تقرير: محامي ترمب ضغط على أوكرانيا للتحقيق مع بايدن

time reading iconدقائق القراءة - 6
رودي جولياني المحامي الشخصي للرئيس الأميركي دونالد ترمب خلال مؤتمر صحافي في واشنطن - 19 نوفمبر 2020 - REUTERS
رودي جولياني المحامي الشخصي للرئيس الأميركي دونالد ترمب خلال مؤتمر صحافي في واشنطن - 19 نوفمبر 2020 - REUTERS
دبي-الشرق

كشفت شبكة "سي إن إن" الأميركية، أن رودي جولياني المحامي الشخصي السابق للرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، مارس الضغط بقوة على الحكومة الأوكرانية عام 2019، لإقناعها بالتحقيق في "مؤامرة مزعومة" تتعلق بالمرشح الديمقراطي للرئاسة آنذاك، جو بايدن.

وأشارت الشبكة الأميركية إلى أنها حصلت على تسجيل صوتي جديد، يعود تاريخه إلى يوليو 2019، يتحدث فيه مستشار ترمب القانوني السابق مع الدبلوماسي الأميركي كورت فولكر، وأندري يرماك، كبير مستشاري الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي. 

وهذه المكالمة مهدت لمكالمة ترمب مع زيلينسكي، وأصبح الاتصالان فيما بعد جزءاً محورياً، من أول محاكمة لعزل الرئيس السابق ترمب، الذي واجه اتهامات بطلب مساعدة أوكرانية لحملته.

وخلال المكالمة التي استغرقت نحو 40 دقيقة، قال جولياني مراراً ليرماك، إنه يتعين على زيلينسكي الإعلان عن إجراء تحقيقات في قضايا فساد محتملة، تتعلق ببايدن في أوكرانيا، وفي مزاعم بأن أوكرانيا تدخلت في انتخابات 2016 لإلحاق الضرر بترمب.

وبحسب التسجيل الصوتي، قال جولياني: "كل ما نحتاج إليه من الرئيس (زيلينسكي) هو أن يقول، سأقوم بتعيين محقق نزيه لتولي المسؤولية، وسيحقق ويبحث عن الأدلة، المتوفرة حالياً، وهل هناك أي دليل آخر حول التورط في انتخابات عام 2016"، مضيفاً: "ومن ثم يدير مسألة بايدن... شخص ما في أوكرانيا، يجب أن يأخذ ذلك الأمر على محمل الجد".

ضغط متكرر

التسجيل يُظهر كيف تملّق جولياني للأوكرانيين بشدة لتنفيذ أوامر ترمب. كما أنه يقوض تأكيد ترمب المتكرر أنه "لا توجد مقايضة"، يمكن لزيلينسكي بموجبها أن يضمن دعم الحكومة الأميركية إذا قدم خدمات سياسية لترمب، بحسب "سي إن إن".

وأشارت الشبكة الأميركية إلى نشر جزء من نص مكالمة جولياني ويرماك لأول مرة، بواسطة موقع "باز فيد" الإخباري في أبريل، وكانت مجلة "تايم" أول من نشر بعض المقتطفات الرئيسية من المكالمة في فبراير.

ولفتت إلى أن جولياني ضغط مراراً من أجل إجراء التحقيقات، وفقاً للتسجيل الصوتي، حتى إنه قال إن العلاقات الدبلوماسية بين الولايات المتحدة وأوكرانيا، ستتحسن إذا بدأ زيلينسكي التحقيقات. 

ولمح جولياني وفولكر خلال المكالمة إلى أن الإعلان عن التحقيق، يمكن أن يمهد الطريق لزيارة زيلينسكي المرغوبة بشدة إلى الولايات المتحدة، أو لاجتماعات شخصية مع جولياني.

وبحسب التسجيل، قال جولياني: "هذا (إجراء التحقيق) من شأنه أن ينقي الأجواء بشكل جيد. وأعتقد أنه سيمكنني من القدوم وجعل الأمر ممكناً. بالنسبة لي، أفكر في التحدث إلى الرئيس (ترمب) لأرى ما يمكنني فعله بشأن التأكد من تنحية أي سوء تفاهم جانباً.. أعتقد نوعاً ما أن هذا يمكن أن يكون أمراً جيداً لإقامة علاقة أفضل بكثير".

انتخابات 2016

أندري يرماك قال خلال المكالمة: "تلقيت معلومات من محقق موثوق به، محقق دولي، تفيد بوجود قدر معين من النشاط في أوكرانيا خلال انتخابات 2016"، مشيراً إلى أن مسؤولي السفارة الأميركية حاولوا "نشر بعض الأخبار السيئة عن المرشح آنذاك ترمب و(مدير حملته الانتخابية السابق) بول مانافورت".

وأضاف "كان هناك شخص آخر متورط مع (جورج) سوروس.. يبدو أن سوروس وراء الكثير من هذا"، في إشارة إلى الملياردير الليبرالي، الذي كان موضوع العديد من مؤامرات الحزب الجمهوري.

كما أثار جولياني أيضاً الادعاء أن "بايدن تصرف بشكل فاسد كنائب للرئيس"، عندما حث سلف زيلينسكي، بيترو بوروشنكو، على إقالة المدعي العام الأعلى في البلاد عام 2016. 

لكن العديد من الشهود في تحقيق المساءلة، شهدوا أن بايدن "كان ببساطة يتبع سياسة الولايات المتحدة من الحزبين (الجمهوري والديمقراطي)"، وأن "المدعي العام الأوكراني كان من الضروري أن يرحل لأنه فاسد".

وقال جولياني: "بالنسبة لي، كمحامٍ، يبدو الأمر كأنه رشوة. الرشوة تقدم شيئاً ذا قيمة مقابل إجراء رسمي. لذلك، عرض على بوروشنكو ضمان قرض بقيمة 1.2 مليار دولار، وهو أمر حاسم لنجاح بوروشنكو كرئيس، مقابل التخلص من المدعي العام". 

في المقابل، لم يستجب جولياني لطلبات للتعليق على التسجيل الصوتي الجديد.

وكان جولياني قد قال سابقاً، إنه لم يرتكب أي خطأ في أوكرانيا، وكان يسعى فقط لتحقيق مصالح موكله (ترمب). وأدان جولياني أيضاً مساءلة ترمب بشأن القضية الأوكرانية، وقال إن سلوكه كان دستورياً وصحيحاً.

قائمة اتهامات

جولياني، الذي يمر بضائقة مالية، يواجه تهمة الضغط على الحكومة الأوكرانية قبل انتخابات الرئاسة الأخيرة، من أجل فتح تحقيق يطال هانتر بايدن، ابن المرشح آنذاك جو بايدن، من أجل الإضرار بفرصه الانتخابية.

وتشير تقارير سابقة، إلى أن المدعين العامين يبحثون أيضاً في جرائم أخرى محتملة، مثل غسل الأموال وعرقلة سير العدالة، وانتهاكات تمويل الحملات.

كما يواجه أيضاً، دعوى قضائية رفعها ضده النائب الديمقراطي إريك سوالويل، بتهمة التحريض على اقتحام مبنى الكابيتول. وتشمل الدعوى أيضاً ترمب، وابنه دونالد ترمب جونيور، والنائب الجمهوري مو بروكس.