Open toolbar

جنود أوكرانيون يطلقون قذيفة بالقرب من مدينة باخموت بأوكرانيا. 10 مارس 2023 - REUTERS

شارك القصة
Resize text
تشاسيف يار/كريمينا (أوكرانيا)-

قال الرئيس الأوكراني فولدويمير زيلينسكي إن "القيادة العسكرية الأوكرانية العليا تؤيد بالإجماع الدفاع عن قطاع شرق أوكرانيا، بما في ذلك مدينة باخموت المحاصرة وإلحاق أقصى الخسائر بالعدو" في إشارة إلى روسيا.

ولفت زيلينسكي في كلمة له إلى أن "التركيز الرئيسي كان على ... باخموت، وكان واضحاً للقيادة بأكملها ضرورة تعزيز هذا القطاع وتدمير المحتلين إلى أقصى حد".

وفي منطقة دونباس الشرقية، تخوض روسيا وأوكرانيا أكثر معارك المشاة دموية في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية، وذلك بعدما شنت موسكو في الشتاء هجوماً بمئات الآلاف من جنود الاحتياط، الذين تم استدعاؤهم مؤخراً.

بعد استعادة مساحات شاسعة من الأرض في النصف الثاني من عام 2022، التزمت كييف بشكل أساسي بالدفاع خلال الأشهر الـ4 الماضية، بينما شنت موسكو هجومها الكبير في الشتاء باستخدام جنود الاحتياط، الذين تم تعبئتهم مؤخراً ونزلاء السجون الذين تم تجنيدهم كـ"مرتزقة"، بحسب وكالة "رويترز".

وأعرب مسؤولون أوكرانيون عن استعدادهم لشن هجوم مضاد في وقت لاحق من العام الجاري بمجرد أن يجف الوحل على الأرض وتصل مئات الدبابات والعربات المدرعة من الغرب، لكن نتائج تلك الحملات قد تعتمد على الجانب الذي سيخرج أقوى بعد الهجوم الروسي في الشتاء الذي وصف الجانبان القتال فيه بأنه "مفرمة لحم" وقد كبدهما خسائر فادحة.

وقالت وكالة "فرانس برس"، إن ذخيرة تحتوي على مادة الفوسفور الأبيض، أطلقت الثلاثاء، من مواقع روسية على منطقة غير مأهولة في مدينة تشاسيف يار في شرق أوكرانيا.

وأطلق نحو الساعة 16:45 مساءً (14:45 بتوقيت جرينتش) مقذوفان بفارق 5 دقائق على طريق في الضواحي الجنوبية لتشاسيف يار يربط المدينة بباخموت المجاورة التي تشهد أعنف معارك الغزو الروسي لأوكرانيا وأطولها أمداً.

وتلى صوت إطلاق المقذوفين دوي انفجار ذخائر أطلقت كرات صغيرة وحارقة تحتوي على الفوسفور الأبيض سقطت ببطء على الأرض، فيما تسببت الكرات بحرائق في المساحات المزروعة على جانبي الطريق في مساحة تعادل حجم ملعب كرة قدم.

وتعذّر على "فرانس برس" تأكيد ما إذا كان الموقع المستهدف مركزاً للقوات الأوكرانية، لكن شاحنة خضراء تحمل شعار صليب أبيض يرمز للجيش الأوكراني كانت مركونة على مقربة من المنطقة المحترقة.

وأقرب المنازل إلى أطراف المنطقة تبعد 200 متر، بحسب الوكالة الفرنسية.

وتعتبر الذخائر التي تحتوي الفوسفور، أسلحة حارقة يحظّر استعمالها صد مدنيين، إنما يمكن استخدامها ضد أهداف عسكرية بموجب اتفاقية جنيف المبرمة في العام 1980.

وتتّهم كييف موسكو بأنها استخدمت هذا النوع من الأسلحة مراراً منذ بدء الحرب، بما في ذلك ضد مدنيين، ما ينفيه الجيش الروسي بشدة.

نفاد الذخيرة

وقالت وزارة الدفاع البريطانية، الثلاثاء، إن الذخيرة تنفد لدى موسكو "لدرجة أن هناك ترشيداً شديداً في استخدام القذائف في مناطق كثيرة من الجبهة"، مضيفةً في تحديث استخباراتي يومي أنه "كان هذا بالتأكيد سبباً رئيسياً لعدم تمكن أي تشكيل روسي مؤخراً من القيام بعمل هجومي كبير من الناحية العملياتية".

كما تواجه أوكرانيا نقصاً في الذخيرة، ويقول بعض الخبراء العسكريين إن باخموت أرض غير مواتية لكييف كي تخوض قتالاً عليها ضد القوات الروسية التي تقدمت بما يكفي حول المدينة لضرب خطوط الإمداد الأوكرانية في العمق.

وقال المحلل العسكري الأوكراني أوليه زدانوف عن معركة باخموت "يمكن أن نفقد هنا كل شيء أردنا استخدامه في تلك الهجمات المضادة".

ووصف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الحرب المستمرة منذ عام بأنها رد فعل على ما يصفه بعدوانية الغرب الذي يقول إنه يعتزم التوسع في مناطق كانت واقعة تاريخياً تحت الحكم الروسي.

وخلال زيارة لمصنع طائرات في بورياتيا، على بعد حوالي 4400 كيلومتر شرقي موسكو، قال بوتين "وبالتالي هذه ليست مهمة جيوسياسية بالنسبة لنا، لكنها مهمة من أجل بقاء الدولة الروسية، وتهيئة الظروف للتنمية المستقبلية للدولة ولأطفالنا".

اقرأ أيضاً:

Google News تابعوا أخبار الشرق عبر Google News

نستخدم في موقعنا ملف تعريف الارتباط (كوكيز)، لعدة أسباب، منها تقديم ما يهمك من مواضيع، وكذلك تأمين سلامة الموقع والأمان فيه، منحكم تجربة قريبة على ما اعدتم عليه في مواقع التواصل الاجتماعي، وكذلك تحليل طريقة استخدام موقعنا من قبل المستخدمين والقراء.