السعودية تعلن مبادرة لإنهاء الحرب في اليمن

time reading iconدقائق القراءة - 8
وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان. - REUTERS
وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان. - REUTERS
دبي- الشرق

أعلنت المملكة العربية السعودية، الاثنين، عن مبادرة لإنهاء الحرب في اليمن بين الحكومة والحوثيين تتضمن وقفاً شاملاً لإطلاق النار.

وقال وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان إن المبادرة تهدف للتوصل إلى حل سياسي شامل، وتتضمن وقفاً شاملاً لإطلاق النار تحت مراقبة الأمم المتحدة، وإيداع عائدات الضرائب والإيرادات الجمركية لسفن المشتقات النفطية من ميناء الحديدة في الحساب المشترك بالبنك المركزي اليمني في الحديدة وفقاً لاتفاق ستوكهولم.

كما تشمل المبادرة إعادة فتح مطار صنعاء الدولي أمام عدد من الرحلات المباشرة الإقليمية والدولية، والبدء بالمشاورات بين الأطراف اليمنية للتوصل إلى حل سياسي للأزمة برعاية الأمم المتحدة، وفقاً لقرار مجلس الأمن 2216.

وأوضح الأمير فيصل بن فرحان أن "المبادرة سارية من الآن، لكنها تتعلق بقبول الحوثيين لها"، مشيراً إلى أن "وقف القتال يتطلب توقف جميع الأطراف عن القتال، ورأينا سابقاً أنه كلما بادرت المملكة والتحالف بطرح حلول سياسية لوقف إطلاق النار لا يستجيب الحوثي، ونأمل أن تستجيب الميليشيا الحوثية في هذه المرة".

وقف نزيف الدم

وأشار وزير الخارجية السعودي إلى أن المبادرة تأتي ضمن إطار مواصلة الدعم للمبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث، والمبعوث الأميركي تيم ليندركينغ، إضافة إلى الدور الإيجابي لسلطنة عمان، ودفع جهود التوصل إلى حل سياسي للأزمة برعاية الأمم المتحدة.

وأضاف أن المملكة تدعو الحكومة اليمنية والحوثيين إلى القبول بالمبادرة، مشيراً إلى أنها "تمنح الحوثيين الفرصة لتحكيم العقل ووقف نزيف الدم اليمني، ومعالجة الأوضاع الإنسانية والاقتصادية التي يعانيها الشعب اليمني الشقيق، وأن يكونوا شركاء في تحقيق السلام، وأن يُعلوا مصالح الشعب اليمني وحقه في سيادة واستقلال وطنه على أطماع النظام الإيراني في اليمن والمنطقة".

وتابع الأمير فيصل بن فرحان أن المملكة "تؤكد حقها الكامل في الدفاع عن أراضيها ضد الهجمات الممنهجة التي تشنها الميليشيات الحوثية المدعومة من إيران ضد الأعيان المدنية والمنشآت الحيوية، والتي لا تستهدف المملكة ومقدراتها فحسب، وإنما تستهدف عصب الاقتصاد العالمي وإمداداته، وكذلك أمن الطاقة العالمي والممرات المائية الدولية".

وشدد على رفض المملكة التام للتدخلات الإيرانية في المنطقة واليمن، معتبراً أن طهران هي "السبب الرئيسي وراء إطالة أمد الأزمة اليمنية بدعمها لمليشيا الحوثي عبر تهريب الصواريخ والأسلحة وتطويرها وتزويدها بالخبراء، وخرق قرارات مجلس الأمن ذات الصلة".

وتابع الوزير أن المملكة تؤكد "استمرار دعمها ودول التحالف للشعب اليمني وحكومته الشرعية وأنها ستظل ملتزمة بدورها الإنساني في التخفيف عن معاناة الشعب اليمني الشقيق ودعم كل جهود السلام والأمن والاستقرار في اليمن والانتقال لمرحلة جديدة في التنمية". 

وذكر أن السعودية تشاورت مع الحكومة اليمنية ودول التحالف العربي، والمبعوث الأممي لليمن والولايات المتحدة، بشأن مبادرتها لإنهاء الأزمة في اليمن، معرباً عن تطلعه لقبول الحكومة اليمنية للمبادرة وأن يرى تجاوباً من جماعة الحوثي معها. 

وأضاف وزير الخارجية السعودي: "سنعمل مع شركائنا والحكومة اليمنية للدفع باتجاه تطبيق هذه المبادرة، وسوف نفعل كل ما بوسعنا لممارسة الضغط المناسب على الحوثيين لقبول العودة إلى طاولة المفاوضات ووقف القتال".

وتابع: "نعتقد أن التركيز على الحل السياسي هو الطريقة الوحيدة للمضي قدماً، ولكن رغم ذلك سنستمر بدعم الحكومة اليمنية والشعب اليمني وحماية حدودنا، وشعبنا من الهجمات الحوثية، وسنواجه أي هجمات حوثية بالرد المناسب".

