"إف بي آي" حذر من "حرب في الكابيتول" قبل اقتحام الكونغرس

time reading iconدقائق القراءة - 7
حشد من أنصار ترمب يتسلقون عبر نافذة حطموها أثناء اقتحامهم مبنى الكابيتول، 6 يناير 2021. - REUTERS
حشد من أنصار ترمب يتسلقون عبر نافذة حطموها أثناء اقتحامهم مبنى الكابيتول، 6 يناير 2021. - REUTERS
دبي-الشرق

قالت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية، إن مكتب التحقيقات الفيدرالي "إف بي آي"، أصدر تقريراً قبل أحداث اقتحام الكونغرس، الأربعاء الماضي، حذر من "حرب في الكابيتول".

وأضافت "واشنطن بوست" أن "مكتب التحقيقات الفيدرالي أصدر تحذيراً داخلياً قبل يوم واحد من اقتحام مرتكبي الشغب لمبنى الكابيتول في العاصمة الأميركية تضمن أن هناك مؤشرات على ارتكاب أعمال عنف وشغب في الكابيتول".

وأوضحت الصحيفة، الثلاثاء، أنها أطلعت على وثيقة تُفيد بإصدار مكتب التحقيقات الفيدرالي في ولاية فرجينيا تحذيراً داخلياً قبل يوم من أحداث الشغب التي استهدفت مبنى الكابيتول، يُشير إلى استعداد مثيري الشغب التوجه لواشنطن لارتكاب أعمال عنف.

وتأتي الوثيقة في وقت نفى فيه مسؤول كبير، امتلاك معلومات استخبارية تشير إلى تخطيط أنصار الرئيس دونالد ترمب لأي مما حدث.

وفي اليوم السابق من أحداث الشغب التي شهدها مبنى الكابيتول الأسبوع الماضي، أصدر المكتب تقارير تُشير إلى "نقاط تجمع محتملة لمنفذي أعمال الشغب، إذ خطط أفراد من ولايات كنتاكي وبنسلفانيا وماساتشوستس وساوث كارولينا للالتقاء، والتوجه في مجموعات إلى واشنطن".

وجاء في الوثيقة: "اعتباراً من الـ5 من يناير 2021، تلقى مكتب التحقيقات الفيدرالي في مدينة نورفولك التابعة لولاية فيرجينيا، معلومات تشير إلى دعوات للعنف، رداً على عمليات الإغلاق غير القانونية التي ستبدأ في اليوم الذي يليه".

ولفتت إلى رصدالمكتب دعوات محددة للعنف عبر الإنترنت، تشمل عبارات مثل "كن مستعداً للقتال"، "يحتاج الكونغرس إلى سماع صوت تكسير الزجاج وركل الأبواب"، "اذهب هناك مستعداً للحرب، وتوقف عن تسمية هذا بالمسيرة أو التجمع، أو الاحتجاج. نحصل على رئيسنا أو نموت". 

وذكرت الدعوات مصطلحين هما "بلاك لايفز ماتر" في إشارة إلى العدالة العرقية و"بانتيفا" أو المقصود بها "أنتيفا"، وهي حركة يسارية متطرفة مناهضة للفاشية ينخرط أتباعها أحياناً في اشتباكات عنيفة مع المتطرفين اليمينيين.

معلومات استخباراتية 

وقال مسؤول بمكتب التحقيقات الفيدرالي، رفض الكشف عن اسمه، لـ"واشنطن بوست"، إنه في "غضون 45 دقيقة من التعرف إلى المحادثة المقلقة عبر الإنترنت، كتب مكتب (إف بي آي) في نورفولك التقرير، وشاركه مع آخرين".

وأشار إلى أنه "لم يتضح على الفور عدد وكالات إنفاذ القانون التي تم إبلاغها من خارج مكتب التحقيقات الفيدرالي، لكن مسؤولين في المكتب الميداني بواشنطن، أطلعوا عليها في اليوم السابق للهجوم".

وأضاف أن التقرير يتضمن "معلومات استخباراتية خاماً، وفي وقت كتابته لم يكن مكتب التحقيقات الفيدرالي يعرف هويات أولئك الذين يدلون بهذه التصريحات عبر الإنترنت".

وتشير الوثيقة إلى أن المعلومات تمثل "وجهة نظر مكتب نورفولك التابع لمكتب التحقيقات الفيدرالي، ولا يجب مشاركتها خارج دوائر إنفاذ القانون، وأنها ليست معلومات استخباراتية تم تقييمها نهائياً"، وأن الوكالات التي تتلقاها "يُطلب منها عدم اتخاذ إجراء بناءً على تقارير أولية ومن دون تنسيق مسبق مع مكتب التحقيقات الفيدرالي".

لا يمثل أنصار ترمب"تهديداً"

وأوضح مسؤولون أنه "في الـ 6 من يناير الحالي، سار حشد كبير إلى تظاهرة قريبة من مبنى الكابيتول، وحطموا النوافذ وكسروا الأبواب للدخول، وتم إطلاق النار على امرأة من الحشد على يد ضابط شرطة في الكابيتول، فيما لقي 3 آخرون من الحشد حتفهم، وتوفي ضابط شرطة آخر في الكابيتول بعد إصابته بجروح".

وقال ستيفن دي أنتونو، رئيس مكتب التحقيقات الفيدرالي في واشنطن، الجمعة، إنه "لا يوجد مؤشر على أي شيء مخطط ليوم تجمع أنصار ترمب، بخلاف النشاط المحمي بموجب التعديل الأول"، مضيفاً: "عملنا بجد مع شركائنا في هذا الشأن".

وأشار مكتب التحقيقات الفيدرالي في بيان إلى أنه "لا يُعلق على بيانات استخباراتية محددة"، لكنه أضاف أن "المكاتب الميدانية لمكتب التحقيقات الفيدرالي تشارك المعلومات بشكل روتيني مع شركائها المحليين في إنفاذ القانون، للمساعدة في حماية المجتمعات التي تخدمها".

من جهتهم، قال العديد من مسؤولي إنفاذ القانون، إن"مستوى العنف الذي ظهر في مبنى الكابيتول أدى إلى مناقشات صعبة داخل مكتب التحقيقات الفيدرالي والوكالات الأخرى حول قضايا تتعلق بالإرهاب والاختلافات العرقية".

وعلى مدار الأسابيع التي سبقت الحدث، رفض مسؤولو مكتب التحقيقات الفيدرالي أي إشارة إلى أن احتجاج مؤيدي ترمب الغاضبين بشأن التصديق المقرر لانتخاب جو بايدن "قد يمثل تهديداً أمنياً على نطاق واسع".

ووفقاً لأشخاص مطلعين على المناقشات الأمنية التي سبقت أحداث الكابيتول، رأى بعض مسؤولي إنفاذ القانون أن أنصار ترمب"معروفون عموماً بالخطاب المبالغ فيه، ولكنهم ليسوا شديدي العنف، ولذا فإن الحدث لم يشكل خطراً جسيماً بشكل خاص".

زيارة لـ"مفتعلي الشغب"

من جهته، قال شخص مطلع على الأمر إن "عملاء مكتب التحقيقات الفيدرالي، زاروا في الأسابيع التي سبقت تجمع ترمب أشخاصاً مشتبهاً فيهم على أمل معرفة ما إذا كانت لديهم نيات عنيفة، على الرغم من أنه لم يتضح على الفور من تمت زيارته أو ما إذا كان مكتب التحقيقات يتتبع على وجه التحديد أي شخص سيفعل ذلك لاحقاً.

وفي الأيام التي سبقت الحدث، أخبر بعض المشرفين في الكابيتول، الموظفين هناك، بـ"عدم قدومهم إلى العمل في ذلك اليوم، لأن مستوى الخطر سيكون أعلى من الكثير من الاحتجاجات السابقة"، فيما لم تتخذ شرطة الكابيتول "احتياطات إضافية، مثل وضعها حواجز صلبة، تُستخدم عادةً في الأحداث الكبرى حول المبنى".

تأهب لأحداث محتملة

وتعمل وزارة العدل والوكلاء الفيدراليون لتحديد واعتقال المسؤولين عن أعمال العنف التي وقعت الأسبوع الماضي، ويرجع ذلك جزئياً إلى "وجود محادثات ومؤشرات عبر الإنترنت حول اشتباكات محتملة جديدة الأحد المقبل، ومرة ​​أخرى في الـ20 من يناير، خلال مراسم تنصيب بايدن".

ولفت مسؤولون إلى أن العملاء الفيدراليين"لا يزالون في حالة تأهب قصوى في الأيام التي تسبق مراسم التنصيب، إذ تستعد السلطات لأعمال عنف محتملة ليس فقط في واشنطن، ولكن في أنحاء البلاد".

ووفق مسؤول مطلع على الأمر، فإن مكتب التحقيقات الفيدرالي أصدر مؤخراً، مذكرة مفادها أنه جرى التخطيط لـ"احتجاجات مسلحة في عواصم الولايات الـ 50 وواشنطن في الأيام التي تسبق تنصيب بايدن".

وقال المسؤول إن "المذكرة، التي نشرتها قناة (أيه بي سي) نيوز لأول مرة، وأكدتها صحيفة واشنطن بوست لاحقاً، هي منتج استخباراتي خام، يجمع المعلومات التي جمعها المكتب والعديد من الوكالات الحكومية الأخرى"، لافتاً إلى أن بعض المعلومات فيها "لم يجرِ التحقق منها، ومن المرجح أن يختلف التهديد بشكل كبير من مكان إلى آخر".

وأشار إلى أن البيانات، التي يُسلط الضوء عليها "مثيرة للقلق، بما في ذلك معلومات تشير إلى اقتحام أشخاص المكاتب الحكومية، أو تنظيم تظاهرة ضخمة، حال عزل ترمب من منصبه".