أزمة الوكالة اليهودية.. اجتماع بموسكو ورسالة مزدوجة وارتباك في إسرائيل

time reading iconدقائق القراءة - 6
مدخل مقر الوكالة اليهودية في العاصمة الروسية موسكو- 28 يوليو 2022 - AFP
مدخل مقر الوكالة اليهودية في العاصمة الروسية موسكو- 28 يوليو 2022 - AFP
دبي-محمد البحيري

عقد الوفد الإسرائيلي المكلف بمتابعة "أزمة الوكالة اليهودية" في روسيا، اجتماعاً حاسماً في موسكو، الأحد، مع ممثلين عن وزارة العدل الروسية، التي تطالب بـ"وقف نشاط الوكالة" في البلاد، وسط ارتباك إسرائيلي في كيفية التعامل مع الأزمة وأسبابها الحقيقية. 

وقدم الوفد الإسرائيلي، الذي يتألف بمعظمه من محامين، مجموعة من الحلول إلى الجانب الروسي، تمت صياغتها خلال الأسبوع الماضي، تؤدي إلى امتثال الوكالة اليهودية لمتطلبات القانون الروسي في ما يتعلق بجمع المعلومات عن المواطنين. 

وتتهم السلطات الروسية الوكالة اليهودية بأنها تحتفظ بالمعلومات، التي تجمعها على خوادم تقع خارج حدود روسيا، ما يتعارض مع أحكام القانون الروسي بشأن هذا الموضوع. 

وبحسب صحيفة "يسرائيل هايوم"، تزعم إسرائيل أن الحديث يجري عن معلومات بريئة مثل أرقام الهواتف وعناوين البريد الإلكتروني للمتقدمين للهجرة واليهود الذين يرغبون بالمشاركة في أنشطة الوكالة. 

ونقلت الصحيفة عن مسؤول سياسي إسرائيلي "تشكيكه" في إمكان حل الأزمة من خلال المحادثات الحالية. وقال إن "الوفد القانوني الإسرائيلي يهدف إلى إيصال رسالتين إلى الروس: الأولى أننا نلعب اللعبة ونحترم إجراءاتهم القانونية، والثانية أن الأمر لم يعد مجرد أمر يخص الوكالة، وإنما يخص دولة إسرائيل''.

وأضاف المسؤول الإسرائيلي: "مع ذلك، من الواضح أننا لسنا أمام مشكلة قانونية، إنما أمام أزمة سياسية آخذة في التحرك، وبالتالي من المشكوك فيه أن يكون من الممكن حلها في التقاضي بين الفريقين القانونيين". 

ويقول المسؤول الإسرائيلي إن "حدوث مفاجأة إيجابية في هذه المشكلة لن يتحقق إلا بأوامر عليا تتلقاها وزارة العدل الروسية، نتيجة لعمليات دبلوماسية قد تكون جارية خلف الكواليس". 

وكان الرئيس الإسرائيلي يتسحاق هيرتسوج ألمح الأسبوع الماضي، إلى أنه منخرط في "محادثات لحل الأزمة"، لكنه أكد أنه "كلما قل الحديث، كان ذلك أفضل". 

وإذا لم يتم التوصل إلى حل لأزمة الوكالة اليهودية خلال الأيام المقبلة، سيبدأ النظر بالموضوع أمام المحاكم الروسية، كما هو مقرر، في 19 أغسطس.

أسباب الأزمة

ويدعي المسؤولون الإسرائيليون أنهم "لا يعرفون" سبب التصعيد الروسي للأزمة في هذا التوقيت، مشيرين إلى أن السلطات الروسية "اعتادت انتقاد الوكالة اليهودية، التي كان يُنظر إليها على أنها تشجع هجرة الأدمغة من روسيا، وهي مشكلة تفاقمت منذ اندلاع الحرب في أوكرانيا".

ومع ذلك، يعتقد قادة إسرائيل أن السبب الرئيس وراء استفزاز الروس "يكمن في عدم رضا موسكو عن الموقف الإسرائيلي من الحرب في أوكرانيا، أو الاستياء من أنشطة الجيش الإسرائيلي في سوريا، أو الإحباط من التأخير في نقل مجمع ألكسندر كورت في القدس إلى ملكية روسية - أو مزيج من كل ذلك". 

تجدر الإشارة إلى أن هناك فرضية إسرائيلية أخرى تقول إن الروس "ينتقمون" من رئيس الزراء الإسرائيلي يائير لبيد، الذي عبر عن "مواقف قوية" نسبياً ضد موسكو، ودان ما فعله الجنود الروس في ضاحية بوتشا شمال العاصمة الأوكرانية كييف.

وكانت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية نقلت عن وزير المالية الإسرائيلي افيجدور ليبرمان تأكيد وجود اتصالات عدة بين إسرائيل وروسيا بشأن هذا الموضوع، لافتاً إلى أنه هو شخصياً "جزء من هذه الاتصالات"، التي قال إنها تجري "بعيداً عن عيون وسائل الإعلام".

وأضاف: "هكذا ينبغي أن تدار الأمور، وعلينا أن نفهم أن الروس ينظرون إلى الوكالة اليهودية كمنظمة أميركية، وآمل أن نتمكن من تسوية الأزمة".

معاداة السامية

أما أركادي ميلمان، رئيس برنامج روسيا في معهد أبحاث الأمن القومي الإسرائيلي، فيقول إن التحرك الروسي ضد الوكالة اليهودية يأتي في إطار تحركات روسية شاملة ضد كل المنظمات الأجنبية على أرضها على خلفية الصراع المتفاقم بين روسيا والغرب، حتى أن السلطات الروسية أغلقت الكثير من المنظمات الأجنبية بالفعل وتحت نفس المبرر "انتهاك القوانين الروسية".

الباحث الإسرائيلي، الذي كان سفيراً لإسرائيل لدى موسكو خلال الفترة الممتدة بين الأعوام 2003 و 2006، يرجع الأزمة أيضاً إلى ما يصفه بـ"تنامي معاداة السامية في روسيا"، مدللاً على ذلك بما قال إنها "زلات لسان لوزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، مثل قوله إن أكبر معادين للسامية هم اليهود أنفسهم، وإن "هتلر كان من أصول يهودية".

وطالب ميلمان الحكومة الإسرائيلية بـ"الاستعداد لما هو قادم"، مؤكداً أن أزمة الوكالة اليهودية "لن تكون آخر الأزمات بين روسيا وإسرائيل".

وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لبيد وجه وزارة الخارجية الإسرائيلية بإعداد قائمة ردود قوية في حال قيام روسيا بحظر أنشطة الوكالة يها، قائلاً إن "ذلك ستكون له عواقب على العلاقات بين الدولتين". 

اقرأ أيضاً:

تصنيفات