قرار أميركا بإرسال لقاحات للهند يثير غضب أوكرانيا

time reading iconدقائق القراءة - 6
وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن - AFP
وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن - AFP
دبي -الشرق

تسبب قرار الرئيس الأميركي جو بايدن إرسال مساعدات من اللقاحات المضادة لفيروس كورونا إلى الهند في توتر حليف آخر مهم هو أوكرانيا، التي كثفت طلباتها للحصول على اللقاحات على هيئة مساعدات قبل زيارة وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكين، إلى كييف، هذا الأسبوع.

ونقل موقع "بوليتيكو" عن مسؤولين أميركيين وأوكرانيين قولهم إن إدارة الرئيس الأوكراني، فلاديمير زيلينسكي، ضغطت على واشنطن لمساعدتها في الحصول على اللقاح منذ ديسمبر الماضي، قبل أن يغادر الرئيس السابق دونالد ترمب منصبه.

واستمرت المحادثات في الأسابيع الماضية على المستوى الدبلوماسي، وقال المسؤولون إن الوباء، وأمل أوكرانيا في الحصول على مساعدة أميركية، كانا موضوع المكالمة الهاتفية التي استمرت 50 دقيقة بين زيلينسكي وبايدن الشهر الماضي.

تحديد الأولويات

وتحرص إدارة بايدن على زيادة مساعداتها الدولية من اللقاحات لمواجهة الصين وروسيا، اللتين تزيدان من صادراتهما لتعزيز نفوذهما العالمي، لكن المسؤولين الأميركيين لم يلتزموا بعد بتقديم مساعدة محددة إلى كييف؛ لأنهم لم يتوصلوا إلى سياسة تتعلق بمنح الأولويات لهذا العدد الهائل من الطلبات التي تلقوها من دول متعددة، وفقاً لما قاله مسؤولان مطلعان في إدارة الرئيس بايدن لـ"بوليتيكو".

ويُبرز الحوار الأوكراني - الأميركي بشأن مساعدات "كوفيد ـ 19" الصراع المتفاقم بين رغبة إدارة بايدن لتصبح أكبر مانح لقاحات في العالم، وقرارها تأجيل التبرعات حتى يتم تطعيم غالبية الأميركيين.

وقال المسؤولون الأميركيون لـ"بوليتيكو"، إن قرار الالتزام بملايين غير محددة من الجرعات للهند يمثل أمراً سهلاً، إذ "يموت مئات الآلاف من الأفراد هناك يومياً بسبب كورونا"، لكن هذه المعادلة أصعب بالنسبة لدول مثل أوكرانيا حيث تتراجع الإصابات الجديدة.

الزيارة تركز على الصراع

وقال أحد المشاركين في الحوار الدبلوماسي بين الولايات المتحدة وأوكرانيا: "إنهم ببساطة لا يحتاجون الجرعات مثلما تحتاج إليها الهند الآن".

وقال مسؤولون أوكرانيون رفيعو المستوى، الاثنين، إنهم لا يتوقعون أن يعلن بلينكن عن مساعدات لمواجهة الفيروس في الزيارة، التي ستركز حتماً على الصراع المستمر مع الانفصاليين المدعومين من روسيا في دونباس، والتعبئة العسكرية للكرملين على طول الحدود الروسية مع أوكرانيا، والتي انسحبت مؤخراً.

وفي كييف، أعادت مقاربة إدارة بايدن الحذرة بشأن دبلوماسية اللقاحات، ذكريات الاستجابة الأميركية البطيئة في تقديم الدعم العسكري إلى أوكرانيا لمساعدتها في معركتها ضد الانفصاليين المدعومين من روسيا. ويمكن أن تعزز شحنة جرعات علاقة واشنطن مع كييف، في وقت تواجه فيه أوكرانيا خطر تزايد القوات الروسية على حدودها. 

48 مليار دولار مساعدات

في مكالمة هاتفية مع كريستينا كفين، القائمة بالأعمال الأميركية في أوكرانيا، في ديسمبر الماضي، أشار وزير الصحة الأوكراني، ماكسيم ستيبانوف، تحديداً إلى معركة أوكرانيا العسكرية المستمرة مع روسيا كسبب لمناشدة كييف الملحة للحصول على اختبارات ولقاحات كورونا.

وأخبرت كفين نظرائها الأوكرانيين بأن الولايات المتحدة ملتزمة برسم مسار لكييف لتلقي جرعات من اللقاح في أقرب وقت ممكن.

وفي فبراير الماضي، قالت كفين في بيان، إن الولايات المتحدة ستقدم مساعدة مالية إلى أوكرانيا لمساعدتها على توزيع الجرعات التي حصلت عليها من منظمة "كوفاكس".

ونقل "بوليتيكو" عن كفين قولها: "لا يعد هذا أكبر تبرع تقدمه الولايات المتحدة حتى الآن، لكنه يأتي في لحظة حرجة".

وأضافت: "التبرع يضيف إلى شراكتنا الوطيدة مع أوكرانيا لدعم الإصلاح الصحي ومكافحة الأمراض المعدية، بما في ذلك كوفيد".

وأوضحت: "كما تعلمون، قدمنا فعلياً 48 مليون دولار كمساعدة لأوكرانيا على صعيد مواجهة كوفيد-19 فقط".

لكن المسؤولين الذين يعملون على استجابة الحكومة الفيدرالية للفيروس، لا يزالوا منقسمين بشأن ما إذا كان يتعين على الولايات المتحدة إرسال جرعات إلى الدول الأخرى، في الوقت الذي تتباطأ فيه معدلات التطعيم في الداخل.

ومع تباطؤ الطلب الأميركي، يصبح من الصعب على الإدارة قياس عدد الجرعات التي ستتمكن من توفيرها، وعلى الرغم من ذلك، أشار منتقدو السياسات الأميركية إلى أن الولايات المتحدة لديها أكثر من مليار جرعة تم طلبها من العديد من شركات الأدوية المنتجة، وهذا أكثر مما يكفي لتطعيم جميع الأميركيين.

وبحسب "بوليتيكو" فإن حصول أوكرانيا على اللقاحات ليس أكيداً.

واستهلكت الدولة أكثر من 750 ألف جرعة حتى الآن، جاء معظمها في دفعة مكونة من 12 مليون جرعة من لقاح "أسترازينيكا"، التي أرسلها معهد "سيروم" بالهند في مارس الماضي، لكن المسؤولين المحليين يعانون من مشقة تخزين هذه الجرعات لتطعيم بقية ما يقرب من 40 مليون فرد يعيشون في أوكرانيا.

وفي أبريل الماضي، وافقت أوكرانيا على استخدام أكثر من 200 ألف جرعة من لقاح "سينوفاك" الصيني التي تسلمتها في مارس الماضي، وتستعد لاستلام 16 مليون جرعة إضافية من منظمة "كوفاكس". كما وقعت مؤخراً صفقة مع شركة "فايزر"للحصول على 20 مليون جرعة من لقاحها، ما يكفي لتطعيم 10 ملايين فرد، ولم يتضح بعد موعد وصول جرعات "فايزر".