السيسي: لن أتدخل في التحقيق بشأن حادثة قناة السويس

قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الثلاثاء، إنه "لن يتدخل في التحقيق بشأن أسباب جنوح السفينة في قناة السويس"، مؤكداً أن "الموضوع فني وقانوني"، و"هيئة قناة السويس مسؤولة عن ذلك"، ودعا إلى عدم استباق الأحداث.

وأضاف السيسي، في مؤتمر صحافي، عقب زيارته إلى مقر هيئة قناة السويس بالإسماعيلية، أن "وجود حركة ملاحة ناجحة في قناة السويس، هو شكل من أشكال التنمية ليس لمصر، ولكن أيضاً للدول التي تنقل تجارتها عبر القناة".

وأكد أن "حركة الملاحة في قناة السويس، تعمل حالياً بنفس الكفاءة التي كانت عليها قبل الأزمة، وربما أفضل"، لافتاً إلى أن "التوقف المؤقت في قناة السويس، ألحق أضراراً كبيرة في التجارة العالمية".

وقدم الرئيس المصري الشكر لجميع الدول التي عرضت المساعدة في حل أزمة السفينة الجانحة بقناة السويس.

السيناريو الصعب

وأكد السيسي أن مصر "ستبدأ في تنفيذ إجراءات جديدة، ليس فقط بسبب الظرف الاستثنائي الذي حدث، ولكن لتطوير ومواكبة حركة التجارة العالمية وخدمتها".  

وأضاف: "هناك ميناءين جاري العمل عليهما، وهما ميناء السخنة، والذي سيتم الانتهاء منه خلال عامين، وسيكون أكبر ميناء على البحر الأحمر، إضافة إلى ميناء جرجوب على البحر المتوسط، والذي سيتم افتتاحه خلال شهر"، مشيراً إلى أن هناك "عمل جارٍ لتطوير ميناء دمياط وميناء الإسكندرية وميناء أبو قير".

وأوضح السيسي أن قناة السويس "قادرة على نقل التجارة العالمية بنفس الشكل"، و"نؤكد للعالم أن كل الأمور عادت كما كانت في قناة السويس مرة أخرى".

وحول إدارة أزمة سفينة "إيفر غيفن" الجانحة بالممر المائي لقناة السويس، قال الرئيس المصري: "كنت أعلم أن موضوع المد والجزر سيكون حاسماً في نجاح جهود التعويم، وأبلغت رئيس الهيئة أن السيناريو الأصعب هو تفريغ الحمولة البالغة حوالي 19 ألف حاوية، وبأننا سنكون جاهزين له من دون النظر إلى تكلفته، من أجل حل الأزمة".

وعبّر الرئيس السيسي عن سعادته بإنهاء الأزمة، "لأن الأمر انتهي بأيادي المصريين"، وفقاً لتصريحاته.

موقع عالمي

وفي وقت سابق، قال السيسي خلال زيارته هيئة قناة السويس في الإسماعيلية، إن أزمة جنوح الباخرة، "أكدت على أهمية القناة، ومساهمتها في صناعة التجارة العالمية"، مؤكداً أن "قناة السويس موقع عالمي لحركة التجارة ومرور السفن، وهي باقية ومنافسة".

وأضاف الرئيس المصري: "لم أكن أتمنى وقوع حادث مثل جنوح السفينة، لكن ما حدث أعاد التأكيد على أهمية قناة السويس"، مؤكداً أن "مصر تقوم بجهود جبارة على أكثر من صعيد".

وتابع السيسي: "كنت أتابع جهود تعويم السفينة على مدار الساعة، وكنت مطمئناً بأن أزمة السفينة ستنتهي بخير وسلام".

وأشار الرئيس المصري إلى ضرورة "استخلاص الدروس، وتأمين المعدات الضرورية لعمل قناة السويس"، مضيفاً: "كنا نعطي الأولوية لتوفير معدات الهيئة من كراكات وغيرها لتلبية متطلبات العمل.. إذا كان هناك الحاجة لمعدات أخرى للهيئة، مستعدون لجلبها فوراً".

وعن "احتفال المصريين" مع نهاية الأزمة، قال إن ذلك "يترجم محبتهم لبلدهم، وحرصهم على أن تكون في سلام"، كما قدم الشكر لـ"الأشقاء من الدول الأخرى والخليج والمنطقة العربية"، بعدما "عرضوا المساعدة بكل إخلاص ومحبة"، وفقاً لقوله. 

وكان مصدر في الهيئة، قال في تصريحات لـ"الشرق"، في وقت سابق الثلاثاء، إن السيسي سيشهد، حفل تكريم طواقم الإنقاذ العاملة في هيئة القناة، بعد نجاحهم الاثنين، في تعويم السفينة البنمية الجانحة "إيفر غيفن"، وعودة الحركة الملاحية لقناة السويس من جديد.

ونجحت الفرق العاملة، الاثنين، على إعادة تعويم السفينة الجانحة في الممر المائي، وتعديل مسارها بشكل يسهم في تحريكها.