مسؤول بالبنتاغون: القوات الأميركية باقية في العراق

time reading iconدقائق القراءة - 7
الجنرال الأميركي كينيث إيكمان، بجوار العميد صلاح عبد الله خلال مراسم تسليم قاعدة التاجي العسكرية من قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة إلى قوات الأمن العراقية، في قاعدة شمال بغداد، 23 أغسطس 2020  - REUTERS
الجنرال الأميركي كينيث إيكمان، بجوار العميد صلاح عبد الله خلال مراسم تسليم قاعدة التاجي العسكرية من قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة إلى قوات الأمن العراقية، في قاعدة شمال بغداد، 23 أغسطس 2020 - REUTERS
دبي-الشرق

يرتقب أن تؤكد جولة الحوار الاستراتيجي الرابعة بين الولايات المتحدة والعراق، استمرار وجود القوات الأميركية "بناء على دعوة الحكومة العراقية ولمحاربة داعش"، بحسب مسؤول كبير بوزارة الدفاع الأميركية في تصريحات خاصة لـ"الشرق".

وأضاف المسؤول الأميركي أنه "بالرغم من التقدم الذي تحقق في الحرب على داعش إلا أن التنظيم لم يهزم بشكل كامل، ونؤمن بأننا يجب أن نبقى بناء على دعوة العراقيين لمواصلة دعم هذه المهمة".

وقال المسؤول الأميركي، إن المحادثات خلال الحوار الاستراتيجي الأميركي العراقي التي تنطلق الجمعة، "ستركز على التقدم في الحرب ضد داعش، وانتقال الدور الأميركي في هذه الحرب إلى دور استشاري تدريبي، وتقديم المعلومات الاستخباراتية".

وأوضح المسؤول الأميركي أن المهمة الجديدة "تركز على تقديم المشورة والمساعدة، بما يشمل الدعم الاستخباراتي واللوجستي". مشيراً إلى أن العراقيين "يريدون بقاءنا ،وقد رأيتم ذلك في كل بيان مشترك يخرج عن كل حوار استراتيجي".

 وأكد المسؤول في البنتاغون أن تنظيم داعش "لا يزال يشكل  تهديداً"، مشيراً إلى أن "أكبر تهديد لقدرتنا على مواصلة مساعدة القوات العراقية في حربها ضد داعش، هي الهجمات على قواتنا من قبل الميليشيات المدعومة من إيران".

مخاوف من سيناريو أفغانستان

وبخصوص المخاوف من تكرار السيناريو الأميركي في أفغانستان عقب انسحاب القوات الأميركية، أكد المسؤول الأميركي، أن القرار في أفغانستان "أثار قلق الحلفاء من شركائنا في الشرق الأوسط، ليس فقط في العراق، لكن بين كل من يعرف أن داعش لم تهزم، لذا فإن ما سترونه هو التزام بالإبقاء على الوجود العسكري في العراق".

وشدد المسؤول في وزارة الدفاع الأميركية، على أنه "لا نية بتكرار قرار الانسحاب من العراق، وما سترونه هو تأكيد على بقاء الوجود العسكري الأميركي في العراق، لأننا نرى أن داعش لم يهزم، ورأينا ما يحصل عندما يحتل داعش الأراضي".

وأشار إلى أنه "إذا ما طلبت منا أي حكومة عراقية لاحقاً المغادرة، فسنجلس لنناقش تداعيات عدم تقديم الأميركيين للدعم الذي يقدمونه الآن".  

وتأتي جولة الحوار الاستراتيجي وزيارة الكاظمي المقررة إلى واشنطن، وسط تزايد الهجمات الصاروخية أو بالطائرات المسيرة التي تستهدف المصالح الأميركيّة في العراق. وتُنسب هذه الهجمات التي لم تتبنّها أيّ جهة إلى فصائل مسلحة تابعة لإيران.

واستهدف أحدث هجوم كبير في السابع من يوليو قاعدة عين الأسد العسكرية في غرب العراق، حيث سقط 14 صاروخاً من دون تسجيل إصابات. 

تعاون على المدى البعيد

وأعلن المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية جون كيربي، الخميس، أن البنتاغون يستضيف اليوم مسؤولين عسكريين عراقيين لبحث أربعة ملفات في إطار الحوار الاستراتيجي بين الولايات المتحدة والعراق، من ضمنها الوجود العسكري الأميركي في العراق.

وقال كيربي في تصريح نقلته وكالة الأنباء العراقية (واع)، إن "الاجتماع سيتناول الشق التقني للعلاقة العسكرية بين الولايات المتحدة والعراق"، مشيراً إلى أن "الاجتماع سيبحث شراكة التعاون الأمني المباشر طويل الأمد بين الولايات المتحدة والعراق، ومجالات التعاون تتجاوز مكافحة الإرهاب".

وأكد المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية أن "اللقاء سيناقش الوجود العسكري الأميركي في العراق"، مشيراً إلى أن "القوات الأميركية موجودة في العراق بدعوة من الحكومة العراقية لمحاربة داعش".

وقال المسؤول الأميركي إنه سيأتي الوقت الذي "لن تكون هناك حاجة فيه للقوات المقاتلة هناك"، موضحاً أن "هذا الأمر سيتم تقريره بالتنسيق مع العراقيين".

سحب القوات الأميركية

من جانبه صرح مصدر حكومي عراقي لـ"الشرق"، أن واشنطن ستسحب قواتها القتالية من العراق نهاية العام، وتعيد انتشارها في دول الجوار.

وكان وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين، صرح الأربعاء، بأنه "ليست هناك قواعد أميركية في العراق" واصفاً ما يروج بهذا الشأن بأنه "مفهوم خاطئ"، بحسب ما نقلت وكالة الأنباء العراقية.

وصرح مستشار رئيس الوزراء العراقي لشؤون الإصلاح الأمني حسين علاوي، الأسبوع الماضي، بأن زيارة رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي المرتقبة إلى الولايات المتحدة "ستذهب باتجاه تخفيض القوات الأميركية من جهة، والعودة بالعلاقات بين البلدين إلى ما قبل مرحلة سقوط الموصل (عام 2014) من جهة أخرى".

ويستقبل الرئيس الأميركي جو بايدن رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي في 26 يوليو في واشنطن، حسب ما أعلن البيت الأبيض.

وأكد علاوي أن رئيس الوزراء الكاظمي "عمل من خلال جولات الحوار الاستراتيجي الأولى والثانية والثالثة على تخفيض القوات الأميركية الاستشارية التي تعمل في بعثة التحالف الدولي من 5200 إلى 2500"، لافتاً إلى أن جولات الحوار الاستراتيجي "سعت إلى نقل العلاقات العراقية الأميركية لمسارها الطبيعي".

وكشفت قيادة العمليات المشتركة العراقية، في يونيو الماضي عن "خطة إعادة نشر قوات التحالف خارج العراق"، معلنة التوصل إلى اتفاق مع الجانب الأميركي، بشأن توقيت وآلية إعادة نشرها، بحسب ما أوردت وكالة الأنباء العراقية "واع". 

جولة أخيرة

وأكد حسين أن جولة الحوار الاستراتيجي الرابعة بين بلاده والولايات المتحدة ستكون الأخيرة، مشيراً إلى أنها "ستشهد الاتفاق على جدولة الانسحاب الأميركي". ولفت وزير الخارجية العراقي إلى أن الأميركيين "يوجدون في معسكرات عراقية لا أميركية".

ولفت وزير الخارجية العراقي إلى احتمالية عودة العراق والولايات المتحدة إلى اتفاق عام 2008، بعد انتهاء جولات الحوار، مؤكداً أن تنظيم داعش "ما زال يشكل تهديداً"، ويجعل البلاد "في حاجة لدعم استخباراتي أميركي". 

ونقلت وكالة الأنباء العراقية عن حسين علاوي، مستشار رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، قوله إن "الكاظمي سيبحث في الولايات المتحدة عدة قضايا، منها الجدول الزمني لخفض القوات الأجنبية"، مشيراً إلى أنه "يعمل أيضاً على نقل العلاقات مع واشنطن إلى الإطار الاقتصادي".