روما -رويترز
أطلق القضاء الإيطالي، الثلاثاء، سراح جيوفاني بروسكا، أحد أخطر أعضاء المافيا في صقلية، بعد أن أمضى 25 عاماً في السجن، لأنه أبدى تعاوناً مع المحققين، وأمدهم بمعلومات تتصل بعصابات المافيا.
وتعرض بروسكا لعقوبة السجن بعد أن أقدم على تفجير قنبلة قتلت القاضي جيوفاني فالكوني عام 1992، وبعد 4 سنوات ألقي القبض عليه.
وأثارت الخطوة غضباً بين أقارب ضحايا الهجوم، الذي أدى إلى مصرع فالكوني وزوجته، و3 من عناصر الشرطة، لكن بروسكا عاد بعد ذلك، وساعد الشرطة في ملاحقة إحدى عائلات المافيا الإيطالية.
وكان مقتل القاضي فالكوني، الذي أعقبه بعد شهرين مقتل القاضي باولو بورسيلينو، من أبرز حلقات كفاح إيطاليا الطويل للقضاء على الجريمة المنظمة.
واعترف بروسكا، الملقب بـ"الجزار"، بدوره في أكثر من 100 جريمة قتل، منها قتل جوسيبي دي ماتيو (14 عاماً)، الذي أذيب جسده في حمض، بعد أن أبلغ أبوه الشرطة بمعلومات عن المافيا.
وقالت روساريا كوستا، أرملة شرطي قُتل في التفجير الذي استهدف فالكوني لصحيفة "كورييري ديلا سيرا"، إن "بروكسا لم يتعاون مع العدالة، إلا لتحقيق استفادة شخصية، لم يكن اختياراً نابعاً من الذات"، فيما وصفت شقيقة القاضي، ماريا فالكوني، خبر الإفراج بـ"الحزين".
وأمد بروسكا المحققين، بمعلومات عن العديد من هجمات عائلات المافيا الإيطالية، التي نُفذت في الثمانينيات والتسعينيات، كما أدلى بشهادته في محاكمة عن مفاوضات مزعومة، بين مسؤولين إيطاليين، ورجال عصابات، لوقف التفجيرات.
وقال فيديريكو كافييرو دي راهو، كبير القضاة في قضايا مكافحة المافيا، لـ"رويترز": "بصرف النظر عن الرأي في الأعمال الوحشية التي ارتكبها في ذلك الوقت، كان هناك تعاون، دعونا لا ننسى أنه أمدنا بمعلومات عن تفجيرات في صقلية، وفي جميع أنحاء إيطاليا"، وأضاف: "من الواضح أن القضاة رأوا أن هذه عقوبة ملائمة".
وأدان عدد من الساسة الإيطاليين إطلاق سراح بروسكا، وقال ماتيو سالفيني زعيم حزب "الرابطة" اليميني، "هذه ليست العدالة التي يستحقها الإيطاليون".
اقرأ أيضاً:
