مصر.. خطة رسمية لتسهيل تصوير الأعمال الأجنبية

time reading iconدقائق القراءة - 6
مدينة الإنتاج الإعلامي - مصر - facebook.com/mediacityegypt
مدينة الإنتاج الإعلامي - مصر - facebook.com/mediacityegypt
القاهرة-خيري الكمار

كشف رئيس مدينة الإنتاج الإعلامي عبد الفتاح الجبالي، عن توجيه من الحكومة المصرية بتشكيل لجنة برئاسته، وبعضوية مسؤولين من بعض الوزارات، لتشجيع شركات الإنتاج العالمية، لتصوير أعمالها داخل مصر، مع تذليل جميع المعوقات أمامهم، وتسهيل استخراج التصاريح اللازمة.

جاء ذلك في بيان أصدرته مدينة الإنتاج الإعلامي، عقب لقاء "الجبالي" بالمخرج المصري محمد دياب  الذي أخرج لصالح شركة ديزني العالمية مسلسل "Moon Kight" (فارس القمر).

وأبدى دياب في وقت سابق استياءه بسبب الصعوبات التي واجهته لتصوير المسلسل في مصر، حيث تعرّض لمعاناة شديدة لاستخراج التصاريح، والتي استغرقت وقتاً طويلاً للغاية، حتى اضطر في النهاية للانتقال بالعمل إلى بودابست في المجر، مع بناء ديكورات مشابهة للموجودة في مصر.

"نظام الشباك الواحد"

والتقى المخرج محمد دياب، الأربعاء، رئيس مدينة الإنتاج الإعلامي، للاطلاع على خُطط الدولة المصرية في جذب شركات الإنتاج السينمائية العالمية لتصوير أعمالها في مصر، والتغلب على المعوقات الإدارية والبيروقراطية التي تواجههم، مع تقديم جميع التسهيلات والإمكانيات.

وأوضح رئيس مدينة الإنتاج الإعلامي في بيان صحافي، أن اللجنة التي يترأسها، وضعت حلاً لهذه الأزمة يحمل اسم "نظام الشباك الواحد"، مؤكداً أنّ "هذا النظام يُسهم في القضاء على معوقات التصوير التي كانت تواجه شركات الإنتاج الأجنبية في الماضي، كما أنّ وجود المدينة داخل المنطقة الحرة الإعلامية، يسهم في التمتع بكل المزايا التي يُقدمها هذا النظام من إعفاءات جمركية وتسهيلات إدارية".

موقع إلكتروني شامل

وكشف رئيس مدينة الإنتاج الإعلامي، عن تأسيس موقع الكتروني، من المُقرر إطلاقه رسمياً خلال الفترة القليلة المُقبلة، يُنشر من خلاله جميع المعلومات اللازمة عن تصوير الأفلام السينمائية في مصر، كما يضم العديد من أماكن التصوير المتاحة.

وأضاف أنّ "الموقع يُسهل الإجراءات التي تُقدمها الدولة سواء من الناحية الإدارية أو الجمركية، وجميع الأمور المُتعلقة بالتصوير الأجنبي في مصر"، واصفاً هذا الموقع بأنه "سيكون دليلاً شاملاً لكل مُخرجي ومُنتجي السنيما العالمية، والمُهتمين بصناعة السنيما بشكلٍ عام".

ومن جهته، أعرب المخرج محمد دياب، عن سعادته البالغة بالجهود المبذولة لعودة تصوير الأفلام العالمية فى مصر، مُشيراً إلى أن لديه عدداً من المشاريع السنيمائية عن مصر سوف تحقق دعاية كبرى، وتنقل الصورة الحقيقية على طبيعتها وبكل شفافية لصُناع السنيما فى الغرب.

وأضاف أن "مصر تتمتع بكل مقومات النجاح لإنتاج أفلام عالمية، خصوصاً لما تملكه من مناظر طبيعية ومواقع تصوير متنوعة وأماكن صحراوية، لا تتوفر فى العديد من الدول وتناسب مختلف أنواع التصوير".

تحرك جماعي 

وشدد رئيس اتحاد النقابات الفنية المخرج عمر عبد العزيز، على ضرورة وجود تحرك جماعي من الدولة بكل جهاتها وليست مدينة الإنتاج الإعلامي فقط، لاسيما وزارتي السياحة والأثار والتنمية المحلية.

وقال عمر عبد العزيز لـ"الشرق": "من الضروري تخفيض الأسعار لجذب شركات الإنتاج العالمية، حيث إن هناك دولاً لا تملك أي مقومات لاستقطاب المُنتجين، إلا أنها نجحت في تشجيعهم وتصوير الأعمال الأجنبية على أراضيها".

وطالب بالسماح بالتصوير في الأماكن الجذابة مثل الأهرامات والمعابد الفرعونية، كونها عوامل جذب لصُناع الأفلام، قائلاً: "أتمنى أن تكون تلك الجهود خطوة أولى نحو المستقبل، وتُنفذ بشكلٍ حقيقي".

مقترح جديد 

واقترح مدير التصوير السينمائي كمال عبد العزيز، تخفيض قيمة تصوير الأعمال الأجنبية في مصر، بنسبة 50٪، والأمر ذاته بالنسبة لتذاكر الطيران والإقامة لفريق التصوير، ما يُسهم في جذب شركات الإنتاج العالمية.

وأكد أنه صاحب مقترح "الشباك الواحد"، والذي يسهل إنهاء التصاريح اللازمة في مكانٍ واحد، مُشيراً إلى أن تلك الإجراءات كانت تستغرق فترة لا تقل عن 3 أشهر لإنجازها، ما يُمثل صعوبة بالغة لهم.

ويرى أن مصر بها مواقع تصوير ساحرة الجمال وليست موجودة في أي مكان آخر، مثل شواطئ البحرين الأحمر والمتوسط، ومنطقة سانت كاترين، وكذلك مناطق الآثار الفرعونية وغيرها، متابعاً أن "صعوبة الإجراءات في مصر، دفعت صُناع الأعمال الأجنبية للتصوير في المغرب، والتي صارت تجني ملايين الدولارات سنوياً بسبب التسهيلات التي تُقدمها لهم".

وأوضح مدير التصوير، أن "استقطاب شركات الإنتاج العالمية، يُسهم في تنشيط السياحة ويُوفر العملة الصعبة وغيرها من المكاسب العديدة".

رؤية جديدة 

واعتبر المخرج سعد هنداوي، أن "هذه الرؤية الجديدة ستعود بالإيجابية على الدولة المصرية، لكن يجب تطبيقها وفقاً لأسس وتعليمات واتفاقيات واضحة".

وقال هنداوي لـ"الشرق": "يجب توقيع بروتوكولات مع كل الجهات المنوطة باستخراج التصاريح والموافقات، ومتابعة حقيقية لها، ومحاسبة كل من يعرقل تنفيذها، لأنه يتسبب حينها في هروب  أموال طائلة من مصر".

إجراءات روتينية 

أما المنتج والموزع جابي خوري، عضو مجلس إدارة غرفة صناعة السينما، فلم يُبدِ حماسه الشديد لتلك التطلعات، قائلاً لـ"الشرق": "سمعنا هذا الكلام كثيراً من قبل، ولكن أتمنى حدوث تغييرات حقيقية، خصوصاً وأننا تأخرنا أكثر من 30 عاماً على تلك الخطوة".

فيما أشاد الناقد طارق الشناوي، بالمحاولات الأولى في إزالة كل المعوقات المتعلقة بتصوير الأعمال الأجنبية في مصر، قائلاً لـ"الشرق": "خبر عظيم لكنه تأخر كثيراً، فالإجراءات الروتينية كانت منفرة لصُناع السينما".

وأشار إلى تجارب الأردن والمغرب والإمارات والسعودية في تذليل المعوقات، ما أسهم في تشجيع شركات الإنتاج العالمية لتصوير أفلامهم هناك، موضحاً أن "هناك مكاسب عدة من تلك التغييرات، سواء على المستوى السياسي أو الاقتصادي من خلال توفير العملة الصعبة".

اقرأ أيضاً:

تصنيفات