باكستان .. مصير الآلاف في إقليم السند مرتبط بسد عمره 90 عاماً

time reading iconدقائق القراءة - 5
ارتفاع كبير لمستوى سد سوكور بإقليم السند في جنوب باكستان - 28 أغسطس 2022 - AFP
ارتفاع كبير لمستوى سد سوكور بإقليم السند في جنوب باكستان - 28 أغسطس 2022 - AFP
سوكور (باكستان)-أ ف ب

يرتبط مصير مئات الآلاف من الأشخاص في إقليم السند في جنوب باكستان بسد "سوكور" الذي شُيد قبل 90 عاماً، ويوجه تدفق المياه من نهر السند (إندوس) إلى أحد أكبر أنظمة الري في العالم.

وأعلنت الحكومة الباكستانية حالة طوارئ للتعامل مع الفيضانات الناجمة عن الأمطار الموسمية القياسية، التي أثرت على حوالي 33 مليون شخص، يعتمد كثير منهم في سبل عيشهم على نهر السند.

وتعرّض إقليم السند لأسابيع من الأمطار الغزيرة التي غمرت الأراضي الزراعية في كل أنحاء الإقليم، والآن، تتدفق السيول من الروافد المتضخمة في الشمال الجبلي نزولاً في اتجاه نهر السند، ومن المتوقع أن تصل في الأيام المقبلة.

ينبع نهر السند من التيبت ويقسم باكستان بطول 3 آلاف كيلومتر، ليصب جنوباً في بحر العرب قرب كراتشي.

وأعرب إرشاد علي، وهو مزارع يبلغ 42 عاماً قرب مدينة سوكور لوكالة "فرانس برس"، عن استيائه لفقدانه شجر نخيل ومساحات خضراء يملكها بسبب الأمطار الموسمية. وقال: "المياه التي تصل إلى النهر تخيفنا". وأضاف: "عاصفة كبيرة أوشكت أن تصل".

مخاوف من "كارثة"

وبدأت المياه تتدفق فعلاً فوق ضفاف نهر السند في العديد من الأماكن، وما لم يتمكن سد سوكور من التحكم في التدفق، فستقع كارثة.

وذكرت وكالة "فرانس برس" أن سد سوكور، الذي كان يعرف بسد لويد، اعتبر عند اكتمال بنائه في عام 1932 بأعجوبة هندسية، إذ كان قادراً على تصريف 1,4 مليون متر مكعب من المياه في الثانية، من خلال 19 بوابة فولاذية مركّزة بين أعمدة حجرية.

يعتبر السد العنصر المركزي في المدينة، كما أنه نقطة جذب للسياح الذين يحبون التقاط الصور أمامه، كما يوفر أيضاً جسراً رئيسياً عبر النهر.

وقال وزير الموارد المائية الباكستاني سيد خورشيد شاه لوكالة "فرانس برس"، إنه "موضوع في الخدمة منذ 90 عاماً، علماً أن كفالته كانت لـ50 عاماً"، موضحاً: "تجاوزنا مدة الكفالة بـ40 عاماً".

يعيد السد توجيه المياه إلى سلسلة من القنوات يبلغ طولها الإجمالي حوالي 10 آلاف كيلومتر، وتمر عبر أراضٍ زراعية، لكن سنوات من الإهمال جعلته غير قادر على التعامل مع الكميات القياسية من المياه اليوم.

وقال وزير الموارد المائية الباكستاني: "يتراكم الطمي ولا تتم إزالته"، موضحاً أن نقص المعدات يعني أن الوحل لم يجرف من القنوات المائية منذ عام 2010.

وتترك طبقات من الطمي بسماكة أمتار، مساحة أقل لتدفق المياه، ما يتسبب في تأخر حركة مرورها، واحتمال فيضان نهر السند.

وبدأت المياه تتدفّق بالفعل إلى شوارع سوكور، وتتسرب عبر جدران المباني على طول طريق بندر الذي يؤدي إلى السد. وقال وزير الموارد المائية إن "المدينة أصبحت أربعة أقدام تحت منسوب النهر".

وهرع مهندسون الأحد لتعزيز جسر علي واهان الأساسي على نهر السند في المدينة المهددة بالنهر المتضخم.

وقال المشرف على هذه العملية شاهد حسين: "هذا الجسر قوي والآليات متوافرة والموظفون في حالة تأهب".

وأضاف "الأمر الجيد هو التوقيت"، مشيراً إلى أن الفيضانات الناجمة عن الأمطار المحلية يفترض أن تنحسر بحلول الوقت الذي ستتدفق فيه المياه من الشمال. ولكن، إذا هطلت الأمطار مجدداً، فقد يتغير الوضع بسرعة.

وقال وزير الموارد المائية: "لحسن الحظ، تشير التوقعات إلى أنه لن تكون هناك أمطار في الأيام المقبلة".

اقرأ أيضاً:

تصنيفات