
دعا مجلس الاتحاد الأوروبي، الثلاثاء، جمهورية شمال قبرص، المدعومة من تركيا، إلى التراجع الفوري عن إعادة افتتاح منتجع "فاروشا"، وهو منتجع شاطئي مهجور في شمال قبرص، وسط مخاوف من أن تؤجج الخطوة التوتر في منطقة شرق المتوسط.
وكانت جمهورية شمال قبرص التي تعترف بها أنقرة فقط أعلنت، الثلاثاء الماضي، إعادة فتح جزء من منتجع "فاروشا"، والذي كان مهجوراً منذ الصراع على الجزيرة المقسمة في عام 1974، وسط تأييد من تركيا، وإدانة من الحكومة القبرصية وحليفتها اليونان.
قلق أوروبي
وقال مجلس الاتحاد الأوروبي في بيان، الثلاثاء، إن الاتحاد الأوروبي "يعبر عن قلقه البالغ إزاء قرار فتح جزء من منطقة فاروشا اعتباراً من يوم 8 أكتوبر، وفقاً للإعلان الذي تم إصداره في أنقرة يوم 6 أكتوبر".
وأضاف البيان أن الاتحاد الأوروبي "يؤكد أهمية وضع فاروشا المنصوص عليه في قرارات مجلس الأمن الدولي وسيستمر في الاسترشاد بهذه القرارات".
وجدد البيان دعم الاتحاد الأوروبي "الكامل لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة"، ودعا "إلى التراجع الفوري عن الإجراءات الأخيرة".
وقال البيان إن الاتحاد الأوروبي يؤيد الاستئناف السريع للمفاوضات تحت رعاية الأمم المتحدة ويظل ملتزماً بشكل كامل بالتوصل إلى تسوية شاملة لمشكلة قبرص في إطار الأمم المتحدة ووفقاً لقرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة.
ويعارض أعضاء الاتحاد الأوروبي وروسيا افتتاح المنتجع، إذ حذر الاتحاد من أن الخطوة ستزيد حدة التوتر في المنطقة، الذي زاد بعد إرسال تركيا سفينة للتنقيب عن الطاقة في مناطق متنازع عليها شرق المتوسط.
وقال وزير الخارجية الأوروبي جوزيب بوريل، الأسبوع الماضي، إن فتح الشاطئ "سيؤدّي إلى توتّرات متزايدة، ويهدّد بتعقيد الجهود الرامية إلى استئناف مفاوضات حلّ القضية القبرصية"، مشدداً على "الطابع الملحّ لاستعادة الثقة وليس للتسبّب بمزيد من الانقسامات".
وكانت الخارجية الروسية أعربت، الأربعاء، عن "قلقها البالغ" من خطوة افتتاح جزء من المنتجع، وشددت على أنها "غير مقبولة".
"إعلان أنقرة"
وتم الإعلان عن قرار فتح منتجع "فاروشا"، الثلاثاء الماضي، من قبل إرسين تتار رئيس وزراء جمهورية شمال قبرص، المعترف بها من تركيا فقط، في أنقرة إثر محادثات مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
وقال أردوغان إن بلاده تؤيد قرار فتح منطقة "فاروش" التي بقيت خالية من السكان ومحاطة بأسلاك شائكة منذ عشرات السنين.
وقالت مصادر في قبرص لوكالة رويترز إن الخطة تستهدف فتح نحو 1.5 كيلومتر من شاطئ البحر أمام الناس وليس المنطقة الداخلية التي تبلغ مساحتها نحو ستة كيلومترات مربعة، وتضم فنادق ومساكن مهجورة فرّ سكانها البالغ عددهم 39 ألف نسمة عام 1974 خلال الغزو التركي.
توتر متجدد
وقد تؤثر هذه الخطوة على نزاع تركيا مع قبرص واليونان العضوين في الاتحاد الأوروبي بشأن الحقوق الإقليمية في شرق البحر المتوسط.
واعتبر المتحدث باسم الحكومة اليونانية ستيليوس بيتساس أن إعادة فتح منطقة في بلدة "فاروشا"، يتعارض مع القرار الصادر في القمة الأخيرة للقادة الأوروبيين.
وقال بيتساس إنه "يتعين على تركيا أن تتراجع"، وإلا فإن اليونان وقبرص "ستطرحان القضية على قمة الاتحاد يومي 15 و16 أكتوبر".
وخفت حدة التوتر بعد أن وافقت أنقرة وأثينا على استئناف المحادثات، لكن قبرص الحليف الوثيق لليونان سارعت بالتنديد بخطوة فتح المنتجع المهجور جزئياً وقالت إنها ستلجأ إلى مجلس الأمن الدولي.