز" إن الرئيس الأميركي جو بايدن يسعى لبداية جديدة مع العراق، ويتجنب وضع "خطوط حمراء" مع إيران، بهدف "تقليل الأعمال العدائية" في المنطقة، ما يفسر "الرد المعتدل" للإدارة على الهجوم الصاروخي في أربيل، في مقارنة رد سلفه دونالد ترمب على هجمات مشابهة.

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين دبلوماسيين وعسكريين أميركيين (لم تُسمهم)، قولهم، إن "الهدف الأكبر لبايدن كان تقليل الأعمال العدائية بين الولايات المتحدة، وإيران ووكلائها في المنطقة، بما في ذلك العراق، والبحث عن مسار للعودة إلى الدبلوماسية مع طهران".  

وأشارت إلى أنه بعد الهجوم الصاروخي على السفارة الأميركية في بغداد أواخر العام الماضي، جددت إدارة الرئيس السابق دونالد ترمب تهديداتها بسحب الدبلوماسيين من العراق، وناقشت الرد العسكري على إيران، فيما حذر البيت الأبيض من رد فعل عنيف "إذا قُتل أميركي واحد"، ولم يُقتل أحد.

ولكنها لفتت إلى أن رد إدارة بايدن "المحسوب بطريقة أخرى" على الهجوم الصاروخي الذي استهدف قاعدة عسكرية أميركية في مطار أربيل في إقليم كردستان العراق، الاثنين، وألقى مسؤولون أميركيون باللائمة فيه على فصائل مسلحة مدعومة من إيران، وتعهدوا بمحاسبة المسؤول، يتناقض بشكل صارخ مع "الحملة الشرسة" لسلفه دونالد ترمب ضد إيران، وهي الحملة التي غالباً ما أوقعت العراق في "مرمى النيران المتبادلة".

لا خطوط حمراء

كما أثار الرد تساؤلات في كل من واشنطن وبغداد، بشأن "الخطوط الحمراء" للرئيس بايدن عندما يتعلق الأمر بالرد على هجمات الفصائل المسلحة المدعومة من إيران، التي تستهدف الأميركيين في العراق.

وقال العديد من مسؤولي البنتاغون وكبار الضباط إنه ليس من الواضح ما هي الخطوط الحمراء لفريق بايدن عندما يتعلق الأمر بحماية القوات الأميركية في العراق من إيران أو مقاتليها بالوكالة.

تقارب و"مخاطر إضافية"

ولفتت الصحيفة إلى أن جهود التقارب تأتي في الوقت الذي تراقب فيه إدارة بايدن بشكل متزامن الفصائل المسلحة في العراق التي يعتقد مسؤولون أنها "تعمل بمساعدة، وربما بأوامر طهران". 

وحذر المسؤولون من أن الهجمات ضد الأميركيين من قبل إيران أو وكلائها، يمكنها أن تقوّض الهدف الدبلوماسي الأوسع، ويمكنها أيضاً أن تهدد محاولة الولايات المتحدة الجديدة لإقناع العراق بالابتعاد عن إيران، من دون توقع قطع علاقاتهما الروحية والاقتصادية والثقافية، وذلك من خلال تقديم الحوافز بدلاً من التهديدات.

وبعد هجوم أربيل، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية نيد برايس: "لكي تتمكن أميركا من متابعة قيمنا وتحقيق مصالحنا في جميع أنحاء العالم، علينا أن نشارك في العالم. وبالطبع، تنطوي المشاركة في بعض أنحاء العالم على مخاطر إضافية".

بينما قال مسؤولان كبيران بوزارة الدفاع (البنتاغون) إنه حتى الآن لم تجر نقاشات مستفيضة في القيادة المركزية للبنتاغون بشأن رد عسكري محدد على الضربة التي وقعت في أربيل، بينما تحقق السلطات الأميركية والعراقية لمعرفة الجهة التي تقف وراء الهجوم. 

فصائل مدعومة من إيران

وبينما يتهم مسؤولون فصائل مسلحة المدعومة من إيران، بالوقوف وراء هجوم أربيل، مثل "كتائب حزب الله" العراقية و"عصائب أهل الحق"، التي كانت مسؤولة عن هجمات سابقة مماثلة، أحجم ممثلون في البيت الأبيض، والخارجية، والبنتاغون عن توجيه اتهامات محددة.

وفي تعليق على الهجوم، قال سيمون ليدين، الذي شغل منصباً بارزاً في البنتاغون حتى الشهر الماضي، على "تويتر" الاثنين: "يا له من اختبار مهم للإدارة الجديدة. سأكون مهتماً بمعرفة ما إذا كان هناك رد".

"اهتمام شخصي" ونهج جديد

ووفقاً للصحيفة، كان بايدن الذي شغل منصب نائب الرئيس في عهد إدارة الرئيس السابق باراك أوباما، من بين أولئك الذين أشرفوا على نهاية الحرب التي قادتها الولايات المتحدة في العراق، وانسحاب آخر 50 ألف جندي مقاتل عام 2011، إلا أنه فوجئ بصعود تنظيم "داعش" بعد سنوات.

وقال مسؤولون للصحيفة إن بايدن "لديه اهتمام شخصي عميق بالعراق"، حيث خدم نجله "بو" في الحرس الوطني بالجيش وتعرض لحروق سامة، ربما أدت إلى إصابته بسرطان المخ الذي أودى بحياته عام 2015.

كما بدأ وزير خارجيته، بلينكن، ما وصفه مسؤول رفيع في وزارة الخارجية، الجمعة، بأنه "مراجعة للسياسة الأميركية في العراق" تسمح بتغيير في النهج. وتشمل المراجعة تلقي تعقيبات واردة من البنتاغون قبل عرضها على البيت الأبيض، ربما بحلول الشهر المقبل.

وتدرس الإدارة إعادة مئات الدبلوماسيين وأفراد الأمن والمتعاقدين إلى السفارة في بغداد. إذ تسبب خفض الأعداد في مايو 2019 خلال فترة تصاعد التوترات مع إيران، في تذبذب مستويات التوظيف منذ ذلك الحين.

لكن وزارة الخارجية ليست مستعدة بعد لإعادة فتح قنصليتها في مدينة البصرة جنوب العراق، قرب الحدود الإيرانية، التي أغلقتها إدارة ترمب في سبتمبر 2018 بعد إطلاق فصائل مسلحة صواريخ قرب القنصلية ومطار البصرة.

كما تدرس الوزارة أيضاً تخفيف القيود التي فرضتها إدارة ترمب على كمية الطاقة التي يمكن أن تشتريها حكومة العراق من إيران، وهو إجراء حذر منتقدون من أنه قد يسهم في تمويل اعتداءات طهران، لكنه يوفر في الوقت نفسه شريان حياة لملايين الأشخاص الذين لولا ذلك سيكونون من دون كهرباء.

وقال مسؤولان آخران في إدارة بايدن إن الوكالة الأميركية للتنمية الدولية تدرس أيضاً إرسال المزيد من المساعدات الإنسانية إلى أجزاء من العراق، معظمها في المناطق الغربية والشمالية من البلاد، التي تضررت بشدة من جراء تنظيم "داعش".