التقى وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن على هامش "حوار شانجريلا" الأمني في سنغافورة، الجمعة، نظيره الصيني لي شانجفو، إلّا أنه لم يجر بينهما "حوار جوهري"، بحسب بيان لوزارة الدفاع الأميركية "البنتاجون".
وقال "البنتاجون" إن أوستن ولي شانجفو تصافحا على هامش قمة أمنية في سنغافورة، إلا أنه لم يجر بينهما "حوار جوهري"، بل "تحدثا لفترة وجيزة فقط".
وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية الجنرال بات رايدر: "نؤمن بأهمية الحفاظ على خطوط مفتوحة للتواصل العسكري مع الصين، وسنواصل السعي من أجل مناقشات هادفة بين الجيشين على مستويات متعددة لإدارة العلاقة بشكل مسؤول".
والأسبوع الماضي، أشار رايدر إلى أنّ "بكين أبلغت واشنطن رفضها دعوة وجّهتها في مطلع مايو الماضي، لعقد لقاء هذا الأسبوع في سنغافورة بين وزيري دفاع البلدين".
"المصافحة ليست بديلاً"
وقال مسؤول أميركي كبير في وزارة الدفاع، إن تبادلهما أطراف الحديث أمر جيد، لكن "المصافحة على العشاء ليست بديلاً عن الجلوس وإجراء تبادل هادف.. في المرة القادمة التي يتقابلان فيها، يجب أن يكون الحوار جاداً وموضوعياً"، وفقاً لوكالة "فرانس برس".
وأضاف المسؤول: "سيكون لدى أوستن المزيد ليقوله حول السبب الذي يجعل ذلك مهماً عندما يتحدث في الجلسة العامة الأولى للحوار غداً (السبت)".
دعوة أسترالية
من ناحيته، حثّ رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيزي، خلال كلمته أمام المنتدى، القوتين على الحفاظ على الاتصالات لمنع خروج أي حادث عن السيطرة.
وقال إن أستراليا تدعم "الجهود المتجددة" التي يبذلها الرئيس الأميركي جو بايدن "لإنشاء قنوات اتصال موثوقة ومفتوحة" بين الحكومتين.
وأضاف ألبانيزي أن "الجمود الدبلوماسي العميق لا يولد سوى الشك، ويجعل من السهل على الدول أن تنسب أي سوء تفاهم إلى وجود دافع ما، وتفترض أسوأ ما لدى بعضها بعضا".
وقال: "إذا لم يكن لدينا الحوار كصمام أمان، ولم تكن لدينا القدرة على مستوى اتخاذ القرار لرفع الهاتف، للاستيضاح أو توضيح السياق، فهناك دائماً الخطر الأكبر بكثير لأن يتطور ما هو افتراض إلى أفعال وردود فعل لا يمكن العودة عنها".
كما حذّر من أن "عواقب مثل هذه القطيعة، سواء في مضيق تايوان أو في أي مكان آخر، لن تقتصر على القوى الكبرى" بل "ستكون مدمرة للعالم".
منافسة محتدمة
وبدأ "حوار شانجريلا" الأمني أعماله، الجمعة، وسط توقعات بأن تهيمن المنافسة المحتدمة والتوتر بين الولايات المتحدة والصين، على القمة التي تشهد كلمات سيلقيها مسؤولون كبار وإبرام اتفاقات عسكرية وتحركات دبلوماسية.
كما يشارك في الحوار الأمني، كبار مسؤولي الدفاع والقادة العسكريين، والدبلوماسيين، ومحللين أمنيين من أنحاء العالم، ويعقد في سنغافورة في الفترة من 2 وحتى 4 من يونيو الجاري.
وستحضر وفود قوامها 600 فرد من 49 دولة الاجتماع الذي يُفتتح بخطاب لرئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيز قبل تبادل متوقع للتصريحات الحادة بين وزير الدفاع الأميركي، ونظيره الصيني في مطلع الأسبوع، بحسب وكالة "رويترز".
ووصلت العلاقات بين الولايات المتحدة والصين لأدنى مستوى في عقود في ظل استمرار خلافات عميقة بين القوتين العظميين بشأن ملفات عدة منها سيادة تايوان، والتجسس الإلكتروني ونزاعات على السيادة في بحر الصين الجنوبي.
وأشار دبلوماسيون من المنطقة ومحللون في مجال الدفاع، إلى أن الأنظار ستتركز على أداء الجنرال لي الذي تولى منصب وزير الدفاع الصيني في مارس الماضي، وفرضت عليه الولايات المتحدة عقوبات في 2018، بسبب مشتريات أسلحة من روسيا، حسب ما ذكرت وكالة "رويترز".
وأضافوا أنه على الرغم من أن منصب وزير الدفاع في الصين دبلوماسي وشرفي إلى حد كبير، لكن لي عضو في لجنة الدفاع المركزية التي تتمتع بنفوذ، وتتبع الرئيس شي جين بينج، ومقربة من حليفه العسكري الأساسي تشانج يوكسيا.
ومن المتوقع أيضاً أن تناقش الاجتماعات قضايا رئيسية أخرى مثل التوترات بسبب النزاعات في بحري الصين الجنوبي والصين الشرقي.
وتتناول النقاشات العلاقات الأمنية التي تتطور في إطار "أوكوس"، وهو تجمّع معني بتوثيق الصلات بين الولايات المتحدة وبريطانيا وأستراليا، إضافة لمجموعة الحوار الأمني الرباعي بين الولايات المتحدة واليابان والهند وأستراليا، خاصة بالنظر إلى مخاوف الصين من أن التجمعين هما محاولة لتطويقها.