يلقي الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، مساء السبت، أول خطاب عام له منذ أشهر في ضوء رغبته في العودة إلى البيت الأبيض في انتخابات عام 2024.
ومن المقرر أن يتحدث ترمب أمام مؤتمر الجمهوريين في ولاية كارولاينا الشمالية التي صوتت لصالحه مرتين في انتخابات 2016 و2020. وكتب الرئيس السابق في بيان الجمعة "يبدو أن المقاعد ستكون ممتلئة، لقد حُطِّمت كل الأرقام القياسية!".
يأتي ذلك المؤتمر، بعد ساعات من إعلان شركة فيسبوك، الجمعة، تعليق حساب الرئيس الأميركي السابق لمدة سنتين، بعد سجال بدأ خلال فترة رئاسة ترمب، واستمر بعد خروجه من البيت الأبيض.
وقال الموقع إن ترمب لن يستطيع العودة إلى فيسبوك إلا "مع زوال الأخطار التي تهدد أمن الرأي العام"، وذلك بعدما علق حسابه مؤقتاً، بقرار غير مسبوق، في 7 يناير الفائت لتشجيعه أنصاره خلال اقتحامهم مبنى الكابيتول في واشنطن.
عودة للمشهد
وأغلقت أماكن الحجز بعد بيع نحو 1250 تذكرة وفق منظمي التجمع الذي سينظم في غرينفيل جنوب غربي الولايات المتحدة. وهذا العدد أقل بكثير من الآلاف الذين حضروا في تجمعاته الانتخابية الشهيرة، لكن الترقب لا يزال كبيراً في أول خطاب له منذ فبراير.
ورغم عدم إعلانه الأمر رسمياً، فإن الملياردير البالغ 74 عاماً يبدو راغباً في الترشح مرة أخرى في نوفمبر 2024، وفقاً لوكالة "فرانس برس".
لا يزال ترمب يحظى بشعبية واسعة لدى الناخبين الجمهوريين، وهو أبعد ما يكون عن التزام الصمت رغم حرمانه من استعمال شبكات التواصل الاجتماعي.
ويعتبر الرئيس السابق نفسه صانعاً للملوك، ويوزع في بيانات صحافية يومية دعمه الانتخابي لمرشحي حزبه، وانتقاداته اللاذعة لخصومه.
صيد ثمين
ورغم خروجه من البيت الأبيض وتأثير سياساته على حزبه في الانتخابات الأخيرة، إلا أن قلة من الجمهوريين تجرؤوا على الانفصال عنه، أو المجاهرة بانتقاد تصرفاته.
واعتبرت وكالة "فرانس برس" أن السبب في ذلك، أن كثيراً من الجمهوريين لا يزالون يرون ترمب رصيداً ثميناً لحملة الانتخابات البرلمانية "النصفية" في نوفمبر 2022، والتي يأمل الجمهوريون خلالها في استعادة الأغلبية في الكونغرس.
ورغم خروجه غير المتوقع من البيت الأبيض، يحوز الملياردير الجمهوري تأثيراً غير مسبوق لأي رئيس أميركي هزم بعد ولاية واحدة في البيت الأبيض، حسب "فرانس برس" التي قالت إن ترمب قد يعود في الأشهر المقبلة إلى تنظيم التجمعات الانتخابية الكبيرة التي تستهويه.
محاور متوقعة
يعتبر كثير من الجمهوريين أن رسالة الحملة "النصفية" يجب أن تركز على انتقاد السياسات التي اتبعها خلفه الديمقراطي جو بايدن.
لكن يبدو أن دونالد ترمب غير مستعد للتخلي عن نظريته التي فنّدتها المحاكم بأن انتخابات 2020 سُرقت منه، وسيعود بلا شكّ إلى الموضوع مساء السبت.
ومن المنتظر أيضاً أن ينتقد المستشار الطبي للبيت الأبيض أنتوني فاوتشي وإدارة بايدن، وفق صحيفة "نيويورك تايمز".
بعد نحو خمسة أشهر من مغادرته المنصب واستقراره في ناديه للغولف في بدمينستر قرب نيويورك، لم يعترف الملياردير بعد بهزيمته ويرى أنه عائد لا محالة إلى البيت الأبيض.
تصريح استفزازي
وأدلى الجمعة بتصريح استفزازي قال فيه إنه "في المرة المقبلة" التي سيكون فيها في البيت الأبيض، لن يدعو رئيس فيسبوك مارك زاكربرغ لتناول العشاء، بعد أن علّق حسابه على الشبكة الاجتماعية لمدة عامين.
ولن يتمكن الرئيس السابق من العودة إلى فيسبوك إلا بعد تراجع "المخاطر على سلامة الجمهور"، بحسب ما أعلنت المنصة التي استبعدته موقتاً في 7 يناير على خلفية تصريحات له قبيل اقتحام الكابيتول.
وقرار فيسبوك غير مسبوق، وقد اعتبره ترمب "إهانة" لأكثر من 74 مليون ناخب صوتوا له في نوفمبر 2020. مع العلم أن بايدن حصل على 81 مليون صوت.
ويتهم مجلس النواب الرئيس السابق بـ"التحريض على التمرد" في الهجوم الدامي على الكابيتول، وكان قد برأه مجلس الشيوخ في فبراير بعد محاكمة ثانية لعزله بسبب غياب أصوات جمهورية داعمة كافية.