زعيم كوريا الشمالية يتعهد بتعزيز الترسانة النووية لبلاده

time reading iconدقائق القراءة - 8
جنود خلال عرض عسكري ليلي في بيونج يانح إحياء لذكرى تأسيس الجيش الكوري الشمالي - 26 أبريل 2022 - REUTERS
جنود خلال عرض عسكري ليلي في بيونج يانح إحياء لذكرى تأسيس الجيش الكوري الشمالي - 26 أبريل 2022 - REUTERS
سيول- وكالات

تعهد الزعيم الكوري الشمالي، كيم جونج أون، بتسريع وتيرة تطوير الترسانة النووية لبلاده، خلال حضوره عرضاً عسكرياً في بيونج يانج، تضمّن صواريخ باليستية عابرة للقارات.

وأفادت وكالة الأنباء المركزية الكورية الشمالية، بأن العرض نُظم الاثنين، لإحياء الذكرى الـ90 لتأسيس الجيش الكوري الشمالي. وأضافت أن العرض شمل أضخم صاروخ باليستي عابر للقارات في كوريا الشمالية، وهو من طراز "هواسونج-17" Hwasong-17. وذكرت الوكالة أن هذا الصاروخ يستطيع الردّ على "أيّ نوع من الحروب، في السماء والأرض والبحر والكون".

ونقلت الوكالة عن كيم قوله: "سنواصل بأسرع وتيرة، اتخاذ خطوات لتعزيز القدرات النووية لبلادنا وتطويرها". وأضاف أن "القوة النووية للجمهورية يجب أن تكون جاهزة في أيّ وقت، لممارسة مهمتها المسؤولة والردع الفريد". وتابع أن المهمة الأساسية للقوة النووية لكوريا الشمالية، تتمثل في ردع الحرب، مستدركاً أن ذلك قد لا يكون الاستخدام الوحيد، إذا فرضت دول أخرى ظروفاً غير مرغوب فيها على بيونج يانج.

وزاد كيم: "استعداداً لوضع سياسي وعسكري مضطرب وكل أنواع الأزمات في المستقبل، سنمضي بشكل أسرع وأكثر ثباتاً على طريق الدفاع عن النفس وبناء قوة حديثة".

ونقلت "بلومبرغ" عن خبراء أن صاروخ "هواسونج-17" يبدو مصمّماً لإطلاق عدة رؤوس نووية على الولايات المتحدة، ويُرجّح أنه خضع لاختبار فاشل، بعد وقت وجيز على إطلاقه في مارس الماضي.

ونفذت كوريا الشمالية بعد 8 أيام، اختباراً ناجحاً لصواريخ بالستية عابرة للقارات. وأشارت سيول إلى أن بيونج يانج أطلقت صاروخاً مختلفاً، استُخدم في آخر تجربة نفذتها لصاروخ عابر للقارات، في عام 2017.

"رمز جبروت حزبنا"

وأفاد موقع "إن كي نيوز" ووكالة "يونهاب" الكورية الجنوبية للأنباء، بأن العرض العسكري نُظم مساء الاثنين في وسط بيونج يانج.

وأقام نظام كيم عروضاً عسكرية ليلاً، لتسليط الضوء على مشاهد، مثل مقاتلات تحلّق على ارتفاع منخفض مع إضاءة بتقنية "ليد" LED. ثم يحرّر النظام التسجيل المصوّر للعرض، ويبثه على التلفزيون الحكومي بعد ساعات على تنظيمه، فيما ينكبّ خبراء على فحص الصور عن كثب، لتقييم التقدّم الذي حققته كوريا الشمالية في ترسانتها العسكرية، كما أفادت "بلومبرغ".

وأشار موقع "إن كي نيوز" إلى تحليق أجسام مضيئة ومقاتلات تطلق بالونات حرارية، خلال العرض، علماً أن آخر عرض عسكري نظمته بيونج يانج ليلاً، أقيم في سبتمبر الماضي، ونشر جهاز الدعاية التابع للدولة لقطات محررة منه، عند الساعة الخامسة مساء اليوم التالي.

وأظهرت صور التقطتها أقمار اصطناعية لتدريبات، أن العرض في ساحة كيم إيل سونج ربما ضمّ حوالى 20 ألف جندي وأكثر من 250 مركبة عسكرية، بما في ذلك صواريخ أسرع من الصوت، وصاروخ باليستي عابر للقارات يمكنه استهداف الولايات المتحدة بأسلحة نووية، بحسب "يونهاب".

ووَرَدَ في افتتاحية نشرتها صحيفة "رودونج سينمون" الناطقة باسم حزب العمال الشيوعي في كوريا الشمالية: "الرفيق المحترم كيم جونج أون هو رمز جبروت حزبنا ودولتنا والقوات المسلحة الثورية، وممثل كرامتها العظيمة. كل السعادة والمستقبل الوردي يكمن في اتباع الأمين العام المحترم كيم جونج أون".

اختبار نووي كوري شمالي؟

ويأتي ذلك فيما يبدو أن كوريا الشمالية تستعد لتنفيذ أول اختبار نووي منذ عام 2017، علماً أنها عرضت في الأشهر الأخيرة أسلحة جديدة مصمّمة لتجنّب الدروع الصاروخية التي تشغّلها الولايات المتحدة.

ويُرجّح أن يتفاقم التوتر، عندما يتولّى الرئيس الكوري الجنوبي المنتخب، يون سوك يول، منصبه في 10 مايو المقبل، علماً أنه تعهد باتباع نهج متشدد مع بيونج يانج. ويُتوقع أن يزور الرئيس الأميركي، جو بايدن، كوريا الجنوبية واليابان في أواخر مايو.

ونقلت "بلومبرغ" عن سو كيم، وهي محللة في معهد "راند"، عملت سابقاً في وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه)، قولها: "الغزو الروسي لأوكرانيا، وخصوصاً في ما يتعلّق بكوريا الشمالية والإدارة الرئاسية الجديدة في كوريا الجنوبية، يمكّن كيم من إظهار البراعة العسكرية لبلاده. أن يصادف هذا الموعد ذكرى مهمة للجيش الكوري الشمالي، يساهم في تبرير العرض" العسكري.

أضخم عرض عسكري نظمته كوريا الشمالية وكشفت خلاله عن أسلحة جديدة، خلال عهد كيم جونج أون، أُقيم في أكتوبر 2020 وتضمّن ما رجّح خبراء أن يكون أضخم صاروخ باليستي عابر للقارات في العالم. ونُظم العرض في منتصف الليل، وبُث في مساء اليوم التالي.

العملات المشفرة

على صعيد آخر، اتهمت الولايات المتحدة الإسباني أليخاندرو كاو دي بينوسن، وهو مؤسّس منظمة مؤيّدة لكوريا الشمالية، ورجل الأعمال البريطاني كريستوفر إمز، الذي يعمل في مجال العملات المشفرة، بالتآمر مع الخبير الأميركي في مجال العملات المشفرة، فيرغيل غريفيث، لمساعدة بيونج يانج على التهرّب من العقوبات الأميركية المفروضة عليها، بسبب برنامجها النووي. ولا يزال دي بينوسن وإمز فارين، فيما حُكم على غريفيث في وقت سابق بالسجن لـ63 شهراً، بحسب وكالة "فرانس برس".

اقرأ أيضاً:

تصنيفات