
التقى المبعوث الأميركي الخاص لإيران روبرت مالي، وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني في الدوحة التي وصلها كذلك وفد إيراني الثلاثاء، قبيل بدء محادثات "إيرانية-أميركية" في العاصمة القطرية بشأن برنامج طهران النووي.
ومن المقرر أن تستضيف قطر هذا الأسبوع محادثات غير مباشرة بين واشنطن وطهران.
وكتبت السفارة الأميركية في الدوحة في تغريدة على تويتر الثلاثاء، أن مالي التقى مع وزير الخارجية القطري "وناقشا الشراكة القوية بين الولايات المتحدة وقطر، والجهود الدبلوماسية المشتركة بشأن إيران".
من جهتها، ذكرت وكالة الأنباء الإيرانية "إرنا" أنّ كبير مفاوضي إيران علي باقري وأعضاء الوفد المرافق له وصلوا إلى الدوحة الثلاثاء.
ونشر سفير إيران بالدوحة حميد رضا دهقاني صورة تجمعه مع باقري، وعلق عليها: "دون إطلاق أحكام مسبقة وإبداء التشاؤم أو التفاؤل غير الواقعي... نتمنى لهم النجاح بمهمتهم الهامة لتأمين مصالح الشعب الإيراني"، بحسب وكالة أنباء فارس الإيرانية.
ويأتي ذلك بينما أعلنت إيران والولايات المتحدة الاثنين عزمهما استئناف المحادثات غير المباشرة بينهما في قطر هذا الأسبوع، في محاولة جديدة لإحياء اتفاق عام 2015 النووي.
ترحيب قطري
ورحبت الدوحة الثلاثاء باستضافة جولة المحادثات التي ستجري برعاية منسق الاتحاد الأوروبي.
وأكدت وزارة الخارجية القطرية في بيان "استعداد دولة قطر التام لتوفير الأجواء التي تساعد كافة الأطراف في إنجاح الحوار".
وأعربت قطر عن أملها في أن "تتوج جولة المحادثات غير المباشرة بنتائج إيجابية تسهم في إحياء الاتفاق النووي".
وقال مسؤولان غربيان كبيران، لمجلة "بوليتيكو" الأميركية الاثنين، إن المحادثات في قطر "لا يُرجح أن تستمر أكثر من يومين أو ثلاثة أيام"، وعبرا عن عدم تفاؤلهما بالمفاوضات.
وأوضح أحدهما أنه "حتى إذا نجح مسؤول السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل الذي زار طهران مؤخراً، في إحياء العملية، فإن الجوهر لم يتغير كثيراً منذ توقف محادثات فيينا".
وعبر وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان الاثنين، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره التركي مولود جاويش أوغلو عن أمله في "أن نشهد في الجولة الجديدة من المفاوضات التوصل إلى نقطة الاتفاق، شريطة السلوك الواقعي لأميركا والدول الأوروبية الثلاث (فرنسا وبريطانيا وألمانيا)"، بحسب وكالة الأنباء الإيرانية "إرنا".
توقعات منخفضة
وذكرت مجلة "بوليتيكو" الأميركية الاثنين، أن احتمالية حدوث انفراجة في المفاوضات "ضعيفة"، كما ذكر مسؤول أميركي مطلع على الأمر إن "التوقعات منخفضة للغاية".
ونبّه المتحدث باسم الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده، أن "الكرة الآن في ملعب الولايات المتحدة لإحياء الاتفاق النووي". وأضاف: "ملتزمون بحل القضايا المتبقية في أقصر وقت ممكن"، مشيراً إلى أن المناقشات ستركز على "رفع العقوبات عن إيران، وليس القضايا النووية التي تم حلها بالفعل".
ولفت زادة إلى أنه "ليس هناك اتفاق على أي شيء حتى يتم الاتفاق على كل شيء"، متابعاً: "سنرى ما إذا كان سيتم التوصل لاتفاق خلال الأسابيع المقبلة.. خطوات إيران النووية يمكن العدول عنها إذا أوفت واشنطن بالتزاماتها".
ومنذ أبريل 2021، بدأت إيران والأطراف التي لا تزال منضوية في الاتفاق، وبمشاركة أميركية غير مباشرة، مباحثات في فيينا تهدف إلى إحيائه.
وحققت المباحثات تقدماً جعل المعنيين قريبين من إنجاز تفاهم، قبل أن يتم تعليقها منذ مارس الماضي، مع تبقي نقاط تباين بين طهران وواشنطن، خصوصاً بشأن مطلب طهران رفع "الحرس الثوري" الإيراني من قائمة واشنطن لـ"المنظمات الإرهابية الأجنبية".
وأفادت الوكالة الدولية للطاقة الذرية، نهاية مايو الماضي، بأن إيران حققت قفزة في تخصيب اليورانيوم خلال الأشهر الثلاثة الماضية، قائلة إنها خصّبت 43 كيلوجراماً من مادة اليورانيوم بنسبة نقاء 60%، بزيادة نسبتها 30% في الأشهر الثلاثة الماضية، بحسب "بلومبرغ".