مصر.. افتتاح "طريق الكباش" يحوّل الأقصر إلى "متحف مفتوح"

time reading iconدقائق القراءة - 6
أعمال إنارة طريق الكباش ضمن استعدادات افتتاحه - الشرق
أعمال إنارة طريق الكباش ضمن استعدادات افتتاحه - الشرق
القاهرة- فادي فرنسيس

تستعد مصر لإطلاق فعالية ترويجية كبرى للسياحة خلال الأسابيع المقبلة، من شأنها أن تحوّل محافظة الأقصر إلى "متحف مفتوح"، وذلك في إطار احتفالية الكشف عن "طريق الكباش"، وفق ما أعلنه وزير السياحة والآثار المصري خالد العناني.

ووجه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، السبت، وزير السياحة والآثار بأن "تُمثل الاحتفالية استمراراً لنهج الفاعليات العالمية التي تنظمها الدولة للترويج لقوة مصر الناعمة، وحضارتها العريقة"، بحسب بيان صحافي لرئاسة الجمهورية.

وقال وزير السياحة والآثار المصري خالد العناني، في تصريحات تلفزيونية عقب اجتماعه مع رئيس الجمهورية: "عرضت على الرئيس طوال ساعة، تصوراً للحفل، الذي لن يقتصر على طريق الكباش وحده، بل سيكون بمنزلة ترويج للأقصر بأكملها".

وأضاف أن "أول كلمة قالها لي الرئيس: الناس متوقعة حفلاً على مستوى حفل المومياوات الملكية"، في إشارة إلى فعالية كبرى نظمتها مصر لموكب مومياوات ملكية من المتحف المصري بميدان التحرير، إلى المتحف القومي للحضارة المصرية، بمنطقة الفسطاط وسط القاهرة.

الأقصر.. محور الفعالية

وأوضح العناني تفاصيل فعالية الأقصر، قائلاً إن "البطل سيكون المحافظة، مع عرض أغان، وسط ناس تجري على الكورنيش مع الحناطير (عربات تقل ركاباً وتجرها أحصنة)، على غرار أغنية الأقصر بلدنا بلد سواح".

وأشار الوزير إلى أنه سيتم استعراض متاحف المحافظة، مع مشاهد الجبال"، ونبه أن الاحتفالية ستكون "إعلاناً عن الانتهاء من الهوية البصرية للأقصر، وتطوير الكورنيش، ومشروع طريق الكباش، ورفع كفاءة المباني الموجودة على جانبيه".

ويربط طريق الكباش، بين معبدي الكرنك والأقصر مروراً بمعبد موت، ويبلغ إجمالي طوله 2700 متر، ويتكون من ممشى حجر رملي، تتراص على جانبيه تماثيل على هيئة أبو الهول برأس كبش (أحد الرموز المقدسة للمعبود آمون).

انتهاء 99% من الأعمال 

وقال مدير البعثة الأثرية في طريق الكباش مصطفى الصغير لـ"الشرق"، إنه تم الانتهاء من تجهيزات طريق الكباش بنسبة 99%، موضحاً أنه "تبقى فقط أعمال بسيطة خاصة بجانبي الطريق، وأعمال الإنارة، واللافتات الإرشادية".

وتابع: "في غضون أيام قليلة، سيكون الطريق جاهزاً للافتتاح"، ولفت إلى أن "العمليات الهندسية للطريق، بما فيها أعمال الإضاءة، وزراعة النخيل، وتركيب البوابات، تتم بالتنسيق مع الهيئة الهندسية التابعة للقوات المسلحة المصرية".

وذكر أنه "تم إنشاء معرض على جانبي الطريق يوضح مراحل الاكتشافات التي قامت بها البعثات المصرية في الموقع منذ عام 1949".

متحف مفتوح

وفي منتصف أكتوبر الماضي، أعلن رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي أن "الدولة بكل أجهزتها تقدم كافة الإمكانيات اللازمة، لتنظيم احتفالية كبرى للترويج لمحافظة الأقصر، تحت عنوان (الأقصر في ثوبها الجديد)".

وأضاف أن "المشروعات الكبيرة التي تنفذها الدولة حالياً في عدد من المناطق الأثرية بالأقصر، والتي تشمل ترميم المعابد، وإحياء الآثار الفرعونية بها، ستجعل المدينة مُتحفاً مفتوحاً يلفت أنظار السائحين من كل أنحاء العالم".

وشهد طريق المواكب الملكية، المعروف باسم "طريق الكباش"، أكبر الاحتفالات الشعبية والملكية أثناء عصر الدولة الحديثة لمصر القديمة (1550 ق.م حتى 1069 ق.م)، وبدأ الأثريون في اكتشافه تدريجياً منذ عام 1949.

"أقدم طريق مقدس في العالم"

وبخلاف تماثيل أبو الهول والكباش على جانبي الطريق، توجد تماثيل الملك أمنحوتب الثالث، والملك نختنبو الثاني.

ويبلغ إجمالي عدد التماثيل 1059 تمثالاً مصنوعاً من الحجر الرملي، وأغلبها بحالة جيدة، لكن هناك قواعد خالية من التماثيل، إذ تهشم بعضها بفعل عوامل الزمن، ويصل طول قاعدة كل تمثال إلى 2.8م في 90 سنتيمتراً.

وأكد محمود مبروك، مساعد وزير الآثار، والمصمم الرئيسي للطريق لـ"الشرق"، أن الوزارة رفضت عمل نماذج حديثة من تماثيل الكباش، مشدداً على أن "فلسفة الترميم هي الحفاظ على الأجزاء المتواجدة فقط، حفظاً للقيمة التاريخية والأثرية".

وأضاف: "قرارنا كان واضحاً، وهو عدم استكمال أي كبش، وتركه على طبيعته احتراماً للآثار المصرية القديمة، وحفاظاً على تاريخية أقدم طريق مقدس بالعالم".

احتفالات "عيد الأوبت"

ويبدأ طريق الكباش من معبد الأقصر بالبر الشرقي للمحافظة، وينتهي عند معبد الكرنك. ويسير بشكل موازٍ لنهر النيل، ويوجد مدخلان رئيسيان له عند منتصفه، ويمر أعلاه جسران للسيارات في منطقتي الموقف والمكتبة.

وسجل المصري القديم مشاهد احتفالات عيد الأوبت، أحد أكبر الأعياد المصرية القديمة، على جدران معبد الأقصر، في عصر الملك توت عنخ أمون وحورمحب، وأظهرت الرسوم إحياء الاحتفالات عبر المرور في طريق الكباش.

ورصدت المشاهد مراحل الاحتفال بدءاً من انتقال المراكب المقدسة بواسطة الكهنة من معبد الكرنك، إلى معبد الأقصر، والعودة باستخدام الطريق البري ونهر النيل.

وبحسب مبروك، كانت الاحتفالات تستمر من 10 أيام إلى 27 يوماً، وكان يعتبر احتفالاً شعبياً ورسمياً يشارك فيه الملوك وطوائف الشعب المختلفة، وتعود أقدم النصوص التي ذكرت هذا الطريق إلى عصر الملكة حتشبسوت.

اقرأ أيضاً: