Open toolbar

الرئيس القبرصي الجديد المنتخب نيكوس كريستودوليدس يتحدث أمام أنصاره في ملعب "إليفثيريا" بالعاصمة نيقوسيا. 12 فبراير 2023 - AFP

شارك القصة
Resize text
نيقوسيا-

قال رئيس قبرص الجديد نيكوس كريستودوليدس إنه يريد حكومة "50-50" بعدد متساوٍ من النساء والرجال يمكن أن تستفيد من "دعم اجتماعي واسع"، وذلك في أول تصريحات بعد فوزه على منافسه أندرياس مافرويانيس الذي أقرّ بهزيمته، الأحد.

وذكر الرئيس المنتخب أنه يريد مقابلة قادة حزبَي التجمع الديمقراطي "ديسي" المحافظ الحاكم و"أكيل" الشيوعي، علماً بأنه لم يلقَ دعم أي ٍ من هذين الحزبين اللذين يتمتعان بثقل في المشهد السياسي بالبلاد.

هناك امرأتان فقط في حكومة الرئيس المنتهية ولايته نيكوس أناستاسيادس، كما تلقّى الرئيس الجديد دعماً من أحزاب الوسط، فيما ترشّح مافرويانيس بصفته مستقلاً رغم تلقيه دعم الحزب الشيوعي (أكيل)، أبرز تشكيلات المعارضة في البلاد.

وقالت هيئة الانتخابات في الدولة العضو بالاتحاد الأوروبي إن كريستودوليديس فاز بنسبة 51.92% من الأصوات، أي ما مجموعه 204.680 صوتاً، متقدّماً على مافرويانيس الذي حصل على 48.08%. من جهته، قال مافرويانيس للصحافيين "انتهت مسيرة الليلة، مسيرة عظيمة تقاسمتها مع آلاف الأشخاص. آسف لعدم تمكّننا من إنجاز التغيير الذي تحتاج إليه قبرص".

وهنّأ مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، كريستودوليدس بالفوز، كاتباً على تويتر أنه يأمل في مواصلة التعاون بشأن "مواضيع مهمة بالنسبة إلى قبرص"، ولا سيما من خلال تمهيد الطريق نحو "حلّ للمشكلة القبرصية".

كذلك، قدّم رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس التهنئة للرئيس المنتخب خلال اتصال هاتفي معه، وفقاً لوكالة الأنباء اليونانيّة.

وشهد الاقتراع منافسة شديدة بين كريستودوليدس (49 عاماً) وزير خارجية جمهورية قبرص بين عامَي 2018 و2022 الذي تصدّر نتائج الدورة الأولى، في 5 فبراير، بحصوله على 32.04% من الأصوات متقدّماً بقليل على الدبلوماسي المحنّك الآخَر مافرويانيس الذي عمل سابقاً سفيراً في فرنسا وإيرلندا.

وحدة الجزيرة

كان كريستودوليدس صرّح في وقت سابق بأن لديه "ملء الثقة بحكم" الشعب القبرصي.

توجّهت دورا بيتسا (75 عاماً) مع عائلتها للإدلاء بصوتها في مدرسة ابتدائية في "أيوس أنطونيوس" في "نيقوسيا"، وهي تنتظر من الرئيس المقبل "إيجاد تسوية للقضية القبرصية، لنتمكن من العيش معاً إلى جانب القبارصة الأتراك".

ويجب على الرئيس الجديد استئناف محادثات السلام المتوقفة حالياً في الجزيرة المقسّمة منذ غزو تركيا في عام 1974 إلى ثلثها الشمالي، رداً على انقلاب نفّذه قبارصة يونانيون قوميون أرادوا إلحاق البلاد باليونان.

وتمارس الحكومة القبرصية اليونانية سلطتها على الجزء الجنوبي فقط من الجزيرة التي تفصل منطقة منزوعة السلاح، بإشراف الأمم المتحدة تسمّى الخط الأخضر، بينها وبين "جمهورية شمال قبرص التركية" المعلنة أحادياً ولا تعترف بها سوى تركيا.

المشكلات الاقتصادية

أما لويس لويزيدس (51 عاماً) فرأى أن هناك "مشكلات داخلية كثيرة"، مشدداً على وجوب أن يصبّ الرئيس المنتخب تركيزه على السياسة الداخلية وليس على حل مشكلة انقسام الجزيرة، مضيفاً "الهجرة والاقتصاد هما بنظري أولوية".

ومع خروج حزب التجمّع الديمقراطي "ديسي" من السباق الرئاسي للمرة الأولى في تاريخه، أدّى قرار الرئيس المنتهية ولايته نيكوس أناستاسيادس بعدم دعم أي من المرشحَين إلى فتح الجولة الثانية على مصراعيها.

في عام 2022 بلغت نسبة التضخم 10.9 بالمئة، قبل أن تتراجع في يناير إلى 7.1%.

وُجّهت انتقادات حادة إلى الشيوعيين على خلفية إدارتهم الأزمة المالية التي واجهت قبرص عامَي 2012 و2013 ودفعتها إلى شفير الإفلاس.

وستواجه الحكومة الجديدة ضغوطاً لمعالجة أزمة ارتفاع أسعار الطاقة والنزاعات العمالية والاقتصاد المتعثر وسط ركود عالمي.

وسبق أن ترأس مافرويانيس وفد القبارصة اليونانيين إلى محادثات إعادة توحيد الجزيرة (2023-2022)، وقد تعهّد استئناف المفاوضات فور تولّيه المنصب في حال فوزه، أما كريستودوليدس فيعتمد نهجاً أكثر تشدداً.

وطغت قضايا مكافحة الفساد على النقاشات الانتخابية، خصوصاً بعد فضيحة "الجوازات الذهبية"، البرنامج الذي يُتيح منح جوازات قبرصية مقابل استثمارات في الجزيرة. وألغي البرنامج في نهاية المطاف بسبب شبهات فساد.

ومن القضايا الشائكة أيضاً في الجزيرة القريبة من سواحل الشرق الأوسط وتركيا، قضية تدفق المهاجرين، وهو ملف تعهّد كلا المرشحَين بمعالجته.

وتؤكد السلطات أن 6% من أصل 915 ألف شخص يعيشون في الشطر الجنوبي للجزيرة هم طالبو لجوء.

اقرأ أيضاً:

Google News تابعوا أخبار الشرق عبر Google News

نستخدم في موقعنا ملف تعريف الارتباط (كوكيز)، لعدة أسباب، منها تقديم ما يهمك من مواضيع، وكذلك تأمين سلامة الموقع والأمان فيه، منحكم تجربة قريبة على ما اعدتم عليه في مواقع التواصل الاجتماعي، وكذلك تحليل طريقة استخدام موقعنا من قبل المستخدمين والقراء.