استدعت الخارجية الروسية السفير الأميركي في موسكو، جون سوليفان، لاجتماع مع نائب وزير الخارجية سيرجي ريابكوف، ونقلت للسفير "عدم جواز التدخل في الشؤون الداخلية لروسيا بشكل قاطع" حسب بيان عن الخارجية الروسية، الجمعة، اطلع عليه مراسل "الشرق".
وقالت الخارجية الروسية، في البيان، إنها أكدت خلال الاجتماع أن روسيا "تملك أدلة واضحة على انتهاك (العمالقة الرقميين) الأميركيين للتشريعات الروسية في سياق التحضير لانتخابات مجلس الدوما للجمعية الفيدرالية للاتحاد الروسي وإجرائها". ولم يحدد البيان المقصود بـ"العمالقة الرقميين".
ونقلت وكالة "تاس" ووكالة الإعلام الروسية عن مصدر دبلوماسي قوله إن موسكو استدعت السفير الأميركي بسبب "مزاعم تدخل الولايات المتحدة في الانتخابات"، حسب ما أفادت وكالة "رويترز" للأنباء.
تطبيق نافالني
وكانت هيئة الرقابة على الاتصالات الروسية قد هددت في 2 سبتمبر، بتغريم شركتي أبل وجوجل الأميركيتين، وتوجيه الاتهام لهما بالتدخل في الانتخابات الروسية، إذا لم تحذفا من متجريهما تطبيقاً طوره داعمون للمعارض الروسي المسجون أليكسي نافالني بحسب صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية.
وقالت هيئة الاتصالات الروسية (روسكومنادزور)، إن التطبيق سمح لمؤيدي نافالني، بمواصلة حملاتهم حتى بعد تصنيف روسيا لمؤسسته المناهضة للفساد على أنها "منظمة متشددة" وحظر أنشطتها بروسيا.
وطالبت الهيئة شركتي جوجل وأبل، الشهر الماضي، بإزالة تطبيق نافالني من متجريهما. وحذر بيان الهيئة من أن عدم التحرك يمكن اعتباره تدخلاً "في الانتخابات الروسية، وقد يؤدي إلى فرض غرامات باهظة".
وشددت الخارجية في البيان على أنها نقلت للسفير الأميركي، رفضها التدخل في شؤونها الداخلية مؤكدة أنه "أمر غير مقبول بشكل قاطع."
وقالت الخارجية في البيان إنها بحثت مع سوليفان بعض القضايا الأخرى ذات الطابع الثنائي، ولم تحدد طبيعة تلك القضايا.
أوراق اعتماد
وفي السياق ذاته، قالت وكالة "رويترز" للأنباء إن وكالات أنباء روسية ذكرت في وقت سابق أن سوليفان استُدعي بشأن قضية تتعلق بعدم منح صحافيين روس يعملون في الولايات المتحدة بطاقات اعتماد صحافية.
وذكرت وكالة إنترفاكس الروسية للأنباء أن وزارة الخارجية الروسية استدعت السفير الأميركي جون سوليفان الجمعة، بسبب مشكلة تتعلق بأوراق اعتماد صحافيين روس يعملون في الولايات المتحدة، ورفض السلطات الأميركية منح بعض الصحافيين الروس بطاقات تتيح لهم حضور فعاليات إحياء ذكرى هجمات الحادي عشر من سبتمبر 2001 في نيويورك، والمقررة يوم السبت.
توتر دبلوماسي
وتشهد العلاقات الدبلوماسية بين البلدين توتراً منذ أبريل الماضي، حين طردت واشنطن 10 دبلوماسيين روس تحت مزاعم ارتباطهم بهيئات استخباراتية روسية.
وردت روسيا بتقليل عدد موظفي السفارة الأميركية بموسكو والتي تعمل بالحد الأدنى من الموظفين، حيث تضم حالياً 120 موظفاً فقط بعد فرض موسكو قيوداً على تعيين موظفين روس بالسفارة الأميركية.
وقال السفير الأميركي جون سوليفان في أغسطس الماضي لمحطة راديو محلية إن السفارة الأميركية ستضطر لفصل الموظفين الروس تحت هذه القيود ليصبح عدد موظفيها الحاليين عشر العدد الذي كان عليه في عام 2016 إذ كان العدد يبلغ آنذاك 1200 موظف حسب ما نقلت وكالة تاس.