دعا أسامة سعيد، رئيس وفد التفاوض لمسار شرق السودان في اتفاق سلام جوبا، حكومة السودان للالتزام بالتنفيذ الفوري لاتفاق مسار شرق السودان، مؤكداً رفضه المساس بهذا الاتفاق، وذلك في ظل احتجاجات على الاتفاق في شرق السودان، تسببت بغلق مطار وميناء وطرق رئيسة.
وقال سعيد الذي يشغل منصب الناطق الرسمي باسم الجبهة الثورية، لـ"الشرق"إن على الحكومة الاضطلاع بمهامها في بسط الأمن في شرق السودان، و"إعمال سلطة القانون وفرض هيبة الدولة، لوضع حد للأحداث في بورتسودان، ومنع غلق الطرق وتعطيل المؤسسات الحيوية".
جاء التصريح عقب لقاء جماهيري عقد السبت، دعا له تحالف قوى شرق السودان والمجلس الأعلى للإدارة الأهلية، في منطقة شنبوب في ريف ولاية كسلا شرق السودان، وذلك "دعماً للانتقال الديمقراطي، ولتنفيذ مسار شرق السودان في اتفاق جوبا للسلام".
وأشار سعيد إلى أن الاجتماع شهد "حضوراً جماهيرياً غير مسبوق"، بمشاركة نظار وأمراء وسلاطين القبائل والعشائر والعائلات شرق السودان.
وأوضح أن "اللقاء الجماهيري جاء تأكيداً لدور الإدارة الأهلية في ترسيخ مبادئ التعايش السلمي وتعزيز السلم المجتمعي".
وحول نتائج اللقاء، أوضح سعيد لـ"الشرق" أنه تم تأكيد الدعم لحكومة الفترة الانتقالية، والدعوة لتعزيز الشراكة بين المدنيين والعسكريين، لضمان تحقيق شعارات ثورة ديسمبر 2019.
وجدد الحاضرون التمسك بمخرجات "مؤتمر تلكوك"، الذي عقد في ديسمبر من العام الماضي، وشهد التأكيد على دعم "مكتسبات اتفاق مسار شرق السودان وعلي وحدة السودان أرضاً و شعباً، ورفض كل دعاوي تقرير المصير لإقليم شرق السودان". كما دعا الحاضرون الحكومة للالتزام بتنفيذ اتفاق مسار شرق السودان، وبسط الأمن في الإقليم.
خطوات تصعيدية
كان المجلس الأعلى لنظارات البجا والعموديات المستقلة في شرق السودان، قد أعلن السبت، عن إغلاق خط نقل البنزين من مدينة هيا إلى العاصمة الخرطوم، وذلك ضمن خطوات تصعيدية للمجلس في الأيام السابقة، شملت إغلاق مطار مدينة بورتسودان عاصمة ولاية البحر الأحمر، إضافة إلى ميناء بورتسودان، وحركة القطارات وطرق رئيسة.
ويهدف المجلس للضغط على الحكومة المركزية، لتحقيق عدد من المطالب السياسية، على رأسها إلغاء مسار شرق السودان في اتفاق جوبا للسلام.
وكانت الحكومة الانتقالية السودانية قد وقعت في أكتوبر 2020 بمدينة جوبا، اتفاقاً تاريخياً للسلام مع عدد من الحركات، التي حملت السلاح في عهد الرئيس السابق عمر البشير، احتجاجاً على التهميش الاقتصادي والسياسي لهذه المناطق.
وفي الشهر نفسه وبعد التوقيع، قامت قبائل البجا في شرق السودان بالاحتجاج وإغلاق ميناء بورتسودان العام الماضي عدة أيام، اعتراضاً على عدم تمثيلها في الاتفاق. ويضم شرق السودان ولايات البحر الأحمر وكسلا والقضارف، وهي من أفقر مناطق البلاد.