اعتبرت روسيا، الثلاثاء، التقارير الصحافية التي أفادت باكتشاف مفتشين تابعين للوكالة الدولية للطاقة الذرية يورانيوم مخصب بنسبة 84% في إيران مصدر "قلق" لكنها ذكرت أن الخطوة "غير محظورة" في ظل "الترتيبات الحالية" للاتفاق النووي الموقع عام 2015.
وأعرب مندوب روسيا لدى المنظمات الدولية بفيينا ميخائيل أوليانوف على تويتر عن قلقه من الخطوة الإيرانية لكنه اعتبر أنها "غير محظورة بموجب الترتيبات الحالية".
وأضاف أوليانوف: "كان من الممكن أن تكون محظورة في حال دخلت خطة العمل المشتركة الشاملة (الاتفاق النووي) حيز التنفيذ بالكامل".
وشدد المبعوث الروسي على وجوب أن يكون للمشاركين بمحادثات الاتفاق النووي في فيينا "الإرادة السياسية" لتحقيق تقدم في هذه المحادثات، لكن أضافه لـ"سوء الحظ بعض المشاركين يضع العراقيل".
ونفت إيران، الاثنين، تقارير صحافية تفيد باكتشاف مفتشين تابعين للوكالة الدولية للطاقة الذرية يورانيوم مخصب بنسبة 84%، أي أقل 6% من النسبة اللازمة لإنتاج قنبلة ذرية، مشيرة إلى أنها "تؤثر على المفاوضات النووية" المتوقفة منذ فترة.
وستتباحث الوكالة الدولية للطاقة الذرية مع إيران بشأن نتائج ارتفاع نسبة التخصيب، وستبلغ مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية الذي سيعقد اجتماعه الربع سنوي في 6 مارس، بحسب وكالة "رويترز"، التي قالت إنه عادة ما تصدر التقارير ربع السنوية في الأسبوع الذي يسبق الاجتماع.
وأكد دبلوماسي لوكالة "فرانس برس"، أن "هذه النسبة... صحيحة"، وأن الوكالة الذرية تعطي طهران "فرصة للتوضيح، لأنه من الممكن على ما يبدو أن تبلغ مستويات تخصيب (اليورانيوم) ذرواتها".
وتأتي هذه التقارير وسط تعثر المحادثات لإحياء الاتفاق النووي الذي أبرم في عام 2015، للحد من الأنشطة النووية الإيرانية، مقابل رفع عقوبات دولية مفروضة على طهران.
واشنطن: الكرة في ملعب طهران
وفي هذا السياق قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، إن "الكرة في ملعب إيران للتعامل مع التحدي المتمثل في برنامجها النووي"، لافتاً إلى أن "الباب مفتوح دائماً للمضي قدماً في الدبلوماسية".
وأضاف بلينكن في مؤتمر صحافي خلال زيارة لأثينا: "ما زلنا نعتقد أنه فيما يتعلق بالبرنامج النووي، فإن الطريقة الأكثر فاعلية واستدامة للتعامل مع هذا التحدي هي الدبلوماسية. ولكن في هذه اللحظة، فإن هذه الجهود مؤجلة لأن إيران ببساطة لا تشارك بطريقة مجدية".
وبدأت المحادثات في أبريل 2021 في فيينا بين طهران والقوى الكبرى، لكنها توقفت منذ أغسطس 2022 في سياق توترات متزايدة.
والاتفاق "يحتضر" منذ انسحاب الولايات المتحدة منه عام 2018 في عهد الرئيس السابق دونالد ترمب، فيما ردت طهران على الانسحاب بالتخلي تدريجياً عن التزاماتها الواردة فيه.
وخلال الأشهر الماضية، أصبحت إيران تنتج يورانيوم مخصب بنسبة 60% في موقعين (نطنز وفوردو)، وهو مستوى أعلى بكثير من عتبة 3.67% التي حددها الاتفاق.
واعتبر دبلوماسيون لـ"رويترز"، أن احتمالات إحياء الاتفاق النووي "مبهمة"، مشيرين إلى تصاعد التوترات بين طهران والغرب بسبب "قمع" الاحتجاجات في إيران، وتزويد الأخيرة موسكو بالطائرات المسيرة التي تستخدم في الحرب بأوكرانيا، إضافة إلى استمرار التقدم النووي الذي "يقلص الوقت الذي ستحتاجه لإنتاج قنبلة نووية إذا اختارت ذلك".