تقرير: "الأوليجارشيون" عاجزون عن معارضة غزو بوتين لأوكرانيا

time reading iconدقائق القراءة - 5
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال حديثه مع رجال أعمال في الكرملين - موسكو - 24 فبراير 2022 - REUTERS
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال حديثه مع رجال أعمال في الكرملين - موسكو - 24 فبراير 2022 - REUTERS
دبي-الشرق

مع وصول الدبابات الروسية إلى أوكرانيا الأسبوع الماضي، اجتمع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، مع كبار رجال الأعمال في روسيا في قاعة وسام سانت كاترين المزخرفة بالكرملين، لمناقشة استجابتهم للصدمات الاقتصادية التي ستأتي بعد ذلك.

وقال بوتين، الذي جلس على بعد ستة أمتار تقريباً من رجال الأعمال في التزام واضح بتدابير التباعد الاجتماعي، لرجال الأعمال إنه "لم يكن لديه خيار آخر" سوى غزو أوكرانيا، وإنهم يجب أن يتبنوا الموقف نفسه إذا أرادوا الحفاظ على شركاتهم، بحسب ما ذكرت صحيفة "فايننشيال تايمز" البريطانية، الثلاثاء، نقلاً عن أشخاص اطلعوا على مجريات الاجتماع.

 وقال أحد الأشخاص للصحيفة: "كان اجتماعاً بلا جدوى. الفكرة الرئيسية تمثلت في تفسير ما لديه".

وفرض الاتحاد الأوروبي الاثنين، حظر سفر على أكثر من ستة رجال أعمال بارزين في روسيا وجمد أصولهم. وقال مسؤولون روس إن هذه الخطوة تهدف إلى الضغط على نخبة البلاد لمطالبة بوتين بتغيير مساره.

سلطة بوتين المطلقة

 وأفادت "فايننشيال تايمز" بأن بوتين حذّر من أن أي شخص سيتجنب التعامل مع الشركات المعاقبة من قبل الغرب، سيتعرض للعقاب بموجب القانون، ما يعني أن الأوليجارشيين (الأثرياء أصحاب النفوذ) سيتعين عليهم اتخاذ موقف. وقال بوتين أيضاً إن روسيا ستساعد الشركات التي استهدفتها العقوبات الغربية.

وقال أشخاص مقربون من بعض الحاضرين للصحيفة، إن قائمة المدعوين للاجتماع - حيث جلس الحاضرون بالترتيب الأبجدي - أظهرت أن أي شكل من أشكال المعارضة أصبح "احتمالاً بعيد المنال"؛ لأن سلطة بوتين أصبحت شبه مطلقة.

 وعلى الرغم من أن بعض الحاضرين كانوا من رجال الأعمال الذين حققوا ثرواتهم أثناء فترة الاضطرابات الروسية في تسعينات القرن الماضي، مثل بيتر أفين وفلاديمير يفتوشينكوف مالك شركة "سيستيما"، إلا أن رؤساء المجموعات المصرفية وشركات الطاقة المملوكة للدولة التي تهيمن على الاقتصاد الروسي كانوا أكثر عدداً، ومعظمهم لديه علاقات مع الدائرة المقربة من بوتين.

"الرد على الانتقاد بالانتقام"

وانتقد ميخائيل فريدمان، رجل الأعمال الروسي وشريك أفين، الحرب بشكل عام، وقال إنه لم يرغب في مهاجمة بوتين بشكل مباشر؛ لأن ذلك "لن يكون له أي تأثير على القرارات السياسية في روسيا"، ولكنها ستعرض موظفيه للخطر، وفق "فايننشيال تايمز".

 ونقلت الصحيفة عن مسؤول بارز عن بنك مملوك للدولة قوله: "لا أحد يريد أن يعاني. ولكن الرسالة هي أننا سنضطر إلى ذلك". وأضاف المسؤول أن الوجود على قائمة العقوبات الأميركية يمثل رمزاً للوطنية، وأن عدم الوجود في القائمة يثير الشبهات.

 وقالت الصحيفة إن الاجتماع أظهر إلى أي مدى وصلت روسيا - وبوتين نفسه - منذ أول لقاء له مع "الأوليجارشية" بعد شهور قليلة من توليه منصبه في عام 2000. وعرض بوتين في هذا الاجتماع صفقة على رجال الأعمال الأثرياء يحافظون بموجبها على المكاسب التي حققوها من خصخصة أصول الدول الروسية بعد انهيار الاتحاد السوفيتي، مقابل التعهد بالولاء والابتعاد عن السياسة.

 وفرض بوتين إرادته على الأوليجارشيين منذ ذلك الوقت من خلال الرد على أي انتقاد بالانتقام، ما أدى إلى تضاؤل نفوذهم وتعرض بعضهم للسجن، مثل قطب النفط السابق ميخائيل خودوركوفسكي، الذي قضى 10 سنوات في السجن بتهمة الاحتيال.

 وغادر بعض الأوليجارشيين الذين كوّنوا ثرواتهم قبل وصول بوتين إلى السلطة، مثل خودوركوفسكي وسيرغي بوغاتشييف، روسيا.

"لن تعود غنياً"

 وقال مسؤول بارز في الكرملين للصحيفة: "الأوليجارشيون الأذكياء يفهمون كيف تسير الأمور هنا، والأغبياء منهم لم يعودوا من الأوليجارشية. كل من لا يحب ذلك إما بالخارج، أو بالسجن".

 وقالت "فايننشيال تايمز" إن ثروة روسيا تتركز حالياً في أيدي أشخاص أقل مما كانت عليه وقت تولي بوتين السلطة.

وأظهرت دراسة أجرتها "مجموعة بوسطن" الاستشارية أن 500 روسي يزيد صافي ثرواتهم على 100 مليون دولار يتحكمون في 40% من ثروات البلاد.

 وقال دبلوماسي من دولة أوروبية يمتلك فيها الأوليجارشيون الروس أصولاً ضخمة: "تخيل أن يذهبوا للشكوى إلى بوتين ويقولوا: رجاء، هل يمكنك مراجعة سياستك؟ لقد خسرت 4 مليارات دولار من أصل 5 مليارات. سيقول بوتين: هل تريد الاحتفاظ بالمليار دولار المتبقي؟".

 وذكرت الصحيفة أن رجال الأعمال الذين استهدفتهم العقوبات من بينهم عليشر عثمانوف، وميخائيل فريدمان، وبيتر أفين، وأليكسي مورداشوف.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات