رغم مناورات إيران.. أميركا منفتحة لإحياء الاتفاق النووي

time reading iconدقائق القراءة - 5
العلم الإيراني في محطة بوشهر للطاقة النووية الإيرانية - AFP
العلم الإيراني في محطة بوشهر للطاقة النووية الإيرانية - AFP
باريس-رويترز

تعثرت الجهود الرامية لتحديد الخطوات الأولية للولايات المتحدة وإيران لاستئناف الامتثال للاتفاق النووي، ولكن مسؤولين غربيين يعتقدون أن إيران قد ترغب الآن في مناقشة خارطة طريق أوسع لإحياء الاتفاق وهو أمر تريده واشنطن أيضاً.

وفقاً لوكالة رويترز، اعتقد مساعدو الرئيس الأميركي جو بايدن أن إيران، التي لم يجروا معها مناقشات مباشرة، تريد التحدث عن الخطوات الأولى نحو إحياء الاتفاق الذي انسحب منه الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب في 2018.

وخفف الاتفاق العقوبات الاقتصادية على طهران مقابل فرض قيود على البرنامج النووي الإيراني بهدف جعل تطوير سلاح نووي أكثر صعوبة، وهو طموح تنفيه طهران.

وقال ثلاثة مسؤولين غربيين لـ"رويترز" إن إدارة بايدن وإيران تواصلتا بشكل غير مباشر عبر الأطراف الأوروبية في الاتفاق، بريطانيا وفرنسا وألمانيا، وإنهم يعتقدون أن إيران تريد الآن مناقشة خطة أوسع للعودة إلى الاتفاق.

خارطة طريق

وقال مسؤول أميركي طلب عدم نشر اسمه: "ما سمعناه أنهم كانوا مهتمين في البداية بسلسلة من الخطوات الأولية، ولذا كنا نتبادل الأفكار إزاء سلسلة من الخطوات الأولية".

وتابع:"يبدو مما نسمعه علناً الآن، ومن خلال وسائل أخرى، أنهم قد يكونون غير مهتمين بمناقشة الخطوات الأولية ولكن (بمناقشة) خارطة طريق للعودة إلى الامتثال الكامل".

وأضاف المسؤول الأميركي "إذا كان هذا ما تريد إيران التحدث عنه، فنحن سعداء للحديث عنه"، بيد أنه من غير الواضح إذا كان هذا موقف إيران.

ويحدد الزعيم الأعلى آية الله علي خامنئي سياسة إيران النووية في نهاية المطاف. وقد قال بشكل قاطع في 21 مارس "على الأميركيين رفع جميع العقوبات" قبل أن تستأنف طهران الامتثال.

وقال خامنئي "إذا ألغيت العقوبات حقاً، فسنعود إلى التزاماتنا دون أي مشاكل.. لدينا الكثير من الصبر ولسنا في عجلة من أمرنا".

"لسنا في عجلة"

قال مساعدو بايدن في البداية إن إيران إذا استأنفت الامتثال، فإن الولايات المتحدة ستفعل أيضاً، وهو موقف جرى فهمه على أن واشنطن تريد أن تستأنف طهران الامتثال أولاً، ولكنهم أوضحوا فيما بعد أن المشكلة ليست في من يتخذ الخطوة الأولى.

وفيما سعت إدارة بايدن أيضاً إلى الإيحاء بأنها ليست على عجلة من أمرها، فإنها تواجه حقيقة أنه إذا لم يكن هناك أي تقدم في أبريل نحو إحياء الاتفاق، فسيبدأ المسؤولون الإيرانيون في مايو المناورات السياسية المكثفة للانتخابات الرئاسية التي تجرى في 18 يونيو.

وقال دبلوماسي غربي، طلب عدم ذكر اسمه: "سيدخلون فترة الانتخابات في غضون شهر أو نحو ذلك، لكن هذه ليست نهاية العالم بالنسبة لنا.. نحن نقدم عروضاً وهم يقدمون عروضاً. هذه عملية بطيئة لكن لا بأس في ذلك. لسنا على عجلة من أمرنا".

مناورات إيرانية

ورفضت طهران تقريراً في صحيفة بوليتيكو الأميركية، قال إن واشنطن تخطط هذا الأسبوع لتقديم اقتراح جديد يطلب من إيران وقف العمل بأجهزة الطرد المركزي المتقدمة وتخصيب اليورانيوم إلى درجة نقاء 20 بالمئة مقابل تخفيف غير محدد للعقوبات الأميركية.

وقالت البعثة الإيرانية لدى الأمم المتحدة على تويتر "لا حاجة إلى اقتراح للولايات المتحدة بإعادة الانضمام إلى خطة العمل الشاملة المشتركة (الاتفاق النووي).. يتطلب الأمر قراراً سياسياً فحسب من الولايات المتحدة لتنفيذ كامل وفوري لجميع التزاماتها".

ولا يزال غير واضح ما إذا كانت إيران تريد بالفعل العودة إلى طاولة التفاوض، ولو بشكل غير مباشر، مع الولايات المتحدة الآن، أو إذا كان المرشد الإيراني يفضل الانتظار إلى ما بعد الانتخابات.

وقال هنري روم، من مجموعة أوراسيا البحثية "أعتقد أن ثمة قدراً من التناقض من جانب المرشد الإيراني إزاء التسرع في الأمور".