روحاني قبل مغادرة منصبه: إيران قادرة على تخصيب اليورانيوم بنسبة 90%

time reading iconدقائق القراءة - 6
الرئيس الإيراني حسن روحاني - 16 سبتمبر 2019 - Getty Images
الرئيس الإيراني حسن روحاني - 16 سبتمبر 2019 - Getty Images
دبي -الشرقوكالات

قال الرئيس الإيراني حسن روحاني إن بلاده التي تعمل على تخصيب اليورانيوم بدرجة نقاء 20 و60%، قادرة أيضاً على الوصول إلى نسبة تخصيب 90%، "إذا أرادت ذلك"، في إشارة إلى النسبة اللازمة لإنتاج أسلحة نووية.

وأضاف روحاني، في تصريحات صحافية، خلال اجتماع الحكومة، الأربعاء، أنه بعد الإجراءات التي اتخذتها الحكومة في ولايته الأولى، لـ"إلغاء الحظر وضمان حقوق الشعب، فإن بلاده توصلت إلى إبرام الاتفاق النووي في 14 يوليو 2015، ولهذا السبب فقد أطلقنا اسم الحوار والتعاطي البناء على هذا اليوم".

تأتي تصريحات روحاني التي نشرتها وكالة أنباء "فارس" الإيرانية، قبل أسابيع من تولي إبراهيم رئيسي مقاليد الأمور في إيران، بعد انتخابه في يونيو الماضي. 

وفي لقاء سابق مع صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية، وصف المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافاييل غروسي، برنامج تخصيب اليورانيوم في إيران بأنه "مقلق جداً"، ولا تنفذه سوى دول تسعى إلى امتلاك أسلحة نووية، وقال غروسي إن "التخصيب في أي دولة بدرجة نقاء 60%، أمر خطر جداً، فقط الدول التي تصنع قنابل (ذرية) تبلغ هذا المستوى. 60% هي نسبة تكاد تُستخدم في صنع أسلحة (نووية)، والتخصيب التجاري هو 2 إلى 3%".

وأفادت وكالة "بلومبرغ" في مايو الماضي، بأن إيران أصبحت أقرب أكثر من أي وقت مضى لامتلاك المواد اللازمة لصنع سلاح نووي، مشيرةً إلى أن الإيرانيين قاموا بتخصيب المزيد من اليورانيوم باستخدام تقنيات أكثر تطوراً، وهو ما لم يكن بإمكانهم الوصول إليه في ظل نظام مراقبة صارم، الذي كان يفرضه الاتفاق النووي لعام 2015.

وأضافت الوكالة أن إيران راكمت ما يكفي من اليورانيوم المخصب لصنع قنابل نووية عدة، في حال اختارت رفع نسبة عمليات تنقية المعدن الثقيل إلى 90% المستخدم عادةً في الأسلحة النووية، لافتةً إلى أنه كان لطهران قبل الاتفاق ما يكفي لصنع أكثر من 12 قنبلة.

وأعرب الرئيس الإيراني في كلمته التلفزيونية، الأربعاء، عن أمله في أن تنجز الحكومة المقبلة مفاوضات إحياء الاتفاق النووي ورفع العقوبات الأميركية، ما يشير لاحتمال عدم استئنافها قبل تولي خلفه إبراهيم رئيسي منصبه الشهر المقبل.

واعتبر روحاني أن حكومته "قامت خلال الأشهر الماضية بما كان مطلوباً لرفع العقوبات"، مضيفاً: "العمل كان جاهزاً.. أخذوا الفرصة من الحكومة الثانية عشرة"، في إشارة الى حكومته، لكن من دون أن يقدم تفاصيل إضافية، لكنه أضاف: "نأمل بأن تتمكن الحكومة الثالثة عشرة من إنهاء هذا العمل".

وتخوض طهران مع الولايات المتحدة والقوى العالمية (بريطانيا وفرنسا وألمانيا وروسيا والصين والاتحاد الأوروبي) محادثات في العاصمة النمساوية فيينا، منذ أبريل الماضي، لإحياء الاتفاق النووي الموقع في عام 2015، والذي انسحبت منه واشنطن في 2018.

وأجرت الوفود المشاركة في محادثات فيينا، 6 جولات، اختتمت في 20 يونيو الماضي دون تحديد موعد لجولة جديدة. وأكد المشاركون في المباحثات حصول تقدم مع تبقي "خلافات جدية".

وحذّرت الولايات المتحدة وفرنسا إيران بعد تلك الجولة، من أن الوقت بدأ ينفد لإحياء الاتفاق النووي، بينما ردت طهران بدعوة الآخرين لاتخاذ "قرارات نهائية".

وقيدت طهران في الأشهر الماضية عمل مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ورفعت نسبة تخصيب اليورانيوم إلى 60%، في حين يسمح الاتفاق النووي المبرم في 2015 بنسبة 3.67% فقط. 



واستبعدت وكالة "بلومبرغ"، الثلاثاء، استئناف المحادثات النووية قبل تنصيب الرئيس الجديد إبراهيم رئيسي، الشهر المقبل، ما يُقصي أي احتمالات إحياء مبكر للاتفاق الذي توصلوا إليه قبل 6 سنوات، وربما يؤدي إلى قفزة في صادرات النفط الإيرانية.

ماذا تعني نسبة 90%؟

وتعني درجة نقاء اليورانيوم بنسبة 90%، الوصول إلى القدرة على صناعة القنابل النووية. 

ويتكون اليورانيوم الطبيعي من نظيرين لهما العدد الذري نفسه، إلا أنهما يختلفان في العدد الكتلي، بمعنى أن أحد النظائر (يو-238) الذي يبلغ عدد نيوتروناته 146 "أثقل" من النظير الآخر (يو-235) والذي يبلغ عدد نيوتروناته 143، ولا يوجد (يو-235) في اليورانيوم الطبيعي إلا بنسبة أقل من 1%.

ولأن تصنيع القنابل النووية يحتاج إلى النظير الخفيف، يتم إجراء عمليات فصل النظائر عن بعضها البعض، وتُعرف تلك العملية باسم "التخصيب" والتي يُقصد بها زيادة نسبة اليورانيوم (-235) في المادة الانشطارية التي تُشغل المفاعلات النووية وتُشكل قلب صناعة القنابل النووية أيضاً. 

وأشار روحاني، في خطابه، الذي قد يكون الأخير قبل مغادرة منصبه، إلى توقيع الاتفاق النووي في عام 2015، إثر المفاوضات التي جرت مع القوى الكبرى، معتبراً أنه "بالإمكان عن طريق الحوار والتعاطي البناء حل وتسوية القضايا المعقدة والمهمة بين بلادنا والقوى الكبرى والمنظمات الدولية".  

واعتبر أن من نتائج الاتفاق النووي إخراج إيران من طائلة البند السابع لمنظمة الأمم المتحدة وإلغاء القيود على بيع النفط والاعتراف بحق إيران في تخصيب اليورانيوم.

اقرأ أيضاً: