قال مجلس السيادة السوداني في بيان، الأحد، إن وفداً حكومياً برئاسة عضو المجلس الفريق شمس الدين الكباشي، وصل إلى مدينة بورتسودان في إطار مبادرة لحل الأزمة التي يشهدها شرق السودان هذه الأيام.
وتأتي الزيارة التى تستمر لمدة يومين، في إطار مبادرة لحل الأزمة التي نشبت مؤخراً شرقي البلاد على خلفية احتجاجات أُغلقت على إثرها عدد من المرافق الحيوية، ما أدى إلى تداعيات سلبية على مجمل الأوضاع الاقتصادية بالبلاد.
ووفقاً للبيان، فإن برنامج الزيارة لولاية البحر الأحمر، يتضمن عدداً من الاجتماعات واللقاءات، تشمل لجنة أمن الولاية ومجلس نظارات البجا.
ووصل الكباشي على رأس وفد رفيع المستوى من الحكومة الاتحادية، ضم وزير الداخلية الفريق أول شرطة عز الدين الشيخ منصور، ووزيرة الخارجية مريم الصادق المهدي، ووزير الطاقة والبترول جادين علي عبيد، ووزير النقل ميرغني موسى حمد.
وكان في استقبال الوفد والي ولاية البحر الأحمر عبدالله شنقراي أوهاج، وأعضاء لجنة أمن الولاية وقادة الوحدات العسكرية.
والسبت، أغلق عشرات المحتجين محطة السكك الحديدية بمنطقة هيا في ولاية البحر الأحمر شرقي السودان (أكبر محطة لنقل المنتجات النفطية في البلاد)، بعد 5 أيام من إغلاق ميناء بورتسودان الرئيسي بسبب احتجاجات المعترضين على اتفاق جوبا للسلام ، فيما تحدث وزير النفط السوداني عن "وضع خطير جداً".
وأعلن "المجلس الأعلى لنظارات البجا والعموديات المستقلة"، الذي يمثل المحتجين، أنه جرى أيضاً إغلاق خط البنزين الناقل من مدينة "هيا" إلى الخرطوم .
وأكد وزير النفط السوداني جادين علي عبيد لوكالة "فرانس برس" السبت، أن محتجين في مدينة بورتسودان أغلقوا خطي تصدير واستيراد النفط في البلاد، متحدثاً عن "وضع خطير جداً".
وقال العبيد: "أغلق المحتجون أنبوبي النفط اللذين ينقلان صادر دولة جنوب السودان إلى ميناء بورتسودان، والوارد من الميناء إلى داخل البلاد". وأضاف: "لقد أُغلقت مداخل ومخارج ميناء تصدير النفط تماماً، والوضع خطير جداً".
وأغلق عشرات المحتجين، الجمعة الماضي، مدخل مطار مدينة بورتسودان على البحر الأحمر بعد 4 أيام من إغلاق الميناء الرئيسي بسبب احتجاجات المعترضين على اتفاق جوبا للسلام العام الماضي.
وأرجع المتظاهرون السبب في التصعيد إلى "عدم استجابة الحكومة لمطالبهم"، فيما قال شهود عيان لوكالة "فرانس برس"، إن الحافلات والسيارات الخاصة مُنعت من مغادرة المدينة الساحلية، كما أغلق المحتجون جسراً يربط ولاية كسلا في الشرق بسائر أنحاء البلاد.
وظهر رفض حاد في شرق السودان من المجلس الأعلى لنظارات البجا والعموديات المستقلة عقب توقيع حركتي مؤتمر "البجا" و"الجبهة الشعبية المتحدة" اتفاقية جوبا، إذ طالب المعارضون بإلغاء المسار واستبداله بمنبر جديد أُطلِق عليه "منبر الشرق".
ويعود الرفض إلى مزاعم بأن الموقّعين لا يمثلون شرق السودان، وأن الاتفاق لا يلبي تطلعات سكان المنطقة في ما يتعلق بتقاسم السلطة والتنمية.
ويضم شرق السودان ولايات البحر الأحمر وكسلا والقضارف، وهو من أفقر مناطق البلاد. وفي أكتوبر من العام الماضي، وقعت الحكومة الانتقالية السودانية في مدينة جوبا اتفاق سلام مع عدد من الحركات التي حملت السلاح في عهد الرئيس السابق عمر البشير احتجاجاً على التهميش الاقتصادي والسياسي لهذه المناطق.