تقرير: أفغان يخفون كتباً ويدفنون لوحات فنية خوفاً من طالبان

time reading iconدقائق القراءة - 4
امرأة أفغانية تتأمل معرضاً فنياً قي العاصمة كابول - 13 مارس 2018 - REUTERS
امرأة أفغانية تتأمل معرضاً فنياً قي العاصمة كابول - 13 مارس 2018 - REUTERS
دبي- الشرق

تشهد العاصمة الأفغانية كابول "تفككاً ثقافياً" بعد 6 أسابيع من عودة حركة طالبان لتصَدّر المشهد السياسي في البلاد، وفق تقرير لصحيفة "واشنطن بوست" الأميركية.

وأوضح التقرير أن عودة طالبان إلى السلطة، وهي المعروفة بتاريخها المعادي للفنون والآثار الثمينة، أدى إلى إعادة فتح جراح الماضي، ما أثار قلقاً ودفع بعض الأفغان إلى اتخاذ إجراءات لحماية ثقافتهم.

وكشف التقرير أن رساماً أفغانياً قام بدفن 15 لوحة، كلها أعمال فنية حديثة تصوّر نساء، بعد 3 أيام من دخول طالبان إلى كابول.

كما قامت مخرجة معروفة بوضع قرص صلب كبير يحتوي على أكثر من 20 فيلماً في مكان سرّي، قبل فرارها من البلاد.

وقام بائع كتب مسن في متجره الصغير على الرصيف بإخفاء كل الكتب التي لا تروق لطالبان، وكان من بينها نسختان مترجمتان من الإنجيل. وقال بائع الكتب للصحيفة، شريطة عدم الكشف عن هويته: "إذا وجد مقاتلو طالبان هذا، فسوف يعاقبونني".

"عاصمة عالمية"

وذكر التقرير أن أفغانستان شهدت خلال السنوات العشرين الماضية من الوجود الغربي بعض الازدهار الثقافي الفني بانتشار الأفلام والموسيقى والكتب، ما ساعد على تحويل كابول إلى "عاصمة عالمية".

وتأثر جيل جديد من الفنانين الأفغان بالتقاليد وتاريخ بلادهم والموسيقى الغربية وحقوق المرأة.

وحتى الآن، لم يقرر قادة طالبان شكل الثقافة والفن الذي سيسمحون بوجوده في أفغانستان. لكن العديد من الفنانين يخشون وجه طالبان المتشدد الذي قد يقضي على المكاسب التي تمتعوا بها في الفترة الأخيرة.

ونقلت الصحيفة عن المخرجة الأفغانية صحرا كريمي قولها إنه "يجب أن يكون الفنانون أحراراً في التعبير عن أفكارهم، غير خاضعين لدكتاتورية أو رقابة"، مضيفة: "لن يتمكن هؤلاء الفنانون بسهولة من العمل بحرية كما اعتادوا، لقد كانوا أحراراً جداً".

ورغم أن بعض الفنانين في الداخل يواجهون مخاطر شديدة لحماية إبداعاتهم، فقد فرّ الكثير منهم من البلاد، بينما يمارس آخرون الرقابة الذاتية لتجنب غضب طالبان.

ودمّر بعض الفنانين لوحاتهم أو منحوتاتهم، وأغلقت المتاجر التي تبيع الآلات الموسيقية أبوابها، وكذلك العديد من المعارض الفنية.

كما توقفت فرق الزفاف والمغنون عن العمل، والعديد من قاعات الأفراح ألغت  الموسيقى الحية حتى لا تغضب طالبان، كما تعيش صناعة الأفلام الأفغانية في هذه اللحظة حالة احتضار، بحسب الصحيفة الأميركية.

ونقلت عن صفي الله حبيبي، مدير معهد الفنون الجميلة في كابول، وهي منشأة حكومية، قوله إن "طالبان لم تصدر أي تصريحات بخصوص الفنون. لكن الفنانين يقيّدون أنفسهم، ويعتقدون أن طالبان ستكرر ما حدث في التسعينات، حين لم يكن للفنانين مكان أثناء حكمها".

ردّ طالبان

وقال بلال كريمي، نائب المتحدث باسم طالبان، إن الحكومة المؤقتة الجديدة "لا تزال تضع إطاراً قانونياً" لجميع القضايا المتعلقة بالفنون والثقافة، ولكنه أشار إلى أن "الشريعة هي التي ستحدد المسموح به أو المحظور"، بشأن أشكال الفنون.

وفي تسعينات القرن الماضي، حظرت حركة طالبان التلفزيون والراديو والأفلام وغير ذلك من وسائل الترفيه، ووصفتها بأنها "غير أخلاقية وتفسد المجتمع".

وقامت "شرطة الأخلاق الدينية" بمصادرة أو تحطيم أجهزة التلفزيون والكاميرات وأطباق الأقمار الصناعية، وتعرّض المخالفون للضرب العلني.

اقرأ أيضاً: