إسرائيل: قد نتحرك وحدنا لوقف برنامج إيران النووي

time reading iconدقائق القراءة - 6
رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت والمدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافاييل جروسي خلال لقائهما في القدس - 3 يونيو 2022 - Twitter/rafaelmgrossi
رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت والمدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافاييل جروسي خلال لقائهما في القدس - 3 يونيو 2022 - Twitter/rafaelmgrossi
القدس/ دبي - وكالاتالشرق

قال رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت للمدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافاييل جروسي، الجمعة، إن تل أبيب تفضّل حلاً دبلوماسياً للملف النووي الإيراني، ولكنها "قد تتحرك بشكل مستقل" لاستبعاد أي احتمال لتطوير إيران سلاحاً نووياً، إذا فشل المجتمع الدولي في فعل ذلك.

وصل جروسي إلى إسرائيل، الخميس، لإجراء محادثات بشأن الملف النووي الإيراني، في ظل تعثر محادثات فيينا لإحياء الاتفاق النووي المُبرم عام 2015، قبل أن ينسحب منه الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب بعد 3 سنوات.

ويأتي الاجتماع بعدما أعلنت الولايات المتحدة، الخميس، أنها تُعدّ مشروع قرار مع الترويكا الأوروبية المشاركة في الاتفاق النووي الإيراني (بريطانيا وفرنسا وألمانيا)، لعرضه على مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، خلال اجتماعاته التي تبدأ الاثنين المقبل، يحضّ إيران على "التعاون الكامل" مع الوكالة، في خطوة اعتبرتها طهران "غير بنّاءة".

وندّدت الوكالة الذرية في تقرير أصدرته أخيراً بغياب "ردود مُرضية" من إيران بشأن وجود مواد نووية في 3 مواقع لم تُصرّح طهران بأنها شهدت أنشطة من هذا النوع سابقاً، وهي مريوان ورامين وتورقوز آباد.

"تضليل المجتمع الدولي"

ونقل بيان إسرائيلي عن بينيت قوله لجروسي: "إسرائيل تفضّل الطريق الدبلوماسي لاستبعاد أي احتمال لتطوير إيران سلاحاً نووياً، ولكنها تحتفظ بحق العمل ضد إيران للدفاع عن نفسها، ووقف برنامجها النووي، إذا فشل المجتمع الدولي في فعل ذلك في غضون فترة زمنية مناسبة".

وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي قال، الثلاثاء الماضي، إن طهران استخدمت وثائق مسروقة لخداع الوكالة الذرية، من أجل التهرّب من التحقيقات التي تجريها بشأن المنشآت النووية الإيرانية.

واستشهد بينيت بوثائق من الأرشيف النووي الإيراني، هرّبتها أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية (موساد) إلى إسرائيل في عام 2018، وتُظهر أن إيران "استخدمت معلومات من الوثائق المسروقة للوكالة الدولية للطاقة الذرية، بين عامَي 2004 و2005، لطمأنة الوكالة بأنها لا تنفّذ أنشطة نووية سرية".

وأضاف مستعرضاً مستندات ووثائق، عبر رابط "جوجل درايف"، أن إيران "كذبت على العالم وتكذب مرة أخرى في الوقت الحالي. على العالم التأكد من أن إيران لن تفلت من العقاب".

ووصف بينيت لجروسي ما قالت "جيروزاليم بوست" إنه "عمق الخطر المتمثل في استمرار إيران في التقدّم نحو امتلاك سلاح نووي، بالتزامن مع تضليل المجتمع الدولي من خلال استخدام معلومات زائفة وأكاذيب".

وأشار البيان الإسرائيلي إلى أن "رئيس الوزراء أكد الحاجة الملحّة لحشد المجتمع الدولي من أجل التحرك ضد إيران، وبكل الوسائل لمنعها من امتلاك سلاح نووي".

وأضاف بينيت أنه يؤيد أداء الوكالة الذرية لمهمتها بوصفها هيئة مهنية ومستقلة، مشدداً على أهمية أن يوجّه مجلس المحافظين في الوكالة رسالة حادة وواضحة لإيران خلال اجتماعاته التي تبدأ الاثنين المقبل.

وكان أبرز المفاوضين النوويين الإيرانيين، علي باقري كني، قال لشبكة "إن آر كي" النرويجية إن إسرائيل "يمكنها فقط مهاجمة إيران في أحلامها". وأضاف: "إذا كان لديهم حلم مشابه، فلن يستيقظوا منه أبداً".

صعوبات إحياء الاتفاق النووي

وخلال جلسة نقاشية على هامش المنتدى الاقتصادي العالمي "دافوس"، نبّه جروسي إلى أن إحياء الاتفاق النووي الإيراني يمرّ "بمقدار كبير من الصعوبة بسبب القضايا غير النووية"، مضيفاً أن "الوكالة الذرية تعمل مع إيران لحل عدد من قضايا الضمانات المعلّقة الأخرى".

ورأى المبعوث الأميركي الخاص لملف إيران، روبرت مالي، أن احتمالات إحياء الاتفاق النووي "ضعيفة في أفضل الأحوال"، مشيراً إلى استعداد بلاده لتكثيف العقوبات المفروضة على طهران، في حال عدم التوصل إلى اتفاق. وشدد على أن الولايات المتحدة "مستعدة للرد على أي تصعيد إيراني تجاه إسرائيل وحلفاء واشنطن الآخرين" في الشرق الأوسط.

وعُلّقت مباحثات فيينا رسمياً في مارس الماضي، مع تأكيد المعنيين أن التفاهم بات شبه منجز، ولكن بقيت نقاط تباين بين واشنطن وطهران، أبرزها طلب الأخيرة شطب اسم "الحرس الثوري" من القائمة الأميركية للمنظمات الإرهابية الأجنبية. وتعتبر الولايات المتحدة أن هذه العقوبة التي قررها ترمب بعد الانسحاب من الاتفاق النووي، لا علاقة لها بالملف النووي ولا يمكن مناقشتها في إطار المفاوضات.

اغتيال عقيد في "فيلق القدس"

على صعيد آخر، أعلنت طهران الجمعة اغتيال عقيد آخر في "فيلق القدس" التابع لـ"الحرس الثوري"، هو الثاني خلال أسبوعين من تلك الوحدة التي تشرف على العمليات العسكرية الإيرانية في الخارج.

ونقلت وكالة الأنباء الرسمية الإيرانية "إرنا"، عن "مصدر مطلع" لم تسمّه، قوله: "خلال الأيام الماضية، قضى أحد أفراد الحرس الثوري نتيجة حادث في منزله ويتم التحقيق في أسبابه".

ونفت الوكالة تقارير أوردتها وسائل إعلام معارِضة في خارج البلاد أشارت إلى "اغتيال" العقيد علي إسماعيل زاده، وهو ضابط في "فيلق القدس"، في كرج غرب طهران. ووضع المصدر ذلك في إطار "حرب نفسية وأخبار كاذبة"، كما أفادت وكالة "فرانس برس".

بثت قنوات إخبارية مقرّبة من "الحرس الثوري" أن إسماعيل زاده سقط من على سطح منزله أو من شرفته، بحسب وكالة "أسوشيتد برس".

يأتي ذلك بعد مصرع العقيد في "الحرس الثوري" حسن صياد خدائي، إثر إطلاق نار عليه قرب منزله في شرق طهران، في 22 مايو الماضي. وأفاد التلفزيون الرسمي الإيراني بأن صياد خدائي كان من كوادر "فيلق القدس" و"معروفاً" في سوريا.

واتهم قائد "الحرس الثوري" الجنرال حسين سلامي "صهاينة" باغتيال صياد خدائي، بعد أيام على نشر صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية تقريراً يشير إلى أن إسرائيل أبلغت الولايات المتحدة بأنها نفّذت العملية.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات