"جازبروم" تعلّق صادرات الغاز الروسي إلى بلغاريا وبولندا

time reading iconدقائق القراءة - 6
روسيا تُعتبر المورِّد الأساسي للغاز إلى أوروبا - REUTERS
روسيا تُعتبر المورِّد الأساسي للغاز إلى أوروبا - REUTERS
دبي - وكالات

أكدت كلّ من بلغاريا وبولندا تلقيهما إخطاراً من شركة "جازبروم" الروسية، يفيد بأن الشركة ستوقف إمدادات الغاز بدءاً من 27 أبريل، إذا لم يتم الدفع بالروبل الروسي. 

وقالت مجموعة النفط والغاز البولندية "بي.جي إن إي جي" في بيان إنّه "في 26 أبريل تبلّغنا من جازبروم أنّه سيعلّق اعتباراً من 27 أبريل، كلّ عمليات التسليم المنصوص عليها في إطار عقد يامال"، مشيرة إلى جاهزية بولندا لتأمين حاجاتها من الغاز من موارد أخرى.

وأوردت الشركة في بيان، أن "جازبروم" أبلغتها بأنها ستوقف إمدادات الغاز عبر خط الأنابيب "يامال" اعتباراً من الأربعاء. وأضافت أنها ستتخذ خطوات لإعادة تدفق الغاز طبقاً لعقد "يامال"، وأن وقف الإمدادات هو خرق لذلك العقد.

بدورها، أعلنت وزارة الاقتصاد البلغارية في بيان "اليوم (الثلاثاء)، تلقّت شركة بولجارجاز إخطاراً بأنّ عمليات التسليم من شركة جازبروم ستعلّق اعتباراً من 27 أبريل 2022"، فيما يعتمد هذا البلد بشكل كبير على الغاز الروسي.

ورغم ذلك، يقول هذان البلدان العضوان في حلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي، إنهما مستعدان للحصول على كمية الغاز الناقصة من مصادر أخرى.

وكتبت وزيرة المناخ البولندية آنا موسكفا على "تويتر": "لن يكون هناك نقص في الغاز في المنازل البولندية"، مضيفة: "منذ اليوم الأول للحرب، قلنا إننا جاهزون للاستقلال تام عن المنتجات الخام الروسية".

وقال وزير الدولة البولندي للبنية التحتية للطاقة الاستراتيجية بيوتر نايمسكي، إن البدائل جاهزة لتعويض الغاز الروسي عندما توقف "جازبروم" إمداداتها، مشيراً إلى أنه من المقرر أن ينتهي العقد في ديمسبر المقبل، وليس لدى وارسو نية لتجديده.

من جانبها، أشارت الحكومة البلغارية في بيان إلى أنّه تمّ اتخاذ "إجراءات لإيجاد ترتيبات بديلة للاستحصال على الغاز الطبيعي والتعامل مع الوضع"، مؤكدة أنّها لا تخطّط "في الوقت الحاضر" لفرض أيّ إجراء يقيّد الاستهلاك.

وبعد فرض عقوبات على روسيا بسبب غزوها لأوكرانيا، حذّر الكرملين دول الاتحاد الأوروبي من أن إمدادات الغاز الخاصة بها ستقطع إذا لم تدفع بالروبل من حسابات روسية.

وردّت الحكومة البلغارية بالقول إنّ "الجانب البلغاري نفّذ التزاماته بالكامل، وسدّد كل المدفوعات المطلوبة بموجب العقد في الوقت المناسب". وندّدت بـ"عملية الدفع الجديدة التي اقترحها الجانب الروسي".

وأضافت "إنها (روسيا) لا تمتثل للعقد الحالي حتى نهاية هذا العام، وتشكّل مخاطر كبيرة على الجانب البلغاري، خصوصاً في ما يتعلق بتسديد مدفوعات من دون تلقّي شحنات غاز من الجانب الروسي".

ولم تذكر "جازبروم" تفاصيل بشأن "نظام المدفوعات" الجديد، لكن روسيا طالبت الدول "غير الصديقة" بأن تدفع بالروبل مقابل الغاز أو تخاطر بانقطاعات في الإمدادات.

وتخوض موسكو وأوروبا مواجهة بشأن كيفية دفع ثمن الغاز، في حين كانت تلوح في الأفق مخاطر وقف الإمدادات منذ أسابيع.

وقال الكرملين إنه يجب شراء الغاز بالروبل، لكن الاتحاد الأوروبي يعتبر أن ذلك سيشكل خرقاً للعقوبات، ويعزز موقف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بشكل غير مقبول.

وعلى نحو مماثل، أعلنت بولندا، التي كانت أكثر الدول حماساً في دعواتها لاتخاذ إجراءات أشد صرامة ضد موسكو، أنها لن تدفع بالروبل، وأكدت هذا الموقف الثلاثاء.

فيما ذكرت وكالة الأنباء الروسية "إنترفاكس" بشكل منفصل، أن بولندا لم تتلق الغاز الطبيعي من الشرق عبر خط أنابيب "يامال-أوروبا" منذ صباح يوم 26 أبريل، نقلاً عن بيانات من مشغلي الغاز.

ارتفاع أسعار الغاز

وفي وقت سابق الثلاثاء، ارتفعت أسعار الغاز الأوروبي بنسبة 17%، بعدما قالت شركة "جاز سيستم"، إنها تستعد لخفض محتمل في التدفقات، حسب ما ذكرت وكالة "بلومبرغ" الأميركية. 

وشهدت أسعار الغاز الأوروبية ارتفاعاً مدفوعة بفعل مخاوف من أن الحرب في أوكرانيا قد تؤثر على إمدادات الغاز الروسية.

وسارعت دول الاتحاد الأوروربي للبحث عن مصادر بديلة لتحل محل الغاز الروسي. وأصبح الغاز الطبيعي المسال بمثابة "طوق نجاة" للحد من الارتفاعات الكبيرة.

ووفقاً لـ"بلومبرغ"، جرى تداول العقود المستقبلية بارتفاع بنسبة 6.4% عند 98.75 يورو لكل ميجاواط/ساعة بحلول الساعة 5:14 مساءً في أمستردام.

وسجلت تدفقات الغاز عبر خط أنابيب "يامال-أوروبا" من بيلاروسيا إلى بولندا صفر كيلوواط/ ساعة في الساعة 4 مساءً بتوقيت وسط أوروبا (14:00 بتوقيت جرينتش)، بانخفاض من 52 مليون و634 ألفاً و785 كيلوواط ساعة/ يوم في الساعات الأولى من يوم الثلاثاء، وفقاً لبيانات "الشبكة الأوروبية لمشغلي أنظمة نقل الغاز".

"يامال-أوروبا"

ويربط مشروع خط أنابيب الغاز "يامال-أوروبا" بين 4 دول؛ روسيا وبيلاروسيا وبولندا وألمانيا، وينقل الغاز الطبيعي من شبه جزيرة يامال في غرب سيبيريا إلى المستهلكين في غرب أوروبا.

ويبلغ طول خط الأنابيب 4 آلاف و107 كيلومترات، وتصل قدرته إلى نقل 33 مليار متر مكعب سنوياً من الغاز الطبيعي. وبدأ بناء خط الأنابيب عام 1994 وتم تشغيله بالكامل في عام 2006. وقدرت تكلفته الإجمالية بـ36 مليار دولار، وفق موقع "هيدروكربونز تكنولوجي" المعني بأخبار قطاع المحروقات.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات