Open toolbar

رئيس شركة الطاقة الحكومية الأوكرانية نفتوغاز يوري فيترينكو، خلال مؤتمر صحافي في كييف، أوكرانيا، 18 أكتوبر 2022 - REUTERS

شارك القصة
Resize text
كييف-

أعلنت شركة "نفتوجاز" الحكومية الأوكرانية، الثلاثاء، أن كييف لم تعد مسؤولة عن عمليات نقل الغاز عبر الأراضي التي تسيطر عليها روسيا، وأن شركة "غازبروم" الروسية قد أُخطرت بالأمر.

ونقلت وكالة الأنباء الأوكرانية عن شركة "نفتوجاز" القول إن قرار إخلاء المسؤولية يتعلق بثلث إجمالي حجم عمليات نقل الغاز إلى أوروبا.

وأضافت الشركة أنه تم إرسال خطاب إخطار إلى "جازبروم"، بشأن ما وصفتها بـ"الظروف القاهرة" التي قالت إنها تمنع الشركة من إجراء المزيد من عمليات نقل الغاز عبر محطتي "سوخرانيفكا" و"نوفوبسكوف"، اللتين تقعان في أراض خاضعة لسيطرة روسيا، بحسب الوكالة.

ظلت أوكرانيا طريق عبور رئيسي للغاز الروسي إلى أوروبا حتى بعد غزو موسكو.

من جهتها، قالت شركة "جتسو" GTSOU ، التي تشغل نظام الغاز الأوكراني، إنها ستوقف الشحنات عبر طريق "سوخرانيفكا" اعتباراً من الأربعاء، معلنة "القوة القاهرة" ، وهي بند يتم تفعيله عندما تتعرض شركة ما لشيء خارج عن إرادتها.

لكن شركة "جازبروم"، التي تحتكر صادرات الغاز الروسي عبر خط الأنابيب، قالت إنه "من المستحيل تقنياً" نقل جميع الأحجام إلى نقطة ربط سودجا إلى الغرب، كما اقترحت الشركة الأوكرانية.

وذكر الرئيس التنفيذي لشركة "جتسو"، سيرجي ماكوجون، لوكالة "رويترز"، أن "قوات الاحتلال الروسية" بدأت في نقل الغاز عبر أوكرانيا وإرساله إلى منطقتين انفصاليتين تدعمهما روسيا في شرق البلاد، من دون ذكر مزيد من التفاصيل.

وقالت الشركة إنها "لا تستطيع العمل في محطة ضغط الغاز في نوفوبسكوف" بسبب "تدخل قوات الاحتلال في العمليات الفنية"، مضيفة أنها يمكن أن تحول التدفق المتأثر مؤقتاً إلى نقطة ربط سودجا الواقعة في الأراضي التي تسيطر عليها أوكرانيا".

وأوضح رئيس شركة "نفتوجاز" الأوكرانية يوري فيترينكو لـ"رويترز" أن تعليق أوكرانيا لتدفق الغاز الطبيعي الروسي عبر طريق سوخرانيفكا لا ينبغي أن يكون له تأثير على السوق المحلية الأوكرانية.

واحتلت القوات الروسية والمقاتلون الانفصاليون محطة نوفوبسكوف لضغط الغاز في لوغانسك بشرق أوكرانيا منذ أن بدأت موسكو ما وصفته بـ "عملية عسكرية خاصة" في فبراير.

وأشارت" جتسو" إلى أنه أول ضاغط في نظام نقل الغاز الأوكراني في منطقة لوغانسك، وطريق عبور لحوالي 32.6 مليون متر مكعب من الغاز يومياً، أو ثلث الغاز الروسي الذي ينقل عبر الأنابيب إلى أوروبا عبر أوكرانيا. وأضافت أنه من أجل الوفاء "بالتزاماتها العابرة للشركاء الأوروبيين بالكامل" فإنها "ستنقل مؤقتًا السعة غير المتاحة" إلى نقطة ربط سودجا.

