الرئيس الأفغاني سيقترح إجراء انتخابات خلال 6 أشهر

time reading iconدقائق القراءة - 5
الرئيس الأفغاني أشرف غني خلال حفل تنصيبه في كابول بعد الفوز بولاية رئاسية ثانية، 9 مارس 2020 - REUTERS
الرئيس الأفغاني أشرف غني خلال حفل تنصيبه في كابول بعد الفوز بولاية رئاسية ثانية، 9 مارس 2020 - REUTERS
كابول-رويترزالشرق

نقلت وكالة "رويترز" عن مسؤولَين حكوميين بارزين، قولهما إن الرئيس الأفغاني أشرف غني، سيقترح إجراء انتخابات رئاسية جديدة خلال 6 أشهر، في إطار خطة سلام سيطرحها كبديل لمقترح أميركي يرفضه.

وأشار المسؤولان إلى أن غني سيكشف عن مقترحه أثناء تجمع دولي في تركيا، الشهر المقبل، ما يشير إلى رفضه خطة واشنطن لإحلال إدارة مؤقتة محل حكومته المنتخبة.

كانت واشنطن، وافقت العام الماضي، على سحب قواتها من أفغانستان بحلول أول مايو المقبل، بعد نحو عقدين من إرسالها إلى كابول، وتضغط من أجل التوصل لاتفاق سلام ينهي الحرب بين الحكومة وحركة طالبان، غير أن المحادثات التي أجريت بين الجانبين تعثرت.

وطرح المبعوث الأميركي الخاص، زلماي خليل زاد، مقترحاً لإحلال إدارة مؤقتة محل حكومة كابول، لكن أشرف غني، أبدى معارضة شديدة لأي حل يتضمن تنحي حكومته عن المشهد لأطراف "غير منتخبة".

وقال مسؤول حكومي بارز، طلب عدم نشر اسمه، إن "الاقتراح البديل الذي سنقدمه في اجتماع إسطنبول سيكون الدعوة لانتخابات رئاسية مبكرة إذا وافقت طالبان على وقف إطلاق النار".

وأكد مسؤول آخر بالحكومة، أن الرئيس لن يوافق أبداً على التنحي جانباً، معتبراً أنه "يجب أن تتشكل أي حكومة في المستقبل عبر عملية ديمقراطية وليس اتفاق سياسي".

وأوضح مسؤول ثالث، أن مقترح غني سيتضمن انتخابات مبكرة محتملة، لكنه لم يضع إطاراً زمنياً محدداً لعملية التصويت، لافتاً إلى أن غني عرض الخطة بالفعل على المبعوث الأميركي.

مراقبة أممية للانتخابات

ومع تبقي أسابيع فقط على موعد الانسحاب الذي اتفقت بشأنه مع طالبان، العام الماضي، لإنهاء أطول حرب تخوضها الولايات المتحدة في تاريخها، تتطلع واشنطن إلى دعم إقليمي لمسعاها لتقاسم السلطة في أفغانستان بين الحكومة وطالبان، لكن دبلوماسيين ومسؤولين أجانب، قالوا إنه سيكون من الصعب المضي قدماً في الخطط الأميركية من دون دعم غني.

وخلال زيارة للمنطقة شملت الدوحة وإسلام أباد، دعا خليل زاد، إلى عقد مؤتمر تستضيفه تركيا بمشاركة الأمم المتحدة الشهر المقبل.

وقال المسؤولون الأفغان إن خطة غني البديلة تتضمن أن تطلب حكومته من الأمم المتحدة مراقبة الانتخابات الجديدة عن كثب لضمان قبول جميع الأطراف لها.

خيارات أخرى

وكان وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أشار في رسالة إلى الرئيس الأفغاني أشرف غني، إلى أن بلاده "تدرس سحب القوات بالكامل مع بحثها خيارات أخرى".

ورفض وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، بعد محادثات أجراها في كابول، التحدث عن موعد انسحاب قوات بلاده من أفغانستان، معتبراً أن القرار في هذا الصدد يعود إلى الرئيس الأميركي جو بايدن. أما كابول فشددت على وجوب إحلال سلام دائم وعادل.

ونقلت مصادر لشبكة "سي إن إن" الأميركية، أنه في حال قرر بايدن سحب الجنود الـ2500 المتبقين في أفغانستان، فإن ذلك سيتطلب جهوداً كبيرة، خاصة عند "التعامل مع الأسلحة والمعدات ومنشآت القوات الأميركية في أفغانستان".

وأوضحت المصادر أن الجيش الأميركي سيحتاج إلى نقل أسلحته ومعداته العسكرية أو تدميرها كي لا تقع في أيدي حركة "طالبان"، فيما سيأخذ التنسيق مع الحكومة الأفغانية بعض الوقت من أجل تسليمها المواقع والمنشآت العسكرية الأميركية في البلاد، وهذه الترتيبات تستغرق 30 يوماً على الأقل.

تحذير أفغاني

وحذر مسؤولون أفغان الولايات المتحدة من الضغط المتزايد الذي تمارسه من أجل أن تصل إلى تسوية سياسية تنهي النزاع المستمر منذ عقدين في بلدهم، واعتبروا أن ذلك "قد يأتي بنتائج عكسية"، عبر تعثر المحادثات وتقويض الحكومة المنتخبة و"انهيار الدولة" واندلاع "حرب أهلية طويلة".

وفي مقابلة مع وكالة "أسوشيتد برس"، السبت، اعتبر وزير الداخلية الأفغاني مسعود أندرابي أن انسحاب الولايات المتحدة بشكل متسرع من أفغانستان يؤدي إلى تفاقم جهود مكافحة الإرهاب العالمية، إضافة إلى أن هناك علاقات قائمة بين حركة طالبان وتنظيم القاعدة.

وينصّ اتفاق سلام أبرمته إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب مع حركة "طالبان" على انسحاب القوات الأميركية من أفغانستان بحلول الأول من مايو المقبل، مقابل إقامة حوار بين الأطراف الأفغانية المتنازعة، إلا أن إدارة بايدن عمدت إلى مراجعة الاتفاق والإشارة إلى موعد آخر لم تحدده لخروج قواتها.