بلومبرغ: ضحايا تلوث الهواء أكبر بكثير من كل ضحايا كورونا

time reading iconدقائق القراءة - 4
دخان يتصاعد من محطة لتوليد الكهرباء تعمل بالفحم، بالقرب من بريشتينا في كوسوفو - REUTERS
دخان يتصاعد من محطة لتوليد الكهرباء تعمل بالفحم، بالقرب من بريشتينا في كوسوفو - REUTERS
دبي -الشرق

قالت دراسة حديثة إن أكثر من 10.2 مليون شخص يموتون سنوياً بسبب تلوث الهواء، وهو رقم أكبر بكثير من 2.6 مليون شخص لقوا حتفهم بسبب فيروس كورونا، منذ اكتشافه قبل أكثر من عام.

وفي تقرير نشرته وكالة بلومبرغ، قال تايلر كوين، وهو أستاذ الاقتصاد بجامعة جورج ميسون: "قد يتساءل البعض عما إذا كان تقدير 10.2 مليون حالة وفاة بسبب التلوث دقيقاً أم لا، ولكن إذا كنت تعتقد أن التدخين ضار بالصحة، وفي بعض الأحيان يقتل المدخنين، وهي حقيقة مؤكدة، فمن المنطقي أن تؤمن بأن تلوث الهواء أمر سيئ أيضاً".

وأشار إلى أنه "بينما يتصدر فيروس كورونا المستجد عناوين الأخبار، فإن تلوث الهواء يظل مجرد مشكلة هامشية بالنسبة لرجال السياسة والتكنوقراط".

الهند والصين في المقدمة

وتابع تايلر كوين: "زرت الصين والهند بشكل متكرر على مر السنين، وفي بعض الأحيان كان تلوث الهواء مفزعاً، لدرجة أنني كنت أفضل البقاء في غرفتي بالفندق طوال اليوم، ولكنني، بصفتي زائراً ميسوراً نسبياً، كنت أحظى بهذه الرفاهية، لكن العديد من سكان المدينة لا يحظون بها، وعندما يخرجون إلى الشوارع، فإن الهواء يضر جهازهم التنفسي ودورتهم الدموية، مما يؤدي لتقصير أعمارهم".

وأشار كوين إلى أن التقدير البالغ 10.2 مليون وفاة جراء التلوث، يعتمد على بيانات تم جمعها في عام 2012، قائلاً إنه "صحيح أن الصين خفضت انبعاثاتها من الكربون بشكل كبير منذ ذلك الوقت، ولكن العديد من البلدان الأخرى قد شهدت مزيداً من النمو الاقتصادي، وبالتالي المزيد من التلوث خلال ذلك الوقت أيضاً".

ورأى أستاذ الاقتصاد أنه في حال كان هناك مَن لا يزال مشككاً في النتائج، فإنه يجب عليه ملاحظة أن تقديرات منظمة الصحة العالمية السابقة للوفيات السنوية، من تلوث الهواء، تتراوح عادةً بين 6 ملايين و7 ملايين سنوياً.

وتساءل: "لماذا لا تشكل هذه الوفيات قضية أكبر في الخطاب السياسي في الولايات المتحدة؟"، مرجعاً ذلك جزئياً إلى أن "62% من تلك الوفيات حدثت في الصين والهند".

هل سمعت عن وفاة بسبب التلوث؟

ورأى كوين أن أحد الأسباب الأخرى لعدم الاهتمام السياسي بهذه القضية، يرجع لكونها غير مرئية، حيث يتسبب تلوث الهواء في العديد من الوفيات، لكن من النادر أن يرى الناس أو يقرأون عن شخص يموت بشكل مباشر من تلوث الهواء.

وتابع: "هناك مشكلة أخرى وهي أن السؤال عن كيفية مكافحة تلوث الهواء بشكل أفضل، لا يتناسب أبداً مع المعارك الأيديولوجية الحالية، كما أن الحديث بشكل أكبر عن تلوث الهواء قد يؤدي أيضاً إلى صرف الانتباه عن المعركة الأكبر ضد تغير المناخ، التي يبدو أنها قضية ذات أولوية أكبر بالنسبة للعديد من المثقفين والناشطين".

واعتبر أستاذ الاقتصاد أنه إذا كان هناك شيء يقتل 10 ملايين شخص سنوياً، أو حتى عدد قريب من ذلك، فإنه يجب أن تكون هذه الظاهرة هي المحور الرئيسي للنقاش في العالم، والدرس الأهم واضح، هو أنه بمجرد أن نبدأ في التعامل مع تلوث الهواء بجدية، سيبدأ العالم بأسره في أن يبدو بشكل مختلف.