ذكرت وكالة أنباء بلتا أن ألكسندر لوكاشينكو رئيس بيلاروسيا أمر الجمعة بإغلاق حدود بلاده مع أوكرانيا، لوقف ما وصفه بتدفق الأسلحة على انقلابيين رصدتهم أجهزته الأمنية، ساعات بعد إعلانه "تفكيك خلايا إرهابية نائمة" مرتبطة بالغرب.
ونقلت الوكالة عنه قوله: "تقف ألمانيا وليتوانيا وبولندا وأوكرانيا والولايات المتحدة خلف هذا التمرد"، مضيفاً: "كمية ضخمة من الأسلحة تأتي من أوكرانيا إلى بيلاروسيا. لهذا السبب أمرت قوات أمن الحدود بإغلاق الحدود مع أوكرانيا بشكل كامل".
تفكيك "خلايا إرهابية"
وفي الإطار، أعلن لوكاشنكو تفكيك "خلايا إرهابية نائمة" على ارتباط بالغرب، كانت تسعى لتدبير انقلاب.
وتابع بحسب ما نقل جهازه الإعلامي: "تم اليوم تفكيك خلايا إرهابية نائمة تطلق على نفسها اسم وحدات الدفاع الذاتي" اتهمها بالارتباط بألمانيا وأوكرانيا والولايات المتحدة وبولندا وليتوانيا.
وقال إن "هدف هذه الخلايا كان قلب النظام بالعنف".
وتابع لوكاشنكو، الذي يحكم البلد منذ نحو 27 عاماً، أنه كان يتم تنسيق أنشطة هذه الخلايا عبر قناة على تطبيق "تيلغرام" اسمها "كتائب الدفاع الذاتي في بيلاروس" تضم 2500 منتسب وتعود لـ"مواطن ألماني".
وأكد أن هذه القوات حاولت مؤخراً تفجير مركز اتصالات بحرية روسي في مدينة فيلايكا في بيلاروسيا على مسافة نحو مئة كم إلى شمال غرب مينسك، مشيراً إلى أنه بحث المسألة هذا الأسبوع في اتصال هاتفي مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وقال: "تم العثور على جميع المشاركين في هذا العمل الإرهابي (...) خلال 48 ساعة وتوقيفهم".
من جهة أخرى، أكد أن الأجهزة الخاصة البيلاروسية أحبطت ليل الخميس الجمعة محاولة لاغتيال الصحافي ومقدم البرنامج على شبكة تلفزيونية عامة غريغوري أزارينوك المعروف بدعمه للنظام.
وقال لوكاشنكو "كانوا يريدون اقتياده إلى غابة وقطع لسانه".
أوكرانيا تنفي تدخلها
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأوكرانية أوليج نيكولينكو إن بلاده لم تتدخل في الشؤون الداخلية لبيلاروسيا، ولا تعتزم القيام بذلك في المستقبل.
وتابع أن "الجانب الأوكراني لم يتلق أي إخطار رسمي بشأن إغلاق الحدود. وسيكون شعب بيلاروسيا هو من يعاني بالأساس من مثل هذه الخطوة".
أميركا "ستواصل المحاسبة"
وفي سياق متصل، قال مسؤول كبير في الإدارة الأميركية، الجمعة، إن الحكومة علمت بتقارير عن قيام بيلاروسيا بإغلاق حدودها مع أوكرانيا، وتعهد بأن واشنطن ستواصل محاسبة حكومة ألكسندر لوكاشينكو على أفعالها.
وتابع المسؤول قائلاً: "يبدو أن نظام لوكاشينكو يسعى مجدداً لصرف الانتباه عن حملة القمع ضد شعبه.. سنواصل الوقوف مع شعب بيلاروسيا ومحاسبة النظام".
اتهامات سابقة
وسبق أن اتهم لوكاشنكو مراراً الغرب بالسعي لـ"زعزعة استقرار" بلاده لتغيير النظام فيها.
وتأتي هذه التصريحات بعدما أعلنت بيلاروسيا، الاثنين، تعليق مشاركتها في مبادرة "الشراكة الشرقية" الرامية لتعزيز العلاقات بين الاتحاد الأوروبي ودول الاتحاد السوفيتي السابقة المجاورة، رداً على عقوبات فرضتها بروكسل عليها مؤخراً إثر تحويلها مسار طائرة ركاب أوروبية لتوقيف معارض كان يستقلها.
وتصاعد التوتر بين مينسك وأوروبا منذ قمع حركة احتجاجية تاريخية تلت الانتخابات الرئاسية التي فاز فيها لوكاشنكو في 2020، وبلغ ذروته بعد اعتراض الطائرة.
وتقع بيلاروس عند أبواب الاتحاد الأوروبي ولها حدود مشتركة مع بولندا وليتوانيا.