أعرب المحافظ السابق للمصرف المركزي الإيراني، عبد الناصر همتي، وهو مرشح معتدل لانتخابات الرئاسة المرتقبة في 18 الشهر الجاري، استعداده للقاء الرئيس الأميركي جو بايدن، إذا فاز في السباق، فيما دافع الرئيس الإيراني حسن روحاني عن سجله بعد تعرّضه لهجوم عنيف من مرشحين للانتخابات، خلال مناظرة ثانية جمعتهم.
وشارك في المناظرة المرشحون السبعة الذين أقرّ مجلس صيانة الدستور أهليتهم لخوض السباق الرئاسي، بينهم 5 متشددين، هم رئيس القضاء إبراهيم رئيسي، وأمين مجلس تشخيص مصلحة النظام محسن رضائي، والأمين السابق للمجلس الأعلى للأمن القومي سعيد جليلي، والنائبان علي رضا زاكاني وأمير حسين قاضي زاده هاشمي، إضافة إلى همتي، والإصلاحي محسن مهر علي زاده.
وتبارى المرشحون السبعة خلال هذه المناظرة في النأي عن روحاني، في ظل احتدام اتهامات متبادلة، علماً أن استطلاعات الرأي ترجح فوز رئيسي الذي يُعتبر مقرباً من المرشد علي خامنئي، ونال 38% من الأصوات في انتخابات الرئاسة عام 2017، التي انتهت بفوز روحاني بولاية ثانية.
"إشارات أميركية إيجابية"
سُئل همتي عن فرصه في السباق، فأجاب: "ضد أولئك الخمسة الذين ينتمون إلى الجبهة السياسية ذاتها، لا أعتبرهم منافسين. منافسي هو نأي الشعب عن صندوق الاقتراع".
ورأى أن بايدن لم يقدّم "أي شيء جدّي حتى الآن"، معتبراً أن على الأميركيين العودة إلى الاتفاق النووي الإيراني المُبرم عام 2015، والذي انسحب منه الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب عام 2018.
وأضاف: "إذا رأينا هذه العملية وتم بناء مزيد من الثقة، فيمكننا التحدث عن ذلك". واستدرك أن لقاء مع بايدن سيكون "في إطار السياسات العامة للنظام" الإيراني.
وتابع همتي: "وجّه الأميركيون إشارات إيجابية، ولكنها لم تكن قوية بما يكفي. إذا كان هناك إشارات أكثر قوة، فسيؤثر ذلك في مدى تفاؤلنا أو تشاؤمنا".
وسُئل هل طهران مستعدة لقبول مزيد من القيود لتخفيف العقوبات المفروضة عليها، مثل برنامجها الصاروخي، فأجاب: "الالتزامات النووية لإيران يجب أن تكون في إطار الاتفاق النووي. إن لم تكن كذلك، فلن يقبل بذلك المرشد (علي خامنئي) ولا الرئيس" المقبل.
وبوصفه حاكماً سابقاً للمصرف المركزي، جعل همتي الاقتصاد حجر الزاوية في حملته الانتخابية. وتطرّق إلى احتمال فشل المحادثات التي تشهدها فيينا لإحياء الاتفاق النووي، قائلاً: "تمكّنا من تحييد العقوبات وإدارة الاقتصاد، خلال عقوبات صعبة في السنوات الثلاث الماضية. بالتأكيد لديّ خطط لذلك السيناريو أيضاً، ولكننا سنحاول مساعدة الاتفاق في التوصّل إلى نتائج إيجابية".
"الأخلاق أهم من الانتخابات"
رغم محاولة همتي النأي عن روحاني، إلا أنه يُعتبر "مرشح الحكومة". وشهدت المناظرة الثانية لمرشحي الرئاسة في إيران سخرية المتشددين مرات من شعار حكومة "الأمل" الذي رفعته حكومة روحاني، لا سيما بعد إبرام الاتفاق النووي.
ودافع روحاني عن نفسه، معتبراً أن لدى منتقديه "حباً للسلطة يسبب فقداناً للذاكرة". وأضاف ساخراً خلال جلسة للحكومة الأربعاء:"اتضح أن الأجهزة والدوائر والقضاء والسلطة التشريعية والقوات المسلحة كلها سليمة، ومن دون نقص، والحكومة هي الوحيدة التي لديها مشكلة. الحكومة ستتغيّر وستُحلّ كل المشكلات".
ونقل موقع "إيران إنترناشيونال" عن روحاني قوله: "الأخلاق أهم من الانتخابات، وفي هذه الانتخابات، كان هناك اضطهاد سيئ، وأسوأ اضطهاد هو ما تعرّض له النظام. أولئك الذين يريدون تولّي السلطة موجودون في النظام ولم يأتوا من المريخ".
وعلّق على وعود المرشحين للإيرانيين، قائلاً: "باتت النساء مهمات هذه الأيام، لماذا لم يكنّ بهذه الأهمية كل هذا الوقت، وظهرن هذه الأيام فقط؟ حظيت القوميات والأقليات بأهمية هذه الأيام، وبات الشيعة والسنّة إخوة". وانتقد المتشددين في ما يتعلّق بحقوق المرأة والرقابة على الإنترنت في إيران، قائلاً: "لا أحد يجرؤ على القول إنه يدعم حجب الإنترنت".
"عصر ذهبي"
الرئيس الإيراني شكا من أن مرشحين يقدمون أرقاماً خاطئة، وتابع: "يجب أن تكون الإحصاءات صحيحة، فبعضهم يذكر أرقاماً أكثر من إجمالي السيولة في الدولة، وهذه الأرقام خاطئة، والواقع لا يمكن تشويهه".
ووصف روحاني السنوات من 2014 إلى 2017 بأنها "العصر الذهبي" في اقتصاد إيران، خلال العقود الخمسة السابقة، مضيفاً: "وعدنا الشعب بأنه لن تكون هناك حرب وتحقق وعدنا".
وكان الناطق باسم الحكومة الإيرانية، علي ربيعي، انتقد تصريحات المرشحين المتشددين ضد الحكومة، معتبراً أن "بعضهم لم يجدوا كما يبدو سوى تشويه الحكومة لإثبات أنفسهم". وزاد أن المنتقدين لا يشيرون إلى دور العقوبات في المشكلات الاقتصادية، ويستغلّون معاناة الناس ويقدّمون عنواناً خاطئاً".
في المقابل، تعهد محسن رضائي بتحويل إيران إلى ورشة اقتصادية ضخمة، مضيفاً أنه سيمنح المحافظات صلاحيات اتخاذ القرارات. ونقلت وكالة "فارس" عن رضائي قوله: "السياسات غير الصحيحة للحكومات في العقود الأخيرة تركت تأثيرات سلبية على الشعب الايراني. حكومتي ستنهي الوعود الجوفاء".
وأعلن وزير الداخلية الإيراني، عبد الرضا رحماني فضلي، أن كل الأجهزة الإلكترونية المستخدمة في التصويت مزوّدة ببطاريات وغير متصلة بالإنترنت، مشدداً على أن "لا مخاوف بشأن اختراقها".