وفد أميركي في فنزويلا لإبعادها عن روسيا واستيراد نفطها

time reading iconدقائق القراءة - 8
الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو يتحدث مع نائب رئيس الوزراء الروسي يوري بوريسوف في قصر "ميرافلوريس" الرئاسي في كراكاس - فنزويلا - 16 فبراير 2022 - REUTERS
الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو يتحدث مع نائب رئيس الوزراء الروسي يوري بوريسوف في قصر "ميرافلوريس" الرئاسي في كراكاس - فنزويلا - 16 فبراير 2022 - REUTERS
دبي- الشرق

زار مسؤولون أميركيون بارزون فنزويلا، السبت، حيث عقدوا اجتماعات مع حكومة الرئيس نيكولاس مادورو، فيما تكثف إدارة الرئيس جو بايدن جهودها لفصل روسيا عن حلفائها الدوليين، في ظلّ احتدام الحرب في أوكرانيا.

هذه الزيارة هي الأبرز منذ سنوات لمسؤولين أميركيين إلى كراكاس، بعدما قطعت الولايات المتحدة علاقاتها الدبلوماسية مع فنزويلا وأغلقت سفارتها في كراكاس عام 2019، إثر اتهامها مادورو بتزوير انتخابات الرئاسة. وحاولت إدارة الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترمب، الإطاحة بحكومة مادورو من خلال فرض عقوبات على صادرات النفط الفنزويلية وأبرز مسؤولي البلاد، والاعتراف بزعيم المعارضة، خوان غوايدو، رئيساً شرعياً لفنزويلا.

وردّ مادورو على العقوبات، من خلال طلب مساعدة اقتصادية ودبلوماسية من روسيا، وكذلك من إيران والصين.

وأدت شركات الطاقة والمصارف الروسية دوراً جوهرياً في تمكين فنزويلا من مواصلة تصدير النفط، أبرز مصدر لها من العملات الأجنبية، رغم العقوبات، كما نقلت صحيفة "نيويورك تايمز" عن مسؤولين أميركيين ومسؤولين ورجال أعمال فنزويليين.

كراكاس بديلاً محتملاً لموسكو

"نيويورك تايمز" أفادت بأن الغزو الروسي لأوكرانيا، دفع الولايات المتحدة إلى إيلاء اهتمام أكبر لحلفاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في أميركا اللاتينية، إذ تعتقد واشنطن بأنهم قد يشكّلون تهديداً أمنياً إذا تفاقم الصدام مع موسكو.

ومع معاناة الاقتصاد الروسي من العقوبات الغربية، تنتهز الولايات المتحدة الفرصة لتعزيز جدول أعمالها لدى الأنظمة الاستبدادية في أميركا اللاتينية، التي قد تعتبر بوتين حليفاً ضعيفاً، بحسب الصحيفة.ظظ

وتابعت أن قياديين في الحزبين الجمهوري والديمقراطي أشاروا إلى فنزويلا بوصفها بديلاً محتملاً، عندما بدأت الولايات المتحدة وحلفاؤها بدرس فرض عقوبات على الصادرات الروسية من النفط والغاز.

"دق إسفين بين روسيا وفنزويلا"

وشارك ناشطون جمهوريون في محادثات بشأن استئناف تجارة النفط، بينهم سكوت تيلور، وهو نائب جمهوري سابق في ولاية فرجينيا، يعمل مع روبرت ستريك، وهو عضو في جماعة ضغط بواشنطن، تسجّل لفترة وجيزة بوصفه ممثلاً لنظام مادورو في عام 2020، ولا يزال على اتصال به.

وقال تايلور إنه تحدث الجمعة مع رجل أعمال فنزويلي، أشار إلى أن فريق مادورو حريص على إعادة التواصل مع الولايات المتحدة. وأضاف: "يجب أن ننتهز هذه الفرصة لتحقيق فوز دبلوماسي ودق إسفين بين روسيا وفنزويلا".

أما تريش ريجان، وهي مذيعة سابقة في شبكة "فوكس بيزنس" وشخصية إعلامية محافظة، فدعت إلى تحالف مع فنزويلا لإيجاد بديل عن النفط الروسي في السوق الأميركية. وكتبت على "تويتر": "لدى فنزويلا أضخم مصدر لمخزون النفط، ومع ذلك، فإننا نسلّمه للصينيين والروس؟".

وذكرت ريجان أن محادثات الوفد الأميركي في كراكاس "تسير على ما يرام"، مضيفة أن الجانبين يأملان باستئناف بيئة تجارية أكثر تطبيعاً. وكتبت على "تويتر": "قد نشهد قريباً إعادة تنظيم نصف الكرة الغربي وتوحيده". وتابعت: "يفضّل الشعب الفنزويلي كثيراً التحالف مع الولايات المتحدة، أكثر من روسيا. يجب أن نجد طريقة لدعم نصف الكرة الغربي".

وأفادت "رويترز" بأن مسؤولين أميركيين وفنزويليين عقدوا جولة محادثات السبت، مستدركة أنهم لم يتوصّلوا إلى اتفاق. وأضافت أن الوفد الأميركي ضمّ مسؤولين بارزين من البيت الأبيض ووزارة الخارجية.

"هنا يكمن نفط فنزويلا"

وقبل أن تفرض الولايات المتحدة عقوبات على فنزويلا، أرسلت الأخيرة معظم نفطها إلى ساحل الخليج الأميركي، حيث شُيّدت مصافي تكرير خصّيصاً لمعالجة الخام الفنزويلي الثقيل.

ونقلت "نيويورك تايمز" عن فرانسيسكو مونالدي، وهو خبير في قطاع الطاقة الفنزويلي بجامعة رايس في هيوستن، قوله إن فنزويلا ستكون قادرة على تعويض بعض الإمدادات، إذا قلّصت الولايات المتحدة وارداتها من النفط الروسي.

وبدا مادورو مستعداً لمناقشة صفقات نفط مع واشنطن، بقوله الخميس: "هنا يكمن نفط فنزويلا، المتاح لمَن يريد إنتاجه وشراءه، سواء كان مستثمراً من آسيا أو أوروبا أو الولايات المتحدة".

وأشارت الصحيفة إلى أن مادورو وحلفاء آخرين لموسكو في أميركا اللاتينية، بدأوا بإبعاد أنفسهم عن الحرب في أوكرانيا. وامتنعت فنزويلا ونيكاراغوا وكوبا عن التصويت، أو لم تصوّت على القرارين المقترحين في الأمم المتحدة الأسبوع الماضي لإدانة الغزو الروسي، ودعا قادة فنزويلا وكوبا إلى تسوية دبلوماسية للأزمة.

اتصالان بين مادورو وبوتين

وقبل وقت وجيز من غزو أوكرانيا، التقى نائب رئيس الوزراء الروسي، يوري بوريسوف، مادورو في كراكاس. وقال الرئيس الفنزويلي بعد الاجتماع: "راجعنا التعاون العسكري القوي، وصادقنا على مسار التعاون العسكري القوي بين روسيا وفنزويلا، للدفاع عن السلام والسيادة ووحدة الأراضي. سنزيد كل خطط الإعداد والتدريب والتعاون، مع قوة عسكرية في العالم مثل روسيا"، كما أفادت وكالة "أسوشيتد برس".

وأشار إلى أنهما ناقشا أيضاً ملفات اقتصادية وتجارية وسياحية، مضيفاً: "عبرنا القرن الحادي والعشرين معاً، الشعب والحكومة في روسيا وفنزويلا... ووضعنا خريطة تعاون لمواصلة السير معاً، متحدين".

زيارة بوريسوف جاءت بعدما تحدث مادورو مع بوتين هاتفياً مرتين على الأقلّ في الشهر الماضي، بحسب "نيويورك تايمز".

وذكرت وكالة "إنترفاكس" الروسية للأنباء أن الكرملين أعلن أن بوتين ومادورو ناقشا، في اتصال هاتفي في 1 مارس، الوضع في أوكرانيا وتحدثا عن تعزيز الشراكة الاستراتيجية بين كراكاس وموسكو.

وقال مادورو في يناير إنه تحدث هاتفياً مع بوتين، الذي "أعرب عن كل دعمه متعدد الأبعاد ومساندته للدفاع عن سيادة (فنزويلا) وسعيها إلى التنمية". وكتب على "تويتر": "تبادلنا (الآراء بشأن) ملفات متعلّقة بالتعاون القائم في مختلف المجالات الاستراتيجية على أعلى مستوى، وهي علاقة يعززها الاتحاد غير القابل للكسر بين شعبينا".

صواريخ روسية في فنزويلا؟

اتصال يناير جاء بعد أسبوع على قول نائب وزير الخارجية الروسي، سيرجي ريابكوف، إنه "لن يؤكد أو يستبعد" احتمال إرسال روسيا أصولاً عسكرية إلى كوبا وفنزويلا، إن لم تقدم الولايات المتحدة وحلفاؤها على تقليص نشاطاتهم العسكرية قرب روسيا. ووصف مستشار الأمن القومي الأميركي، جيك سوليفان، تصريحات ريابكوف بأنها مجرد ثرثرة، بحسب "أسوشيتد برس".

وسُئل الناطق باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، عن احتمال نشر صواريخ روسية في كوبا وفنزويلا، فأجاب أن "روسيا تفكر في كيفية ضمان أمنها في سياق الوضع الحالي".

في ديسمبر 2018، أرسلت موسكو لفترة وجيزة قاذفتين نوويتين من طراز "توبوليف 160" إلى فنزويلا، دعماً لمادورو في ظلّ الضغوط الغربية.

اقرأ أيضاً: