مجموعة السبع تبحث في لندن "جبهة موحدة" لمواجهة الصين 

time reading iconدقائق القراءة - 5
جانب من محادثات وزراء خارجية مجموعة السبع في لندن، 4 مايو 2021 - AFP
جانب من محادثات وزراء خارجية مجموعة السبع في لندن، 4 مايو 2021 - AFP
لندن -أ ف ب

بحث وزراء خارجية مجموعة السبع، الثلاثاء، في لندن احتمال تشكيل جبهة موحدة في مواجهة الصين، التي تثبت نفوذها بشكل متزايد على الساحة الدولية، وذلك خلال أول اجتماع حضوري لهم منذ أكثر من سنتين.

وغداة عشاء خصص للبرامج النووية الإيرانية والكورية الشمالية، خصّص وزراء خارجية دول مجموعة السبع اجتماعهم الأول للصين، اللاعب الاقتصادي الذي لا يمكن الالتفاف حوله، والذي تثير رغبته في إثبات نفسه كقوة عسكرية وممارسة نفوذ في العالم، قلق العواصم الغربية.

وقال وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن: "هدفنا ليس محاولة وقف الصين. ما نحاول القيام به هو فرض احترام النظام العالمي الذي يستند إلى قواعد، والذي استثمرت فيها بلادنا كثيراً في العقود الماضية، ليس فقط بما فيه مصلحة مواطنينا وإنما أيضاً شعوب مختلف أنحاء العالم، بما فيها الصين".

وبدأ بلينكن "تعاوناً قوياً" مع بريطانيا من أجل الضغط على بكين بشأن قمع الحركة المطالبة بالديمقراطية في هونغ كونغ، وقمع أقلية الأيغور المسلمة في منطقة شينجيانغ، الذي وصفته واشنطن بأنه "إبادة"، وهو ما ترفضه بكين.

باب "مفتوح"

وبسبب علاقاتهما الخاصة، اعتمدت لندن وواشنطن مقاربات مشتركة في مجال السياسة الخارجية، خصوصاً في ما يتعلق بروسيا والصين.

وخلال مؤتمر صحافي الاثنين، أعلن وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب، الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية لمجموعة السبع أن "الباب مفتوح" أمام تحسين العلاقات مع الصين من أجل العمل معها بطريقة "بناءة"، ولا سيما في مجال التغير المناخي. وأضاف "لكن ذلك يبقى رهناً بالسلوك والتصرفات".

ويجري وزراء خارجية ألمانيا وكندا والولايات المتحدة وفرنسا وإيطاليا واليابان وبريطانيا مباحثات حتى الأربعاء للاتفاق على ردود مشتركة للتهديدات العالمية. وعلى جدول أعمال المحادثات ملفات الصين وميانمار وليبيا وسوريا وروسيا قبل قمة رؤساء الدول والحكومات الشهر المقبل في جنوب غرب إنجلترا.

وسيبحث وزراء الخارجية أيضاً أعمال العنف في إثيوبيا وملفات إيران وكوريا الشمالية والصومال ومنطقة الساحل والبلقان، حيث العديد من "المشكلات الجيوسياسية الملحة التي تقوض الديمقراطية والحريات وحقوق الإنسان" بحسب لندن.

وجهاً لوجه

وأعلن وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، أنه ناقش مع بلينكن الاجتماعات الأخيرة التي عقدت في فيينا حول الملف النووي الإيراني.

ووصف بوريل المحادثات بأنها "صعبة"، مرحباً في الوقت ذاته بعودة الاجتماعات الحضورية، قائلاً "بهذه الطريقة يمكننا التوصل إلى توافق، ويمكننا إبرام اتفاقات".

وتجري اللقاءات بين المشاركين وفقاً لمعايير مشددة بسبب الوباء، بما يشمل خفض عدد الوفود المشاركة وفرض وضع الكمامات والتباعد الاجتماعي مع وضع حواجز شفافة بين المشاركين.

وكانت الحكومة البريطانية، أعلنت الثلاثاء، أن وزراء مالية دول مجموعة السبع سيجتمعون في لندن يومي الرابع يونيو والخامس من يونيو.

وتعمد بريطانيا التي سجلت أكثر من 127 ألفاً و500 وفاة بالوباء منذ بدء انتشاره، إلى تخفيف القيود تدريجياً مع تقدم حملات التلقيح وتراجع الحالات، في وقت تشهد عدة دول أخرى انتشاراً متسارعاً للفيروس.

وهذا التفاوت في الوضع الوبائي أدى إلى دعوات للقيام بعمل دولي أكبر، ولا سيما تسهيل إمكانية الوصول إلى اللقاحات، وسيكون موضع بحث الأربعاء.

وسينضم ممثلون عن الاتحاد الأوروبي إلى وزراء خارجية ألمانيا وكندا والولايات المتحدة وفرنسا وإيطاليا واليابان وبريطانيا. ودعيت إلى لندن أيضاً الهند وأستراليا وكوريا الجنوبية وجنوب إفريقيا، ورابطة دول جنوب شرق آسيا (أسيان).

ومنذ خروجها من الاتحاد الأوروبي السنة الماضية، توجه بريطانيا أنظارها نحو منطقة آسيا - المحيط الهادئ. وترغب أيضاً في تعهدات عالمية أوسع نطاقاً وأقوى في مجال مكافحة التغير المناخي، فيما تستعد لاستقبال قمة الأمم المتحدة حول التغير المناخي (كوب 26) في نوفمبر خلال هذا العام.