جنوب السودان.. اقتراحات سودانية تفجر خلافاً بين سلفاكير ومشار

time reading iconدقائق القراءة - 4
رئيس جنوب السودان سلفاكير وخصمه رياك مشار (خلفه على اليمين) في جوبا، 20 فبراير 2020 - AFP
رئيس جنوب السودان سلفاكير وخصمه رياك مشار (خلفه على اليمين) في جوبا، 20 فبراير 2020 - AFP
الخرطوم-مها التلب

أفادت مصادر سودانية رفيعة لـ"الشرق"، الاثنين، بأن مقترح مجلس السيادة السوداني الخاص بآلية تنفيذ اتفاق سلام جنوب السودان، تسبب بـ"خلاف" بين رئيس جنوب السودان سلفاكير ميارديت ونائبه رياك مشار، بشأن ملف "الترتيبات الأمنية" في الاتفاق الموقع عام 2018.

وعانت جنوب السودان وهي الدولة الأحدث عهداً في العالم، من عدم استقرار مزمن منذ استقلالها عام 2011، بما في ذلك حرب أهلية استمرت 5 سنوات بين قوات موالية للرئيس وأخرى موالية لنائبه، أسفرت عن سقوط نحو 400 ألف ضحية.

وخيّمت السجالات بين الأحزاب المتخاصمة على اتفاق عام 2018 الذي أنهى الحرب، بينما لا تزال بعض أبرز بنود الاتفاق غير مطبّقة.

وكانت "الحركة الشعبية لتحرير السودان" المعارضة التي يتزعمها مشار أعلنت، الثلاثاء، انسحابها من هيئة تشرف على عملية السلام بسبب هجمات "غير مبررة" على قواعدها من قبل "شريكها في السلام"، فيما اعتبرت وكالة "فرانس برس" القرار "أحدث نكسة للاستقرار الهش في البلاد، ما يعمق الانقسامات بين الفصائل الموالية لمشار وكير".

المصادر السودانية قالت لـ"الشرق"، إن "رئيس المجلس السيادي عبد الفتاح البرهان، قدم في 18 مارس، مقترحاً لإنشاء قاعدة مدمجة للفصائل الأمنية والعسكرية إلى جانب الشرطية، لحل الأزمة بين سلفاكير ومشار، بشأن ملف الترتيبات الأمنية".

وأكدت المصادر أن مقترح البرهان "فجّر الخلاف بين الطرفين"، مشيرة إلى أن المقترح تضمن "إنشاء قاعدة مدمجة للفصائل الأمنية والعسكرية بنسب متساوية بين الحكومة والمعارضة".

ولكن المصادر لفتت إلى أن "سلفاكير يقترح تقسيم النسب لـ40‎%‎ للحكومة و60‎%‎ لجميع مكونات المعارضة بما فيها مجموعة مشار".

وسبق أن واجه التحالف الهش بين كير ومشار تهديداً في أغسطس الماضي، عندما اندلعت معارك دامية بين فصائل متخاصمة ضمن حزب نائب الرئيس "الحركة الشعبية لتحرير السودان في المعارضة".

ولقي 32 شخصاً على الأقل مصرعهم في المواجهات، فيما أفاد مشار حينها بأن الخلافات تهدف إلى إخراج عملية تشكيل قيادة موحدة للقوات المسلحة عن مسارها، وهو من أهم بنود اتفاق السلام الذي سيقي البلاد من أي نزاع مستقبلي.

لقاءات واتصالات "مكثفة"

ويسعى السودان من خلال مقترحاته واتصالاته لعدم حصول مواجهات مسلحة بين الأطراف المتحالفة، ففي وقت سابق الاثنين، أكد سلفاكير في اتصال هاتفي مع نائب رئيس مجلس السيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي) عزمه على "تجاوز المصاعب التي تواجه تنفيذ اتفاق السلام".

وأشاد رئيس جنوب السودان بـ"اهتمام الحكومة السودانية بتحقيق الاستقرار، وسعيها الدؤوب لتقريب وجهات النظر بين الأطراف"، مشيراً إلى أن "هذا الاهتمام الكبير، يشكل دافعاً قوياً لهم، لاستكمال عملية السلام بجنوب السودان".

من جهته، أكد مبعوث الهيئة الحكومية للتنمية لدول شرق إفريقيا "إيقاد" الخاص لسلام جمهورية جنوب السودان السفير إسماعيل ويس أن البرهان "رحب بمبادرة منظمة (إيقاد) لتحقيق الاستقرار والسلام في جنوب السودان عبر عمليات بناء الثقة بين الأطراف".

وأشار إلى أنه بحث مع البرهان "التحديات التي تواجه عملية تنفيذ بنود الترتيبات الأمنية في اتفاقية جوبا المنشطة".

اقرأ أيضاً:

تصنيفات