
استقبل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الأربعاء، ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، لبحث الشراكة الاستراتيجية بين البلدين.
وأفادت وكالة الأنباء الإماراتية "وام" بأن ماكرون وبن زايد بحثا "علاقات الصداقة والشراكة الاستراتيجية التي تجمع البلدين والفرص الواعدة لتطويرها وتنميتها في مختلف الجوانب لما فيه المصالح المشتركة للبلدين.. إضافة إلى عدد من القضايا والموضوعات ذات الاهتمام المشترك".
ورحب الرئيس الفرنسي بزيارة ولي عهد أبوظبي، معرباً عن سعادته بهذه الزيارة "التي تأتي في إطار التنسيق والتشاور بين البلدين بشأن العلاقات الثنائية وقضايا المنطقة ذات الاهتمام المشترك".
ونقل بن زايد إلى الرئيس الفرنسي تحيات الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، و"تمنياته له الصحة والسعادة ولبلده الصديق المزيد من التقدم والازدهار"، بحسب الوكالة الإماراتية.
وأشار بن زايد إلى استمرار التشاور وتبادل وجهات النظر مع الرئيس الفرنسي خلال الفترة الماضية، مؤكداً أن "هذه اللقاءات المباشرة تعمّق من علاقات الجانبين وتجسّد ما وصلت إليه من تطور".
واستعرض بن زايد وماكرون خلال اللقاء "ما وصلت إليه مسارات التعاون بين البلدين في المجالات الاستثمارية والاقتصادية والثقافية وغيرها من المجالات الحيوية التي تدعم عملية التقدم والتطوير والتنمية المستدامة التي يستهدفها البلدان".
كما تناول اللقاء مستجدات جائحة "كوفيد ــ 19" والجهود العالمية المبذولة للتعامل معها على مختلف المستويات الإنسانية والاقتصادية للعودة إلى الحياة الطبيعية.
التطورات في أفغانستان
وتطرق اللقاء إلى القضايا الإقليمية والدولية محل الاهتمام المشترك، وتبادل بن زايد وماكرون وجهات النظر بشأن المستجدات الإقليمية خاصة التطورات الجارية في أفغانستان.
وأعرب ماكرون عن "شكر الجمهورية الفرنسية وتقديرها للدعم الذي قدمته دولة الإمارات في عملية إجلاء رعايا مختلف الدول من أفغانستان"، وفق "وام".
وأكد الجانبان أهمية دفع الجهود باتجاه ترسيخ الأمن والسلام والاستقرار في المنطقة، من خلال الحلول الدبلوماسية والحوار الفاعل "بما يحقق تطلعات الشعوب إلى البناء والتنمية والعيش بسلام واستقرار".
وكان ولي عهد أبوظبي قد قام بجولة في مرافق قصر "فونتينبلو" برفقة الرئيس الفرنسي.
ويعد " فونتينبلو" أحد أهم القصور الملكية في فرنسا وأضخمها بتصاميمه الداخلية والخارجية القائمة على الطراز المعماري الأوروبي الذي ساد خلال العصور الوسطى وعصر النهضة، وهو من أكثر المعالم التاريخية والسياحية استقطاباً للسياح في فرنسا.
كما اطلع على "المسرح الإمبراطوري" الذي تكفل الشيخ خليفة بن زايد رئيس دول الإمارات بترميمه، فأعيدت تسميته باسم "مسرح خليفة بن زايد آل نهيان" تقديراً لما قدمه للصرح التاريخي، بحسب ما ذكرته "وام".
"شريك أساسي"
الإمارات هي شريك أساسي لفرنسا في المنطقة، ويقوم تعاون بين البلدين على عدة صُعد، فعلى الصعيد العسكري تستخدم فرنسا قاعدة الظفرة الجوية الواقعة على بعد 30 كيلومتراً من أبوظبي، والتي شكلت مركز انطلاق وعبور في الجسر الجوي الذي أقيم في كابول لإجلاء الأجانب والأفغان الذين تعاونوا مع الدول الغربية، بعد سيطرة طالبان على أفغانستان منتصف أغسطس الماضي.
وتعد الإمارات من أبرز مستخدمي الصناعات العسكرية الفرنسية، وهي تملك، على سبيل المثال، دبابات هجومية من طراز لوكلير.