مع اقتراب الانسحاب الأميركي.. تحذيرات من توترات بين حكومة أفغانستان وجماعة شيعية مسلحة

time reading iconدقائق القراءة - 5
مستشارون عسكريون أميركيون في قاعدة للجيش الأفغاني بإقليم ميدان وردك - 6 أغسطس 2018 - REUTERS
مستشارون عسكريون أميركيون في قاعدة للجيش الأفغاني بإقليم ميدان وردك - 6 أغسطس 2018 - REUTERS
كابول/ دبي-الشرقأ ب

حذرت وكالة "أسوشيتد برس"، من تصاعد التوترات بين الحكومة الأفغانية وقائد جماعة شعية مسلحة محلية قوي، إثر اندلاع اشتباكات دامية في مقاطعة ريفية بين مقاتليه والقوات الحكومية، ما يُنذر بـ"مزيد من الفوضى" مع اقتراب انسحاب القوات الأميركية من البلاد.

وقالت الوكالة الأميركية، في تقرير لها، الثلاثاء، إن الحكومة الأفغانية شنت هجوماً في إقليم ميدان وردك وسط أفغانستان، وتعهدت بمعاقبة القائد المحلي عبد الغني عليبور، بعدما اتهم وزير الدفاع مقاتليه بإسقاط مروحية عسكرية، الأسبوع الماضي، ما أسفر عن مقتل تسعة أفراد.

وأوضحت الوكالة، أن هذه الاشتباكات هي الأحدث في سلسلة طويلة من الخلافات مع عليبور، التي تتحول بصورة متزايدة إلى اشتباكات دموية. ففي يناير الماضي، قتلت قوات الأمن 11 مدنياً على الأقل عندما أطلقت النار على متظاهرين كان من بينهم عدد كبير من مؤيدي عليبور في منطقة بهسود بإقليم ميدان وردك.

"ولاء واسع"

وأضافت "أسوشيتد برس"، أن عليبور يحظى بولاء واسع في صفوف عرقية "الهزارة"، وهي أقلية شيعية تُشكل معظم سكان إقليم ميدان وردك. 

وأوضحت أن عليبور هو أحد القادة العسكريين المدعومين من فصائل مسلحة تسليحاً ثقيلاً، وتسيطر على السلطة المحلية في جميع أنحاء البلاد. وبينما تتحالف الحكومة مع بعض هذه الفصائل، ترفض فصائل أخرى، مثل جماعة عليبور، سيطرة الحكومة.

"ورقة خطيرة"

وقالت الوكالة إن الجماعات المسلحة تُشكل "ورقة خطيرة" في الوقت الذي تدخل فيه أفغانستان مرحلة جديدة بعد عقود من الحرب، مشيرة إلى التزام الولايات المتحدة بسحب قواتها من البلاد ومحاولتها دفع الحكومة الأفغانية وحركة طالبان إلى اتفاق سلام لضمان عدم سقوط البلاد إلى المزيد من أعمال العنف وعدم استيلاء طالبان على الحكم بعد الانسحاب الأميركي.

ويرى العديد من أفراد عرقية "الهزارة"، الذين يواجهون التمييز العنصري من الحكومة الأفغانية والهجمات من المسلمين السنة، عليبور كـ"بطل يدافع عنهم ضد حركة طالبان، ويحافظ على المؤسسات المحلية". 

في هذا الصدد، قال محمد جان، شقيق أحد القتلى في مظاهرات بهسود في 29 يناير الماضي، إن "الحكومة غير كفوءة، ولذلك يعتمد الناس على عليبور ويدعمونه".

وأضاف في تصريحات إلى "أسوشيتد برس"، "عليبور يخدم شعبه، وإذا كانت حكومتنا تخدم الشعب، سيؤيدها الجميع، ولن تكون هناك حاجة لعليبور".

تأجيل أميركي وتهديد طالبان

والأربعاء، قال الرئيس الأميركي جو بايدن إن انسحاب جميع الجنود الأميركيين المتبقين من أفغانستان بحلول الأول من مايو كما هو منصوص عليه في اتفاق الإدارة الأميركية السابقة مع حركة طالبان "صعب"، وأنه سيعلن عن موعد آخر قريباً.

وأوضح بايدن في مقابلة بثتها قناة "إيه.بي.سي" الأميركية، أنه كان من الممكن أن يحدث ذلك ولكنه بات "صعباً"، وتابع: "أنا بصدد اتخاذ قرار بموعد مغادرتهم والإعلان عنه سيكون قريباً".

وانتقد الاتفاق الذي توصل إليه سلفه دونالد ترمب مع حركة طالبان، وقال:" الحقيقة هي أن الاتفاق الذي توصل إليه الرئيس السابق لم يتم التفاوض عليه بطريقة صلبة جداً، كما أن عدم انتقال السلطة بالشكل التقليدي منعه من الوصول إلى المعلومات التي تتعلق بمحتوى الاتفاق بين الولايات المتحدة وطالبان".

من جانبها، علّقت حركة طالبان على نوايا تأجيل الانسحاب، وقال المتحدث باسم طالبان ذبيح الله مجاهد "على الأميركيين إنهاء احتلالهم طبقاً لاتفاق الدوحة وسحب جميع قواتهم من أفغانستان بحلول الأول من مايو، وعليهم أن يتحملوا العواقب إذا لم يفعلوا ذلك لأي سبب أو ذريعة"، وذلك وفق تصريحاته لـ"وكالة فرانس".

إعلان عن مراجعة

وكان وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أشار في رسالة إلى الرئيس الأفغاني أشرف غني، بثتها قناة "طلوع" التلفزيونية الأفغانية، وأكدها تقرير نشرته صحيفة "نيويورك تايمز"، إلى أن بلاده "تدرس سحب القوات بالكامل مع بحثها خيارات أخرى".

وحذر مسؤولون أفغان الولايات المتحدة من الضغط المتزايد الذي تمارسه من أجل أن تصل إلى تسوية سياسية تنهي النزاع المستمر منذ عقدين في بلدهم، واعتبروا أن ذلك "قد يأتي بنتائج عكسية"، عبر تعثر المحادثات وتقويض الحكومة المنتخبة و"انهيار الدولة" واندلاع "حرب أهلية طويلة".

وفي مقابلة مع وكالة "أسوشيتد برس"، السبت، اعتبر وزير الداخلية الأفغاني مسعود أندرابي أن انسحاب الولايات المتحدة بشكل متسرع من أفغانستان يؤدي إلى تفاقم جهود مكافحة الإرهاب العالمية، بالإضافة إلى أن هناك علاقات قائمة بين حركة طالبان وتنظيم القاعدة.

تفاصيل الاتفاق

وينصّ اتفاق سلام أبرمته إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب مع حركة "طالبان" على انسحاب القوات الأميركية من أفغانستان بحلول الأول من مايو المقبل، مقابل إقامة حوار بين الأطراف الأفغانية المتنازعة، إلا أن إدارة بايدن عمدت إلى مراجعة الاتفاق والإشارة إلى موعد آخر لم تحدده لخروج قواتها.

أقرأ أيضاً: