Open toolbar

محطة للغاز في شرق فرنسا. 28 نوفمبر 2022 - AFP

شارك القصة
Resize text
دبي -

بدأت القارة الأوروبية في تجاوز المرحلة الأسوأ في أزمة الطاقة، إذ أن اعتدال الطقس في معظم أرجاء القارة، وتأمين موردين جديدين، مكنها من تجاوز، ما وصفته "بلومبرغ"، بخطط الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لـ"تسليح الطاقة"، ولكنها تكبدت خسائر بما يقرب من تريليون دولار.

وأشار تقرير "بلومبرغ" إلى الجهود المبذولة لتقليل حجم الطلب على الطاقة الروسية، فضلاً عن استمرار امتلاء احتياطيات الغاز، وهبوط الأسعار، وهي عوامل ساعدت أوروبا بعد مرورها بالعديد من المشكلات الحادة خلال العام الماضي.

وساعدت مشكلات وباء كورونا في الصين أيضاً في الحد من المنافسة على شحنات الغاز الطبيعي المسال، وهو ما من شأنه أن يؤدي لاستقرار التوقعات الاقتصادية لأوروبا.

وفي حين أنَّ موجة البرد أو مشاكل توصيل الغاز يمكن أن تؤدي إلى حالة من الفوضى في أسواق الطاقة، فإنَّ التفاؤل يتزايد بأنَّ أوروبا بات بإمكانها الآن تجاوز هذا الشتاء وما بعده. 

"تجنب خطر الانهيار الاقتصادي"

وقال وزير الاقتصاد الألماني روبرت هابيك، الذي يدير استجابة البلاد لأزمة الطاقة: "لقد تم تجنب خطر الانهيار الاقتصادي الكامل، وانهيار الصناعة الأوروبية". 

وبحسب "بلومبرغ"، كلَّفت هذه الأزمة، التي أثارها الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير الماضي2022، أوروبا ما يقرب من تريليون دولار بالفعل بسبب ارتفاع أسعار الطاقة، لكن تدابير توفير الطاقة من قبل قطاع الصناعة والأسر العادية وكذلك درجات الحرارة الأكثر دفئاً منذ عقود، ساعدت كثيراً.

كما أنَّه من المتوقع أن يكون الاستهلاك الأوروبي أقل بحوالي 16% طيلة عام 2023 من متوسط مستويات الخمس سنوات الماضية، فيمل تساعد الظروف المواتية وتوسيع الاعتماد على طاقة الرياح والطاقة الشمسية، على خفض توليد الطاقة التي تعمل بالغاز في 10 من أكبر أسواق الطاقة في أوروبا بنسبة 39% هذا العام، وفقاً لمؤسسة "إس أند بي جلوبال". 

وكشفت مؤسسة "مورجان ستانلي" للخدمات المالية والمصرفية أنَّ عمليات تسليم الغاز حققت رقماً قياسياً جديداً في ديسمبر الماضي، مشيرة إلى أنه من المتوقع أن يستمر هذا الاتجاه الصاعد. 

وتفتتح ألمانيا، التي كانت ذات يوم أكبر مشتر للغاز الروسي، ثلاث محطات تخزين جديدة هذا الشتاء، وتتوقع الدولة ذات الاقتصاد الأكبر في أوروبا أن تغطي منشآتها الجديدة للغاز الطبيعي المسال حوالي ثلث احتياجاتها السابقة.

كما أنه من المرجح أن يؤدي استمرار تدفق الإمدادات من مصادر غير روسية إلى منع ارتفاع أسعار السوق إلى أعلى مستوياتها، التي وصلت إليها العام الماضي. 

استمرار المخاطر

وعلى الرغم من هذه التطورات الإيجابية، فإنه لا تزال الأسعار أعلى من المتوسطات التاريخية كما لا تزال المخاطر قائمة، حيث ستمثل واردات الغاز عبر خطوط الأنابيب الروسية هذا العام خُمس المستويات المعتادة، أي حوالي 27 مليار متر مكعب فقط، كما أنه من الممكن أن يقطع الكرملين هذه الإمدادات بشكل كامل. 

ولذا فإنَّ الغاز الطبيعي المسال سيكون له دور بالغ الأهمية لتأمين إمدادات كافية لفصل الشتاء المقبل، كما ستحتاج أوروبا إلى البقاء في حالة تأهب، حيث يمكن أن يؤدي انتعاش الاقتصاد الصيني إلى تأجيج المنافسة، فضلاً عن تمتع روسيا بالقدرة على إحداث اضطراب في السوق بالنظر لكونها واحدة من أكبر ثلاثة موردين لأوروبا. 

وإذا كان المناخ المعتدل في أوروبا ساهم في خفض الطلب على التدفئة حتى الآن هذا الشتاء، إلا أن أنماط الطقس المتقلبة بشكل متزايد قد تؤدي إلى اندلاع نوبات برد، مثل الانخفاض الشديد في درجات الحرارة الذي شهدته الولايات المتحدة خلال الأسبوع الماضي. 

وسيعتمد التخزين السلس للغاز في الصيف على العديد من العوامل، بما في ذلك وجود إمدادات قوية من طاقة الرياح والمولدات النووية والمائية، واستقرار تدفقات الغاز الطبيعي المسال والتوفير المستمر في الطاقة. 

وقالت مجموعة "وود ماكنزي" لاستشارات الطاقة: "قد تكون أوروبا في وضع أفضل مقارنة بالمخاوف السابقة، لكن المخاوف لم تنته بعد". 

اقرأ أيضاً:

Google News تابعوا أخبار الشرق عبر Google News

نستخدم في موقعنا ملف تعريف الارتباط (كوكيز)، لعدة أسباب، منها تقديم ما يهمك من مواضيع، وكذلك تأمين سلامة الموقع والأمان فيه، منحكم تجربة قريبة على ما اعدتم عليه في مواقع التواصل الاجتماعي، وكذلك تحليل طريقة استخدام موقعنا من قبل المستخدمين والقراء.