وصف رئيس مجلس السيادة الانتقالي في السودان، الفريق أول عبد الفتاح البرهان، في تصريحات خاصة لـ"الشرق"، العلاقة بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع بـ"الممتازة"، مؤكداً أن "الحل السياسي" هو الطريق الذي يوصل إلى النتائج بشأن قضية "سد النهضة" الإثيوبي.
وقال البرهان: "في سد النهضة، نسعى أن نصل فيه إلى توافق ثلاثي مع إثيوبيا ومصر والسودان"، مضيفاً: "وأيضاً في الشأنين الحدودي وسد النهضة، نحن رأيُنا ووجهة نظرنا واضحة للجميع، بأن الحل السياسي والتفاوض السلمي، هو الطريق الذي يوصل إلى نتائج".
وأكد البرهان أن قوات "الدعم السريع لا تدخل ضمن توصيف اتفاق السلام في جوبا"، مضيفاً أنها "بحكم القانون، جزء من القوات المسلحة السودانية، وتعمل بإمرتها، وفي حال تم اتخاذ إجراءات حتماً ستكون منفصلة عن تلك التي ستأخذ بحق الحركات الأخرى".
"لا ضغوط أميركية لإلغاء القاعدة الروسية"
البرهان نفى إلغاء القاعدة البحرية الروسية في البحر الأحمر، قائلاً إنه "يتم الآن التفاهم على كيفية صياغة هذا الاتفاق، وفي كيفية اعتماده بواسطة الجهات المسؤولة عن مثل هذا الإجراء، كالمجلس التشريعي والسلطات الأخرى المشاركة في الفترة الانتقالية، وهذا الاتفاق يحتاج إلى مراجعة المجلس التشريعي، لأنه تم في فترة سابقة، ولا يوجد أي ضغوط أميركية في هذا الخصوص".
وأضاف البرهان خلال مقابلة مع "الشرق"، أن "الإصلاحات الاقتصادية في السودان تمضي بكل ثبات"، وأن "هناك بيئة تتشكل للمساعدة".
كما تحدث أيضاً عن ولوج بلاده داخل "المنظومة المالية العالمية"، قائلاً إن "هذا الولوج لديه متطلباته الداخلية التي نعمل جميعاً على إيجادها، وهي متمثلة بالمعالجات الاقتصادية الصعبة، وما نمر به هو نتاج للإصلاحات المالية المطلوبة، حتى يندمج السودان في المنظومة المالية العالمية"، مشيراً إلى توقعه بأن "يفي مؤتمر باريس للمانحين، والترويكا، وكل أصدقاء السودان.. بالتزاماتهم حتى يساعدوا السودان".
وفي شأن منفصل، وصف البرهان العلاقات بين السودان والسعودية، بــ"المتأصلة والمتجذرة بين الشعبين"، مضيفاً أنها علاقات "قديمة، ويربطنا بالمملكة الرابط الديني واللغة والتواصل الذي لم ينقطع بين الشعبين".
وأكد أنه "منذ حدوث التغيير (في السودان)، تقف المملكة إلى جانبنا، ولدينا تنسيق جيد في كثير من الأمور، ولعل تواجد القوات السودانية في الحد الجنوبي للمملكة، أكبر دليل على التعاون بين الطرفين".
"المرحلة الانتقالية"
وفي حديثه عن المرحلة الانتقالية، قال البرهان إنها "فترة صعبة بالنسبة للسودان، وهي ناجمة عن تراكمات الماضي"، مؤكداً أن بلاده "ظلت لفترات طويلة، ولديها نمط إدارة مختلف، والآن كل شيء تغير، وما حصل في السودان تغيير حقيقي، وهو يمر بمصاعب وتحديات، والشعب السوداني سيصمد في وجه هذه التحديات، وهو قادر على تحملها".
وكان المجلس السيادي الانتقالي في السودان، أعلن في أواخر مايو الماضي، الاتفاق مع المجلس المركزي للحرية والتغيير، على مبادئ هادفة لتنفيذ المرحلة الانتقالية في البلاد، مؤكداً في بيان، "أهمية نبذ الخلافات بين القوى السياسية لتجاوز التحديات".
"الجنائية الدولية"
القائد العام للقوات المسلحة، أشار إلى أن هناك "مقترحات من المحكمة الجنائية الدولية، حول انعقاد المحاكمات الخاصة بالمطلوبين لديها، في الداخل".
وقال: "واحدة من مقترحات المحكمة الدولية، أن تتم المحاكمات في الداخل"، مضيفاً أن "المحاكم الداخلية أيضاً لديها متطلبات، نحن نريد إنصاف الضحايا وتحقيق العدالة، ونريد إعادة الثقة في أجهزتنا العدلية والقضائية".