الحكومة اليمنية ترحب

من جانبها، قالت وزارة الخارجية وشؤون المغتربين اليمنية إنها ترحب بمبادرة السعودية "بشأن وقف إطلاق النار الشامل وفتح مطار صنعاء لعدد من الوجهات واستكمال تنفيذ اتفاق ستكهولم ودخول السفن بكل أنواعها ما دامت ملتزمة بقرار مجلس الأمن، على أن تودع الأموال في البنك المركزي وتدفع المرتبات منها على أساس قوائم 2014، ودعم العودة للمشاورات السياسية".

وأضافت الخارجية اليمنية أن مضمون المبادرة "هو الموقف ذاته الذي عبرت عنه حكومة الجمهورية اليمنية مع كل نداءات السلام وفي كل محطات التفاوض، حرصاً منها على التخفيف من المعاناة الإنسانية لأبناء الشعب اليمني".

الحوثيون: "سنواصل الحديث"

في المقابل، نقلت وكالة "رويترز" عن كبير المفاوضين الحوثيين قوله إنهم "سيواصلون الحديث مع السعودية وعمان والولايات المتحدة للتوصل إلى اتفاق سلام"، لكنه اعتبر أن "المبادرة السعودية لإنهاء الحرب لا تتضمن شيئاً جديداً"، حسب تعبيره.

واشنطن: ملتزمون بالدفاع عن السعودية

وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية، نيد برايس، إن وزير الخارجية أنتوني بلينكن، عقد الاثنين، محادثات هاتفية مع نظيره السعودي الأمير فيصل بن فرحان، ناقشا خلالها الوضع في اليمن.

وأضاف أن بلينكن جدد التزام بلاده بالدفاع عن السعودية، وأنه ندد بالهجمات الأخيرة على الأراضي السعودية التي نفذتها جماعات في المنطقة مدعومة في إيران.

وناقش الطرفان أيضاً التعاون الوثيق بين السعودية والولايات المتحدة في دعم جهود مبعوث الأمم المتحدة والمبعوث الأميركي الخاص إلى اليمن، الرامية إلى إنهاء الحرب في البلاد، بدءاً بضرورة التزام كل الأطراف بوقف إطلاق النار وتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية.

ترحيب أممي وعربي

ورحبت الأمم المتحدة بالمبادرة السعودية لإنهاء الحرب في اليمن. وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة فرحان حق، الاثنين، إن المنظمة الدولية ترحب بمبادرة السلام السعودية الجديدة لإنهاء حرب اليمن، والتي "تتسق مع جهود الأمم المتحدة".

وأعرب وزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، عن تأييد دولة الإمارات لمبادرة السعودية للتوصل إلى حل سياسي شامل في اليمن.

وأكد الشيخ عبد الله بن زايد، أن المبادرة "تعد فرصة ثمينة لوقف شاملٍ لإطلاق النار في اليمن، ولتمهيد الطريق نحو حل سياسي دائم". وحث المجتمع الدولي على تضافر الجهود لالتزام كافة الأطراف بهذه المبادرة ووقف إطلاق النار.

وأشاد وزير خارجية الإمارات بـ"الدور المحوري للمملكة في تنفيذ اتفاق الرياض وتشكيل الحكومة اليمنية الجديدة، والتوصل إلى حل سياسي وتسريع جهود إنهاء الأزمة اليمنية"، مشدداً على ضرورة الاستجابة لهذه المبادرة وتكاتف القوى اليمنية وتعاونها وتغليب المصلحة الوطنية العليا.

ورحبت مصر، بالمبادرة السعودية، وثمنت "جهود المملكة وحرصها على التوصل لتسوية شاملة في اليمن تُنهي أزمته السياسية والإنسانية الممتدة، وتعمل على تغليب مصلحة الشعب اليمني وتهيئة الأجواء لاستئناف العملية السياسية بهدف التوصل إلى حل شامل للأزمة اليمنية".

ودعت القاهرة، كافة الأطراف اليمنية إلى "التجاوب مع المبادرة السعودية بما يحقن دماء الشعب اليمني ويدعم جهود إحلال السلام في اليمن".

كما أعربت الكويت عن ترحيبها ودعمها للمبادرة التي أطلقتها السعودية، ودعت وزارة الخارجية الكويتية في بيان صحافي، الأطراف اليمنية إلى "التفاعل الإيجابي مع هذه المبادرة والالتزام التام بها، بغية انطلاق المشاورات بين الأطراف اليمنية وصولاً إلى الحل السياسي المنشود".

ووصفت البحرين، المبادرة السعودية بـ"النبيلة"، وأنها "جاءت حرصاً على وقف سفك الدماء الزكية، وإنهاء معاناة الشعب اليمني، ودعماً لجهود المبعوثيْن الأممي والأميركي إلى اليمن".

وأكد وزير الخارجية الأردني، أيمن الصفدي، دعم بلاده الكامل للمبادرة التي أعلن عنها وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان.

وقال الصفدي: "المبادرة مثلت طرحاً متكاملاً منسجماً مع قرارات الشرعية الدولية، للتوصل لاتفاق سياسي شامل ينهي الأزمة اليمنية، ويحمي اليمن الشقيق، ويوقف معاناة شعبه العزيز ويعزز الأمن والاستقرار الإقليميين".