البنتاغون قلق من تكنولوجيا صينية لتدمير الأقمار الاصطناعية

time reading iconدقائق القراءة - 6
شاشة عملاقة تعرض صوراً لمحطة الفضاء الصينية في متحف العلوم والتكنولوجيا ببكين، 24 أبريل 2021 - REUTERS
شاشة عملاقة تعرض صوراً لمحطة الفضاء الصينية في متحف العلوم والتكنولوجيا ببكين، 24 أبريل 2021 - REUTERS
واشنطن-بلومبرغ

أفادت وكالة "بلومبرغ" بأن الصين تخصّص استثمارات ضخمة وبعيدة المدى، في أسلحة مُصمّمة للتشويش على الأقمار الاصطناعية، أو تدميرها، في إطار سعيها إلى تضييق سريع للفجوة التي تفصلها عن الولايات المتحدة في تكنولوجيا الفضاء.

ونقلت الوكالة عن الأدميرال مايكل ستودمان، وهو أبرز مسؤولي الاستخبارات في قيادة منطقة المحيطَين الهندي والهادئ في وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، قوله خلال ندوة عبر الإنترنت، إن بكين تسعى الآن إلى تطوير أسلحة مضادة للأقمار الاصطناعية، من خلال قدرات تمكّنها من "التشويش، أو وقف حركة هذه الأقمار من الأرض، ومن الفضاء".

وأشارت الوكالة إلى أن تصريحات ستودمان تمثل أحدث تقييم علني للقدرات المضادة في الفضاء للصين، التي اعتبر وزير الدفاع الأميركي، لويد أوستن، أنها تمثل أبرز تحدٍّ يواجه التخطيط والإنفاق العسكريين للولايات المتحدة.

وأضاف ستودمان: "يمعن الصينيون النظر في قدراتنا الفضائية، ويرغبون في مضاهاتها وتجاوزها، كي يستطيعوا الهيمنة (في هذا المجال)، لضمان التمكّن من المناورة لتأمين أهدافهم خلال قتال".

تهديدات صينية وروسية

وذكرت "بلومبرغ" أن تهديدات الصين للأقمار الاصطناعية الأميركية، والتقدّم الروسي في تكنولوجيا الفضاء المضاد، كانت من المبرّرات الأساسية التي ذكرها مسؤولون أميركيون، لتأسيس "قوة الفضاء الأميركية"، وهي سادس فرع للقوات المسلحة في الولايات المتحدة، و"قيادة الفضاء" الإقليمية، خلال عهد الرئيس السابق دونالد ترمب.

ووَرَدَ في تقرير أعدّه مكتب مدير الاستخبارات الوطنية الأميركية، في أبريل الماضي، أن الجيش الصيني "سيواصل دمج الخدمات الفضائية، مثل استطلاع الأقمار الاصطناعية، وتحديد المواقع، والملاحة، والتوقيت، والاتصالات عبر الأقمار الاصطناعية، في أسلحته وأنظمة القيادة والتحكّم، لتقويض أفضلية المعلومات التي يتمتع بها الجيش الأميركي".

وأشار التقرير السنوي لتقييم التهديدات، الذي أعدّه المكتب، إلى أن تطوير ما يُسمّى بعمليات الفضاء المضادة، سيكون جزءاً لا يتجزأ من حملة عسكرية محتملة. وأضاف أن بكين تواصل تدريب عناصرها الفضائية العسكرية و"نشر أسلحة جديدة، أرضية، وفضائية مضادة للأقمار الاصطناعية، مدمّرة وغير مدمّرة".

وتابع التقرير أن الصين "نشرت صواريخ أرضية مضادة للأقمار الاصطناعية، تستهدف تدمير الأقمار الموجودة في مدار أرضي منخفض، فضلاً عن استخدام أنظمة ليزر مضادة للأقمار الاصطناعية، في مواقع على الأرض، ربما تستهدف تعطيل أجهزة استشعار ضوئية فضائية حسّاسة، أو الإضرار بها"، على أقمار اصطناعية في مدار أرضي منخفض.

"لعبة تدابير وتدابير مضادة"

وأعربت لجنة الاعتمادات في مجلس النواب الأميركي، في مسوّدة تقرير بشأن مشروع قانون موازنة الدفاع لعام 2022، عن قلق إزاء "تهديدات متزايدة تشكّلها أجهزة ليزر أرضية قادرة على تعطيل، أو تدمير، أجهزة استشعار فضائية حسّاسة في المدار المنخفض، إضافة إلى عدم وجود استراتيجية منسّقة لفهم هذا التهديد وتطوير مفاهيم للتخفيف من أخطاره".

تقرير اللجنة، الذي لم يُشر إلى الصين، طالب البنتاغون بالتنسيق مع مكتب مدير الاستخبارات الوطنية، من أجل "إعداد خطة لجمع بيانات بشأن نشاط التهديد بالليزر لخصوم محتملين، وترسيخها وتحديد مواصفاتها، وتطوير استراتيجيات للتخفيف من تأثير هذه التهديدات".

وأفادت وكالة الاستخبارات الدفاعية الأميركية، في عام 2019، بأن الصين تسعى إلى تطوير برامج موازية لأقمار الاتصالات العسكرية والتجارية، إلى جانب تكنولوجيات الفضاء المضادة المدمّرة، كما تملك وتشغّل نحو 30 من تلك الأقمار، الخاصة بالاتصالات المدنية والتجارية والعسكرية. وأضافت أن بكين تشغّل أيضاً عدداً محدوداً من أقمار الاتصالات العسكرية.

ونقلت "بلومبرغ" عن ستودمان قوله إن الولايات المتحدة تنفذ أيضاً "مقداراً كبيراً من النشاط" في هذا الصدد، إذ "تدرك خطورة التهديد الحالي". وتابع: "سيكون الأمر بمثابة لعبة تدابير وتدابير مضادة، لبعض الوقت مستقبلاً".

ولفتت الوكالة إلى سلاح فضاء مضاد أميركي متطوّر، مصمّم للتشويش مؤقتاً على الأقمار الاصطناعية الصينية والروسية، لا لتدميرها، يُعرف باسم نظام "ميدولاندز". وزادت أن "قوة الفضاء الأميركية" تشيّد ترسانة تضمّ 48 من هذه الأسلحة الأرضية، خلال السنوات السبع المقبلة، وأعلنت تشغيل أول سلاح، في مارس 2020.

شاهد أيضاً: