إسرائيل تحذر: المواجهة مع "حزب الله" ستمثل مأساة للبنان

time reading iconدقائق القراءة - 5
وزير الدفاع الإسرائيلي بيني جانتس خلال اجتماع مع حزبه في الكنيست. 27 يونيو 2022 - REUTERS
وزير الدفاع الإسرائيلي بيني جانتس خلال اجتماع مع حزبه في الكنيست. 27 يونيو 2022 - REUTERS
القدس / دبي- أ ف بالشرق

حذر وزير الدفاع الإسرائيلي بيني جانتس، الاثنين، "حزب الله" اللبناني من أن أي هجوم على حقل الغاز البحري الحدودي "كاريش" قد يؤدي إلى "حرب" ستمثل "مأساة لدولة لبنان ومواطنيها".

وتصاعد التوتر بين الجانبين في يونيو بعدما قامت إسرائيل باستقدام سفينة إنتاج وتخزين تابعة لشركة "إنرجيان" ومقرها لندن، للعمل على استخراج الغاز من حقل "كاريش"، الذي تقول بيروت إنه يقع في منطقة متنازع عليها، وقوبلت الخطوة الإسرائيلية حينها بتهديدات من "حزب الله" الذي أرسل طائرات مسيرة إلى المنطقة ولكن إسرائيل أسقطتها.

وقال جانتس إن عمليات استخراج الغاز ستبدأ "عندما يكون (الحقل) جاهزاً للإنتاج"، مشدداً على أن حقل "كاريش" يقع ضمن المياه الإقليمية لإسرائيل.

وصرّح وزير الدفاع الإسرائيلي لإذاعة "103 إف إم" قائلاً إن بلاده "على استعداد لحماية مقدراتها والتوصل إلى اتفاق مع الحكومة اللبنانية بوساطة أميركية بشأن حقل صيدون"، وهو حقل غاز آخر يعرف في لبنان باسم "حقل قانا".

وأضاف: "أعتقد أنه سيكون هناك حقلان للغاز في المستقبل، واحد من جانبنا والآخر من جانبهم (لبنان)"، معرباً عن أمله "أن لا نضطر إلى خوض جولة أخرى من المواجهات قبل ذلك الوقت"، محذراً من أن الحرب في حالة حدوثها ستمثل "مأساة لدولة لبنان ومواطنيها".

وفي معرض رده على سؤال حول احتمال نشوب حرب في حال شن "حزب الله" هجوماً على حقل الغاز، رد جانتس: "نعم قد يؤدي ذلك إلى رد فعل"، مؤكداً أن ذلك قد يؤدي إلى "قتال لعدة أيام وإلى حملة عسكرية، نحن أقوياء ومستعدون لهذا السيناريو لكننا لا نريد ذلك".

اتصالات مستمرة

من جانبه، أعلن لبنان عن اتصال مطول جرى، بعد ظهر الاثنين، بين الوسيط الأميركي المكلف بمفاوضات ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل آموس هوكستين ونائب رئيس مجلس النواب اللبناني النائب إلياس بو صعب.

وذكر المكتب الإعلامي للنائب اللبناني، في بيان، أنه جرى خلال الاتصال استعراض مسار المفاوضات، حيث أطلع هوكستين بو صعب على ما توصلت إليه آخر الاتصالات، التي أجراها مع المسؤولين الإسرائيليين، وكان آخرها منذ أيام قليلة.

وأكد هوكستين، بحسب البيان، أنه سيتابع تواصله مع المسؤولين الإسرائيليين خلال الأيام المقبلة، وأنه سيعاود التواصل مع الجانب اللبناني خلال أسبوع لاستيضاح بعض النقاط، تمهيداً لوضع تصوره خطياً لما ناقشه في لبنان خلال زيارته الأخيرة. 

وجاء في البيان أن "الاتصال المطوّل تطرق أيضاً لما يتم تناوله في بعض وسائل الإعلام الإسرائيلية والدولية؛ لا سيما عما يتعلق منذ أسبوعين بوجود أجواء سلبية بتطورات ملف ترسيم الحدود البحرية، ليتحول الأمر خلال اليومين الماضيين إلى بث أخبار إيجابية وصلت إلى حد تحديد موعد لتوقيع اتفاقية بهذا الشأن".

وأضاف البيان: "وفي هذا الإطار، جرى التأكيد خلال الاتصال على أن كل هذه الأخبار هي من باب التكهنات، وغير مبنية على أية معطيات أو مواقف رسمية".

 من جهته، جدد أبو صعب التأكيد على موقف لبنان، لافتاً إلى عامل الوقت الضاغط، ومشدداً على ضرورة العمل ضمن المهل المقبولة لما فيه مصلحة التفاوض.

وختم بيان بو صعب بأنه "علينا ألا نبالغ بالإيجابية كما بالسلبية كون اتصالات هوكستين لم تنته بعد".

"اتفاق قريب"

يأتي ذلك وسط توقعات للقناة "12" الإسرائيلية بأن توقع تل أبيب اتفاقاً مع لبنان بشأن النزاع حول الحدود البحرية بينهما، خلال الأسبوع المقبل.

وتوقعت القناة، الأحد، أن تتخلَّى إسرائيل عن جزء في عرض البحر كجزء من المحادثات، بينما سيتخلى لبنان عن منطقة قريبة من الساحل.

وأبدت مصادر في الأجهزة الأمنية الإسرائيلية تخوفها من قيام "حزب الله" بـ"استفزازات ضد إسرائيل قبيل التوقيع"، مشيرة إلى أنها "تحافظ على جاهزية عالية"، بحسب ما نقلته القناة التي لم تفصل في نوع وطبيعة هذه الاستفزازات. 

وكان الأمين العام لـ"حزب الله" حسن نصر الله حذر، الجمعة، من تصعيد جديد إذا لم يحصل لبنان على ما يطالب به بشأن ترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل.

وسبق أن أعلنت إسرائيل، في 2 يوليو، اعتراضها 3 مسيرات تابعة للحزب كانت متجهة إلى منطقة حقول الغاز في مياه المتوسط.

وتعد لبنان وإسرائيل في حالة حرب رسمياً، ففي العام 2006 خاض "حزب الله"، الذي يتمتع بنفوذ سياسي كبير في لبنان، حرباً دامية ضد إسرائيل استمرت 33 يوماً.

واستأنفت إسرائيل ولبنان المفاوضات على الحدود البحرية في العام 2020، وتوقفت لاحقاً قبل العودة إليها في يونيو. وركزت النقاشات الأولية على منطقة تبلغ مساحتها 860 كيلومتراً مربعة متنازع عليها، وذلك وفقاً لمطالب لبنان، التي سجلت لدى الأمم المتحدة في العام 2011.

لاحقاً طلب لبنان توسيع المنطقة إلى 1430 كيلومتراً مربعة لتشمل حقل "كاريش" الذي تعتبره إسرائيل ضمن منطقتها الاقتصادية الخالصة والمعترف بها من قبل الأمم المتحدة.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات