مخرج فيلم "بينوكيو" يحذر من "تدمير ممنهج" للسينما المكسيكية

time reading iconدقائق القراءة - 5
المخرج المكسيكي جييرمو ديل تورو خلال لقاء في نيويورك بالولايات المتحدة. 8 ديسمبر 2022 - REUTERS
المخرج المكسيكي جييرمو ديل تورو خلال لقاء في نيويورك بالولايات المتحدة. 8 ديسمبر 2022 - REUTERS
مكسيكو-أ ف ب

حذر المخرج المكسيكي جييرمو ديل تورو، الحائز على جائزة أوسكار، من "تدمير منهجي" يطال صناعة السينما في بلاده، رغم النجاح العالمي الكبير، خصوصاً مع فيلمه الأخير المستوحى من قصة "بينوكيو" الشهيرة.

واعتبر ديل تورو أن صناعة السينما في المكسيك تواجه تحديات "غير مسبوقة"، وكتب في تغريدة على تويتر أن "التدمير المنهجي للسينما المكسيكية ومؤسساتها، التي استغرق بناؤها عقوداً، كان وحشياً".

وتوقف ديل تورو عند إعلان الأكاديمية المكسيكية للفنون والعلوم السينمائية، تأجيل جوائز "آرييل" التي تعادل جوائز الأوسكار في البلاد، حتى إشعار آخر بسبب "أزمة مالية خطيرة".

وقالت المنظمة "إنها تأسف لأن دعم الموارد العامة قد انخفض بشكل كبير في السنوات الأخيرة".

وأضافت: "الدولة التي كانت محرك الأكاديمية ودعمتها لفترة طويلة، تخلت عن مسؤوليتها كمروج رئيسي للثقافة بشكل عام والسينما بشكل خاص"، حتى أن ديل تورو عرض دفع ثمن تماثيل آرييل من ماله الخاص.

وقالت رئيسة الأكاديمية ليتيسيا هويخارا "إنه زميل معطاء، فنان يدرك دائماً ما يحدث ليس فقط في السينما المكسيكية، ولكن للفنون بشكل عام في البلاد". مع ذلك، تفضل هويخارا الاتفاق مع الدولة المكسيكية في هذا الموضوع، مؤكدة نبأ تأجيل حفل توزيع جوائز آرييل.

أفلام السكان الأصليين    

ورأت ماريا نوفارو، المديرة العامة لمعهد الفيلم المكسيكي، وهي وكالة حكومية، أن التحذيرات مبالغ فيها.

وأضافت: "يقول ديل تورو إن السينما المكسيكية انتهت في عام شهد إنتاجات أكثر من أي وقت مضى"، مشيدة بـ"الرقم القياسي" من الإنتاجات المكسيكية والذي بلغ 256 فيلماً في عام 2021.

وتابعت: "حصل 56٪ من هذه الإنتاجات على دعم من المال العام، ويخصص معهد الفيلم المكسيكي 900 مليون بيزو (45 مليون دولار) سنوياً لتمويل السينما المكسيكية".

واعتبرت نوفارو أن من الجيد أن "نتفليكس" تنتج الكثير من المحتوى في المكسيك، لكنها لا تحل محل ما يفعله معهد الفيلم المكسيكي".

"بينوكيو"

وتصدرت نسخة ديل تورو من فيلم الرسوم المتحركة "بينوكيو"، التي يجد فيها نجار مسن نفسه مع دميته الحية في إيطاليا إبان زمن الفاشية في ثلاثينيات القرن الماضي، قائمة الأعمال الأكثر مشاهدة على "نتفليكس" في الأسبوع الممتد من 12 إلى 18 ديسمبر.

وطُرح الفيلم في 9 ديسمبر قبل أسبوع من إطلاق فيلم "باردو"، وهو عمل يحمل توقيع مواطنه المكسيكي أليخاندرو جونزاليس إينياريتو، يقوم على سيرة ذاتية عن صحافي ومخرج سينمائي يعود إلى الوطن بعد سنوات في لوس أنجلوس.

كما حقق الممثلون المكسيكيون نجاحاً أخيراً في هوليوود، بينهم تينوش هويرتا، النجم الصاعد في الجزء الثاني من "بلاك بانثر"، أول فيلم لبطل خارق أسود.

ويمثل ديل تورو وإينياريتو وألفونسو كوارون جيلاً ذهبياً من صانعي الأفلام المكسيكيين، وقد فازوا بجائزة أفضل مخرج في حفل توزيع جوائز الأوسكار 5 مرات منذ عام 2013.

وحاز فيلم ديل تورو الخيالي The Shape of Water على جائزة أفضل فيلم، وأفضل مخرج في حفل توزيع جوائز الأوسكار لعام 2018.

وحصد كوارون في العام التالي 3 جوائز أوسكار عن فيلم "روما"، وهو عمل بالأبيض والأسود عن عائلة كانت في حالة اضطراب في سبعينيات القرن الماضي في العاصمة مكسيكو.

فترة ركود

وعاشت السينما المكسيكية عصراً ذهبياً بين ثلاثينيات القرن الماضي وخمسينياته، مع نجوم كبار من أمثال دولوريس ديل ريو وبيدرو أرمينديريس، لكن القطاع مر بفترة ركود قبل أن يشهد انتعاشاً في السنوات الأخيرة.

وباتت السينما المكسيكية لامركزية ومتنوعة، بحسب نوفارو، ما يعكس أولويات الرئيس أندريس مانويل لوبيز أوبرادور لمساعدة المكسيكيين الفقراء والسكان الأصليين.

وأشارت نوفارو إلى "إنه منذ عام 2019، كان هناك برنامج لتشجيع السينما الخاصة بالسكان الأصليين، والمنحدرين من أصول إفريقية، مع إنتاج 56 فيلماً من هذا القبيل"، مضيفة: "بدأت تظهر أفلام عن الهجرة من منظور المهاجرين من السكان الأصليين أنفسهم". 

اقرأ أيضاً:

تصنيفات