رد روسي

من جهتها، أكدت "جازبروم" أنها تلقت إخطاراً من أوكرانيا يفيد بأن البلاد ستوقف نقل الغاز إلى أوروبا عبر خط الربط الكهربائي سوخرانيفكا، اعتباراً من الساعة السابعة صباح الأربعاء بالتوقيت المحلي.

وقالت الشركة الروسية إنها لا ترى أي دليل على وجود قوة قاهرة أو عقبات أمام الاستمرار كما كان من قبل. وأضافت أنها تفي بجميع التزاماتها تجاه مشتري الغاز في أوروبا.

ويرى أستاذ الاقتصاد في جامعتي باريس ومونبلييه دانيال ملحم أن القرار الأوكراني يزيد من مصاعب تدفق الغاز لأوروبا، ما قد يؤدي لارتفاع سعره في الأيام المقبلة.

وأضاف ملحم لـ"الشرق" أن استراتيجية الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في ملف الغاز هي زعزعة استقرار الاتحاد الأوروبي و"دق الأسافين" بين دول الاتحاد ودوائر صنع القرار في الاتحاد الأوروبي، من خلال التزام موسكو بمد الغاز مع التأكيد على احتمالية وجود ظروف قد تمنع تدفقه، وهو ما يعمق الشرخ بين الدول الأوروبية، التي يعارض بعضها حظر الغاز الروسي مثل بلغاريا، وأيضاً إيطاليا التي طالبت ببعض الإعفاءات.

مصلحة مشتركة

وأكد أن بوتين يلعب على وتر عدم توحد الأوروبيين بشأن استراتيجية لأمن الطاقة. ولفت إلى أنه إن لم تلجأ أوروبا لقطع امدادات الطاقة الروسية فلن تستطيع مفاوضة موسكو من موضع قوة، حسب قوله. وأوضح أن تكلفة الاستغناء عن مصادر الطاقة الروسية وإن كانت كبيرة حالياً لكنها سوف تزداد كلما تأخر اتخاذ ذلك القرار.

ولفت إلى أن أفضل خيار أمام الاتحاد الأوروبي خلال أزمة شبه جزيرة القرم الأوكرانية عام 2014 كان وقف الاعتماد على روسيا في مجال الطاقة، حتى أن المستشارة الألمانية السابقة أنجيلا ميركل تعهدت خطياً بالاستغناء عن الطاقة الروسية لكنها لم تفعّل ذلك التعهد وبقى حبراً على ورق.

وأشار إلى أن استمرار تدفق الغاز الروسي لأوكرانيا مصلحة لكل من الاتحاد الأوروبي وروسيا، فمن الناحية الأوروبية سيشكل قطع الغاز المفاجئ صدمة لدول الاتحاد، وعلى الجانب الآخر يعتمد الاقتصاد الروسي على عوائد الطاقة المصدر الوحيد حالياُ للعملات الأجنبية، لذلك سيستمر مد الغاز الروسي في الفترة المقبلة وفق توقعه.

وقال إن أزمة الغاز في أوروبا مرتبطة بالبنية التحتية وليس في المعروض من مصادر الطاقة، مشيراً إلى أن الدول الأوروبية تحاول كسب الوقت لعامين أو ثلاثة حتى تهيئ بيئتها التحتية لتلقي غاز من خارج المنظومة الروسية.

Google News تابعوا أخبار الشرق عبر Google News

نستخدم في موقعنا ملف تعريف الارتباط (كوكيز)، لعدة أسباب، منها تقديم ما يهمك من مواضيع، وكذلك تأمين سلامة الموقع والأمان فيه، منحكم تجربة قريبة على ما اعدتم عليه في مواقع التواصل الاجتماعي، وكذلك تحليل طريقة استخدام موقعنا من قبل المستخدمين والقراء.