مهرجان فينيسيا يدعو العالم لدعم السينما الأفغانية

time reading iconدقائق القراءة - 5
المخرجتان الأفغانيتان صحراء كريمي وسارة ماني في ندوة على هامش مهرجان فينيسيا السينمائي - AFP
المخرجتان الأفغانيتان صحراء كريمي وسارة ماني في ندوة على هامش مهرجان فينيسيا السينمائي - AFP
فينيسيا -محمد عبد الجليل

أقام مهرجان فينيسيا السينمائي، على هامش فعاليات دورته الثامنة والسبعين، ندوة عن صناعة الأفلام في أفغانستان، بحضور المخرجة صحراء كريمي رئيسة مركز الفيلم الأفغاني، والمخرجة الأفغانية سارة ماني، وعدد من رؤساء المهرجانات والهيئات الدولية للأفلام.

وجهت كريمي نداءً عاطفياً للحصول على دعم دولي، قائلة: "اعتقدت أن العالم يجب أن يعرف عنا، خصوصاً الفنانين، لأنهم يعرفون ماذا يعني العيش في ظل الديكتاتورية".

وأضافت: "في القرن الحادي والعشرين، هناك مجموعة من الأشخاص يأتون إلى بلدك من أي مكان ويخبرونك بأن الموسيقى ممنوعة، والسينما ممنوعة، والعمل الفني محظور، والفنانات يجب عزلهن". 

وتابعت كريمي: "تحاول طالبان إظهار الوجه الناعم لها. هم قساة كما كانوا من قبل، لكنهم أكثر ذكاءً الآن، لأنهم يستخدمون تكنولوجيا الاتصالات الحديثة، حتى أنهم سيستخدمون السينما أو أي نوع من المنتجات السمعية والبصرية للدعاية". 

1000 مخرج أفغاني

وقالت كريمي إن هناك 1000 مخرج سينمائي شاب واعد في أفغانستان مختبئون، وحذفوا حساباتهم على فيسبوك، وغيرها من حسابات التواصل؛ لأنهم في خطر من وزارة الاتصالات، التي تسيطر عليها طالبان. 

وأوضحت: "لم آتِ إلى هنا لأعطي حلاً، بل أطلب الدعم، إنه ليس أي دعم مالي. إنه دعم فكري، شيء يمنحنا الأمل في ألا نشعر بأننا سنموت". 

وأشارت كريمي إلى أنهم في أفغانستان خلال السنوات الماضية نجحوا، كصناع أفلام، في إظهار الوجه الجيد لبلادهم، وشاركوا في عدد كبير من المهرجانات الفنية حول العالم، وقدموا جيلاً جديداً من صناع الأفلام الواعدين، سواء في مجال الوثائقيات أو الرسوم المتحركة أو حتى الأفلام الروائية الطويلة.  

أرشيف سينمائي

وأضافت، وهي تغالب دموعها: "كل أرشيفنا السينمائي بات تحت سيطرة طالبان، وكل الشباب الجدد الذين كنا نعدهم ليكونوا أصحاب رؤية ووجهة نظر في الحياة، ومحبين للفن والقيم السامية، أتصور أنهم في خطر التحول لإرهابيين على يد طالبان الآن". 

وتحدثت المخرجة الأفغانية سارة ماني، صاحبة المشروع الموسيقي "كابول ميلودي"، عن القضاء الممنهج على الموسيقى، الذي بدأ بالفعل في ظل حكم طالبان، مع إعدام موسيقي لعزفه على آلته، وفق ما أفادت ماني.

وقالت إن جيلاً من الشباب تعلم الفنون، لكن هذا ليس هو الحال الآن، مشيرة إلى أن السينمائيين والفنانين الأفغان يعيشون أسوأ كوابيسهم في الفترة الحالية، وتابعت: "الأمر بالنسبة لهم لا علاقة له بالمأوى أو فرص العمل، بقدر ما يتعلق بالهوية التي تسعى طالبان لطمسها". 

منح مالية طارئة

من جانبه، أكد التحالف الدولي لصانعي الأفلام المعرضين للخطر (ICFR)، الذي تم إطلاقه قبل عام في فينيسيا، دعمه لقضية صانعي الأفلام من أفغانستان، إذ قالت فانجا كالودجيرسيك من التحالف، وهي أيضاً مديرة مهرجان الفيلم الدولي في روتردام، إن المنظمة تساعد من خلال المنح المالية الطارئة للسينمائيين الأفغان، من خلال توفير فرص عمل أو حتى إنجاز مشاريع معلقة. 

وكشف مايك داوني، رئيس الأكاديمية الأوروبية للأفلام، أن نحو 270 مخرجاً أفغانياً، من بين قائمة ضمت 800 قدمتها المنظمة، والذين تمكنوا من الفرار من البلاد، وجدوا مأوى في فرنسا، مع استعداد الحكومة الفرنسية لقبول الباقي، إذا تمكنوا من الخروج. 

اقرأ أيضاً: